لأول مرة في التاريخ.. صور مذهلة تكشف القطب الجنوبي الخفي للشمس

نجحت وكالة الفضاء الأوروبية ، في التقاط أولى الصور على الإطلاق للقطب الجنوبي للشمس، وذلك عبر القمر الصناعي "سولار أوربيتر".
وأُطلق القمر خصيصا لدراسة نجمنا الأم بزاوية جديدة وغير مسبوقة، فجميع الصور التي التُقطت للشمس تتم من "المستوي الإهليلجي"، وهو المستوى المسطح الذي تدور فيه الكواكب حول الشمس.
لكن من خلال إمالة مدار القمر الصناعي بزاوية 17 درجة تحت خط الاستواء، تمكن "سولار أوربيتر" من كشف جانب جديد لم يُرَ من قبل من شمسنا.
وستواصل المركبة الفضائية تعديل مدارها ليصل الميل إلى زاوية أكبر للحصول على صور أوضح وأكثر تفصيلًا، مما يعني أن أفضل اللقطات لم تأتِ بعد. ويستفيد "سولار أوربيتر" من جاذبية كوكب الزهرة في كل عدة دورات لضبط مدارها وزيادة ميله.
وقال الدكتور هاميش ريد، عالم الفلك في جامعة كوليدج لندن والمشارك في المشروع، إن هذا الإنجاز يعد لحظة تاريخية: "كنا ننتظر عقودا لنتمكن من رؤية أقطاب الشمس. هذه الصور تمثل القطعة المفقودة لفهمنا للحقل المغناطيسي الشمسي".
واستخدم "سولار أوربيتر" ثلاثة أجهزة تصوير مختلفة لالتقاط هذه الصور، منها جهاز تصوير الأشعة فوق البنفسجية الذي يكشف الغازات المشحونة بدرجات حرارة تصل إلى ملايين الدرجات، وجهاز قياس الحقل المغناطيسي السطحي، وجهاز آخر يُظهر طبقات الغلاف الجوي للشمس.
ويشير العلماء إلى أن هذه الصور تساعد في فهم أفضل لدورة النشاط الشمسي التي تحدث كل 11 سنة، حيث تتغير قطبية الشمس، ما يؤدي إلى فترات من النشاط الشمسي المكثف التي تؤثر على الأرض بأنشطة مثل العواصف الشمسية.
ومن الملاحظات الأولى أن الحقل المغناطيسي في القطب الجنوبي للشمس في حالة غير مستقرة، إذ يحتوي على قطبي مغناطيس معا، وهو ما يحدث عادة في فترة ذروة النشاط الشمسي بعد تقلب القطبية.
ويتوقع العلماء أن تتيح هذه الصور الجديدة قهما أعمق لكيفية بناء الحقول المغناطيسية وتطورها، والتي تؤثر بشكل مباشر على الطقس الفضائي وتأثيراته على الأرض، مثل تأثير الرياح الشمسية التي قد تسبب أضرارا للأقمار الصناعية وشبكات الكهرباء.
وبحسب الدكتور فريدريك أوشير، قائد فريق أجهزة القياس الطيفي في المشروع، فإن هذه الملاحظات من زوايا عالية ستكون ثورة في فيزياء الشمس.
ولا تزال البيانات التي تم جمعها تخضع للتحليل، مع توقع وصول جميع البيانات الكاملة إلى الأرض بحلول أكتوبر القادم. وعلى مدار السنوات القادمة، سيجمع "سولار أوربيتر" كميات هائلة من البيانات مع زيادة ميل مداره، ليصل في النهاية إلى زاوية 33 درجة تحت خط الاستواء، مما سيوفر رؤية أوضح بكثير للقطب الجنوبي للشمس.
وأكد الدكتور دانييل مولر، عالم مشروع "سولار أوربيتر" بوكالة الفضاء الأوروبية، أن هذه مجرد بداية الرحلة التي ستفتح آفاقا جديدة لفهم الحقل المغناطيسي الشمسي والرياح الشمسية والنشاط الشمسي بشكل عام.