"فيتش" والأسواق الناشئة في 2023.. التوقعات صادمة
يبدو أن بلدان الأسواق الناشئة ستواجه تداعيات أكثر ألمًا على مجتمعاتها في عام 2023 في ظل تفاقم الأزمات والتحديات العالمية الراهنة.
تصاعد المخاطر الاجتماعية.. بسبب الغذاء والطاقة
وقد تصدرت المخاطر الاجتماعية، قائمة مخاوف مؤسسة "موديز" بالنسبة للدول الناشئة في العام المقبل، على خلفية ارتفاع أسعار السلع الأساسية.
وقالت مؤسسة التصنيف الائتماني في تقرير صادر عنها الإثنين 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة قد يستمر على الرغم من الانخفاض المتوقع في التضخم، وتوقعت أن يؤثر ذلك على معدلات النمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي.
ووفقًا لتقرير "فيتش"، فإن الأسواق الناشئة ستكون أكثر عرضة للمخاطر الاجتماعية، نظرًا لأن الغذاء والطاقة يمثلان حصة كبيرة من استهلاك الأسر المعيشية، فضلا عن النمو السكاني السريع والاعتماد الكبير على الواردات الغذائية وقابلية التأثر بالمناخ الاقتصادي الحالي، ومن بين تلك الأسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأجزاء من أفريقيا.
في أكتوبر الماضي، حذر صندوق النقد الدولي من تأثير استمرار ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وقال إن حكومات الدول النامية، التي لديها قدرة إنفاق محدودة لحماية مواطنيها، تواجه صدمة أسعار الغذاء، وأكد أنه ينبغي بذل "جهود عالمية أكبر" لتوفير التمويل الطارئ والمساعدات الإنسانية.
ورفع الصندوق تقديراته للتضخم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للعامين الحالي والمقبل إلى 12.1% و11.2%، على التوالي، من 11% و8.6% كما في توقُّعات أبريل، كانعكاس لتأخر انتقال الآثار من ارتفاع أسعار الغذاء، في بعض الدول، ونتيجة انخفاض أسعار الصرف في بلدان أخرى.
مزيج من المشكلات
وتعاني الأسواق الناشئة مزيجا من المشكلات نتيجة السياسات النقدية المتشددة بقيادة بنك الاحتياطي الفيدرالي، التي أدت إلى هروب الأموال الساخنة، وتهاوي العملات المحلية، إضافة إلى الارتفاعات الحادة في أسعار السلع الأساسية، على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت في فبراير الماضي.
وبحسب تقرير "موديز" فإن النمو سيظل قوياً بالنسبة للدول المنتجة النفط والغاز في الشرق الأوسط وأفريقيا وكذلك في أمريكا اللاتينية، مما يدعم الإيرادات الحكومية، لكنه ذكر أن الصورة ستكون أكثر قتامة بالنسبة لمستوردي الطاقة الصافي.
وأشارت توقعات سابقة لصندوق النقد الدولي إلى أن مصدري الطاقة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى قد يجنون مكاسب تراكمية مفاجئة بنحو تريليون دولار خلال 2022-2026، ما سيدعم لفترة أطول اقتصادات دول الخليج العربية التي ستوفر كثيراً من عوائدها النفطية.
وبعيدا عن الأسواق الناشئة رجح التقرير أن تخضع أوروبا لأكبر تباطؤ على مستوى العالم، حيث سيؤدي انخفاض إمدادات النفط والغاز الروسية إلى ارتفاع أسعار الطاقة في المنطقة.