طقوس إثيوبية لتناول القهوة: بخور وحطب وحشائش
جلسات إثيوبية وطقوس خاصة لتذوق القهوة بعيدا عن المقاهي للترحيب بالضيوف في منطقة كافا.. تعرف عليها
سواء في أكواخ القرى النائية أو في المقاهي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ثمة طقوس خاصة لتناول القهوة يحافظ عليها الإثيوبيون في جميع ربوع البلاد، وتعد جلسات القهوة ملتقى للتواصل الاجتماعي ورمزا لكرم الضيافة.
في إثيوبيا يعتمد السكان على طقوس خاصة لتحضير القهوة، إذ توضع حبوب البن على طبق من الفخار لتجف في الشمس، ثم تُغسل وتُحمص في آنية مسطحة من الحديد على النار باستخدام الحطب أو الفحم. ثم تُمرر الآنية الساخنة على الضيوف لاستنشاق رائحة البن الأخاذة، بعدها تُطحن حبوب القهوة بمدق يدوي وتوضع في إبريق القهوة الإثيوبي التقليدي أو "الجيبينة"، بحسب موقع "بي بي سي".
وليستمتع الضيوف برائحة القهوة الإثيوبية يوضع البخور في الجلسات لتمتزج رائحته مع دخان تحميص القهوة، كما يحرص الكثير من الإثيوبيين عند إقامة جلسات تناول القهوة في المدن على فرش الأرض بالحشائش أو القش، لاستحضار ذكريات الحياة في القرية.
وتستغرق طقوس تناول القهوة وقتا طويلا وتتطلب مجهودا كبيرا وفي المجالس يتبادل الضيوف والمضيفون أطراف الحديث عن الأمور اليومية.
نكهة الوطن
وفي منطقة كافا الإثيوبية للقهوة أهمية خاصة تفوق أهميتها في سائر أرجاء إثيوبيا، وتعد منطقة كافا مهد البن العربي أرابيكا البري وموطنه الروحي.
منبت القهوة
تعد كافا أحد الأماكن المعزولة المخصصة لحماية غابات القهوة في إثيوبيا، حيث تنمو الأشجار بطريقة طبيعية دون تدخل من أحد، وتعد هذه الغابة التي تنمو على مرتفعات شاهقة هي البيئة المثالية لزراعة أجود أنواع البن، فضلا عن أن ثمار القهوة التي تسقط من أشجارها البرية تصبح بذورا تنبت وتنمو إلى أعلى من تلقاء نفسها، وهذه الظاهرة تعد فريدة من نوعها.
واكتُشف أكثر من 5 آلاف نوع من البن في الغابات المطيرة بمنطقة كافا، لكن غابة مانكيرا بالمنطقة، شأنها كشأن الكثير من الغابات الأخرى حول العالم، معرضة للانقراض، وذكر تقرير لمنظمة اليونسكو أن الغابات كانت تغطي منذ 40 عاما مضت نحو 40٪ من الأراضي الإثيوبية، والآن تقلّصت مساحتها ولم تعد تغطي إلا ٣٪ فقط من الأراضي الإثيوبية.
نسخة ستاربكس
على الرغم من وجود ثقافات جديدة غزت شوارع إثيوبيا، فإن طقوس تناول القهوة هي تقليد راسخ لن يختفي من حياة الشعب الإثيوبي، مثل مقاهي كالدي، وهي النسخة الإثيوبية من مقاهي ستاربكس الأمريكية الشهيرة، والتي انتشرت في شوارع أديس أبابا، ولكن المقاهي الصغيرة في الشوارع الجانبية وجلسات القهوة التقليدية لا تزال أكثر انتشارا بمراحل من المقاهي المقلدة، حتى في العاصمة الإثيوبية التي تخطو نحو التطور بخطى متسارعة.
ليستمتع محبو القهوة في إثيوبيا وخارجها بمذاقها المميز، لا يزال الأمل معقودا على دعاة حماية البيئة، الذين يكرّسون حياتهم لحفظ أشجار البن الإثيوبية لتظل تجود بثمارها لقرون مقبلة.
aXA6IDE4LjExNy43MC42NCA= جزيرة ام اند امز