«ياسمين» صاحبة أول منزل يمكنه الهرب من الفيضانات
قضت المهندسة الباكستانية "ياسمين لاري" 4 عقود في مهنة التصميم المعماري، وحصدت العديد من الجوائز مقابل إبداعاتها المميزة.
وتسلط "واشنطن بوست" الضوء على مسيرة المهندسة التي قدمت للعالم تصميما مميزا لمنازل قابلة للتنقل هربا من الفيضانات، التي يعاني من تكرارها سكان القرى والبلدات الصغيرة في باكستان.
وتقول الصحيفة إن ياسمين، استخدمت في ابتكاراتها الهندسية، مجموعة من المواد المتنوعة، بما يشمل الخرسانة والزجاج والفولاذ، وحتى أعمدة النباتات والأشجار.
بداية الإلهام
وكان أول ما ألهم ياسمين للجوء للعناصر المتاحة في الطبيعة حتى تنفذ تصميماتها المبتكرة، حين لاحظت صعوبة بناء المنازل للاجئين بأحد مخيمات اللجوء من الصراعات العسكرية في منطقة شمال غرب باكستان، وتحديدا في قرية "سوات".
في هذه المنطقة، قررت ياسمين استغلال ما لديها من علم وإبداع، في استخدام أعمدة أشجار البامبو، لبناء منازل متينة وفعالة في حماية اللاجئين من الأمطار والبرد، وكانت انطلاقة ياسمين لتوجيه إبداعها في التصميم لصناعة منازل أكثر استدامة، في مواجهة الظروف المناخية القاسية.
وفي تصريحاتها لواشنطن بوست، أكدت ياسمين، أنها لم تكن تظن أنه من الممكن أن تلجأ لمادة خام في صناعة المنازل مثل أعمدة أشجار البامبو.
رغم ذلك، قالت المهندسة الباكستانية إن خام البامبو، كان على قدر كبير من الكفاءة، حتى أن ياسمين أسست جماعة تابعة لها أطلقت عليها اسم Heritage Foundation of Pakistan، يعود تاريخ تأسيسها لعام 1980، وعملت هذه الجماعة على حفظ التراث المعماري لباكستان، ومنه هذا النوع من المنازل الذي لجأت لإنشائه لإيواء اللاجئين.
ونشاط ياسمين عبر جمعيتها الوطنية، دفعها لإنشاء ما يصل إلى 85000 منزل للنازحين الباكستانيين، بمن فيهم ضحايا الفيضانات الناتجة عن الظروف المناخية خلال عام 2023 الماضي.
الكارثة التي لحقت بالمواطنين الباكستانيين بسبب الأمطار الغزيرة وتسببها في فيضانات، كانت هي الأسوأ التي تشهدها باكستان بحسب "واشنطن بوست"، بين ما مرت به البلاد من فيضانات عبر تاريخها.
هذه الكارثة التي تسببت بها ظاهرة الرياح الموسمية الماطرة، تركت ما يصل إلى ثلث البلاد تحت مياه الفيضانات، ودمرت ما يزيد عن 2.1 مليون منزل، في حين أن الآلاف من المنازل التي صممتها ياسمين لاري وجماعتها من سيقان البامبو جميعها صمدت في مواجهة الكارثة.
تحدي إعادة البناء
وتوضح "ياسمين" في حديثها لواشنطن بوست، أن أكثر التحديات التي تواجه المجتمعات دائما فيما بعد الكوارث، هي عملية إعادة بناء المنازل والبنايات المدمرة.
هذه العملية تتكلف ميزانيات عملاقة وجهدا مضنيا، خاصة بالنسبة للدول الفقيرة مثل دولتها، التي تواجه تداعيات التغير المناخي القاسية أكثر من غيرها من البلدان .
وبعد ما أثبتته منازل البامبو التي صممتها "لاري" من كفاءة، فإن المهندسة الباكستانية تعمل حاليا على تصميم المزيد من هذه المنازل، وتضع نصب أعينها هدف إنشاء ما يصل إلى مليون منزل من هذا النوع لدعم المواطنين في مواجهة غضب الطبيعة.
وأكدت لاري في وصفها للمنازل التي تقوم بتصميمها بهذا الشكل المبتكر، أنها ليست ملاجئ إواء من الكوارث الطبيعية، ولكنها منازل مقاومة للكوارث المناخية.