باحث أمريكي: كارثة الفيضانات بطهران فضحت عجز النظام الإيراني
كارثة الفيضانات في إيران فضحت عجز نظام طهران في طريقة استجابته للطوارئ والأزمات المحلية وكيفية إدارتها والسيطرة عليها
قال الباحث السياسي الأمريكي مجيد رفيع زاده، الإثنين، إن كارثة الفيضانات في إيران خلال مارس/آذار الماضي، فضحت عجز نظام طهران في طريقة استجابته للطوارئ والأزمات المحلية وكيفية إدارتها والسيطرة عليها.
- بالصور.. فيضانات عارمة تغرق 400 مدينة وقرية في إيران
- شبكة كهرباء إيران تتكبد خسائر فادحة جراء فيضانات غير مسبوقة
ورأى زاده، خلال مقال له منشور بصحيفة "عرب نيوز" السعودية الصادرة باللغة الإنجليزية، أن تعامل الحكومة الإيرانية مع الكارثة كان غير كاف على الإطلاق، من حيث سوء معالجة الأزمة ونقص الاستعداد الواضح؛ فكثير من المناطق التي ضربتها الفيضانات لم تشهد أي عمليات إغاثة.
وضربت الفيضانات 26 محافظة على الأقل من المحافظات الإيرانية الـ31، بما في ذلك 1900 مدينة وقرية، وضرب الفيضان الأول الجزء الشمالي الشرقي من إيران في 19 مارس/آذار، ووقعت الكارثة الثانية في الأجزاء الغربية والجنوبية الغربية للبلاد في 25 مارس/آذار، ووصلت حصيلة الخسائر في الأرواح لـ62 شخصًا، وتعطلت نحو ثلث الطرق في البلاد.
وبدلًا من تقديم الدعم الكامل للمتضررين من الفيضانات، قال زاده: "إن مليشيا الحرس الثوري الإيراني فتحت النار على عدة قرى متأثرة من الفيضانات، ما أسفر عن مقتل شخص على الأقل وإصابة الكثيرين".
ورأى الباحث الأمريكي أن الحرس الثوري يخشى من احتمال تحول غضب الأشخاص المتضررين، الذين لم يتلقوا دعما من الحكومة، إلى سبب جديد لتظاهرات واحتجاجات واسعة النطاق، التي يمكن أن تهدد سيطرة الملالي على السلطة.
وأشار إلى أن الأمر المثير للسخرية هو إشادة مرشد إيران علي خامنئي بالدعم الذي تم تقديمه للمتضررين، وثناؤه على "كبار المسؤولين وقادة الجيش" لـ"وجودهم وتضافرهم"، رغم الانتقادات التي وجهها كثير من ساسة النظام نفسه للحرس الثوري وحديثهم حول عدم زيارة مسؤولي الحكومة لكثير من المناطق المتضررة.
كما لفت الباحث الأمريكي، خلال مقاله، إلى لعب إدارة الرئيس الإيراني حسن روحاني بـ"ورقة اللوم" أو تقديم وعود منافية للمنطق للإيرانيين للتهرب من المساءلة والانتقادات والمسؤولية، حيث وجه أصابع الاتهام نحو الولايات المتحدة لتوضيح سبب عدم تلقي المتضررين من الفيضانات للمساعدات.
وإلى جانب الإنفاق الإيراني الزائد على الجيش والقوة الخشنة التي تنشد نشر العنف والإرهاب بمنطقة الشرق الأوسط بدلًا من برامج الإغاثة، أوضح رفيع زاده أن الفيضانات يمكن أن ترجع أيضاً لسوء إدارة الحكومة للتخطيط الحضري وجهودها لتحقيق أرباح عبر متابعة مشاريع إسكان قرب الأنهار وعمليات إزالة الغابات الواسعة النطاق واستغلال الغابات والمناجم لصالح الحرس الثوري وشركاته وكبار المسؤولين.
واختتم زاده مقاله، قائلًا: "إن كارثة الفيضانات في إيران توضح سوء معالجة النظام للأزمة وافتقاره للاستعدادات وعجزه في حكم البلاد وهوسه بتخصيص كثير من ميزانية البلاد للجيش بدلًا من برامج الإغاثة والطوارئ، التي من شأنها تقديم مساعدات لمواطنيه".