في ظل الجهود العالمية لمواجهة التغير المناخي، برزت دولة الإمارات العربية المتحدة كأحد أبرز اللاعبين الدوليين في هذا المجال.
وتجاوزت استثمارات الإمارات الحدود الجغرافية لتشمل العديد من دول وقارات العالم، باستثمارات متنوعة بين الطاقة النظيفة، الطاقة المتجددة، ومجالات البحوث والتطوير.
واللافت أن تلك الاستثمارات شملت حتى الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة التي لا تعوزها الإمكانيات أو الخبرات، ولكن لأن جهود التصدي للتغيرات المناخية تفوق قدرات أي دولة بمفردها.
مشروعات المناخ الإماراتية شملت قطاعات عديدة داخل الولايات المتحدة، وأصبح لها أثر كبير داخل المجتمع الأمريكي.
وأنقل لك عزيزي القارئ بعض انطباعات المسؤولين الأمريكيين أنفسهم، وبعض القائمين والخبراء على العمل المناخي في الولايات المتحدة، والحقيقة أن كل دولار يتم صرفه في مشروعات المناخ لا يعود بالنفع على الدولة التي يقع بها المشروع، إنما تمتد آثاره إلى العالم أجمع.
من تكساس إلى فلوريدا: بصمة إماراتية واضحة
أحد تلك المشروعات، هو مشروع شركتي "أدنوك" و"أوكسيدنتال" حيث أعلنتا خلال وقت سابق عن توقيع اتفاقية تعاون استراتيجي لتطوير مشاريع إدارة الكربون في دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، وتأتي هذه الاتفاقية في إطار "الشراكة الاستراتيجية الإماراتية الأمريكية للاستثمار في الطاقة النظيفة"، وتهدف إلى تسريع تحقيق أهداف الحياد المناخي للشركتين.
تشمل هذه المشروعات التقاط وتخزين ثاني أكسيد الكربون و"الالتقاط المباشر للهواء".
وفي لقاء سابق، قال لي داني سبرايت، رئيس مجلس الأعمال الأمريكي- الإماراتي في العاصمة الأمريكية واشنطن، عن هذا المشروع، إنه أحد المشروعات التي تعيد رسم خريطة الطاقة في الولايات المتحدة، لأن تكساس مناسبة تمامًا لتصبح مركزًا لمحطات إدارة الكربون في الولايات المتحدة، لأن تكساس هي القلب النابض لصناعة الطاقة في الولايات المتحدة.
وحول أثر مثل تلك المشروعات على المجتمعات المحلية، أوضح لنا سبرايت، أن مشروعات الطاقة الإماراتية تعمل على تخفيف بعض الضغط على شبكة الطاقة في تكساس، حيث تعد استراتيجيات خفض الانبعاثات وزيادة الاعتماد على مصادر نظيفة للطاقة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، جزءًا من جهد شامل لبناء مرونة شبكة الكهرباء في المستقبل في الولاية الأمريكية، نظرًا لفشل النظام في تكساس في 2021، عندما شهدنا أحداثًا مناخية متطرفة، محذرا في ذات الوقت من أنه مع التغيرات المناخية هناك مخاوف حقيقية من يؤدي الطقس المتطرف إلى كوارث، ولذلك يجب الاستعداد من الآن.
مشروع تكساس ليس مشروعا واحدا، لكن الحقيقة أن الاستثمارات الإماراتية ترتكز في الولايات المتحدة في مجال الطاقة المتجددة والطاقة النظيفة، وتشمل ولايات عديدة لكنها ترتكز في ولايات نبراسكا ونيومكسيكو، وهناك بعض مشاريع الطاقة الشمسية في كاليفورنيا، وتعد مزارع الرياح في نبراسكا ونيو مكسيكو مثالا آخر على استثمارات الإمارات المناخية المتنوعة في الولايات المتحدة.
مدير المكتب التجاري بسفارة دولة الإمارات في واشنطن، كريم جمال، قال لنا أيضا، إن المشروعات المناخية الإماراتية في الولايات المتحدة عديدة وتشمل قطاعات متنوعة، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق مع الولايات المتحدة خلال وقت سابق على شراكة خاصة للاستثمار في قطاع الطاقة النظيفة.
حاجز فلوريدا المرجاني وحماية الحياة البحرية في الأطلنطي
ومن مشروعات الطاقة النظيفة، وإدارة الكربون فوق الأرض في تكساس، ومزارع الرياح في نيومكسيكو، والطاقة الشمسية في كاليفورنيا، إلى مشروعات إنقاذ البيئة البحرية، أقصى جنوب ولاية فلوريدا، شرق الولايات المتحدة، فالإمارات تقوم بجهد مذهل في الحقيقة، وهذا ليس كلامي، بل كلام المسؤولين والخبراء والمجتمع المحلي هناك.
ومؤخرا، أعلنت منظمة United Way المحلية جنوب فلوريدا، عن منح طلابية لدراسة كيفية حماية الشعب المرجانية وذلك بتمويل من السفارة الإماراتية في واشنطن، كجزء من سلسلة الدعم الإماراتي لإنقاذ الحاجز المرجاني في فلوريدا.
وتأتي المنح الأخيرة بهدف "إنشاء الجيل القادم من مشرفي الشعاب المرجانية"، الذي يهدف إلى توفير الفرص للطلاب المهتمين بالعلوم البحرية والحفاظ عليها.
ولقد تحدثنا بشيء من التفصيل عن الجهود الإماراتية الكبيرة لإنقاذ حاجز فلوريدا المرجاني، الذي بدأت آثاره الإيجابية تلوح في الأفق ولكن لهذا قصة أخرى.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة