فيضانات وحرائق الغابات حول العالم.. أعراض متطرفة لمرض "تغير المناخ"
بعد ظهر الإثنين الماضي، شهدت أجزاء من لندن هطول أمطار غزيرة خلال ما يزيد قليلاً على ساعة، لدرجة أن المياه الناتجة كانت تساوي سقوط أمطار في شهر كامل.
جرى تسجيل إجمالي 47.8 ملم (2 بوصة) من الأمطار في 24 ساعة في كيو، وهو ما يزيد على متوسط هطول الأمطار الشهري في يوليو 44.5 ملم فقط.
وغمرت المياه المنازل، وتم إجلاء السكان من بعض المناطق، وغمرت المياه السيارات، وتعطلت خدمات القطارات والمترو بشدة حيث تسببت الفيضانات على الخطوط في الإلغاء والتأخير.
وفي الأسبوع الماضي، ضربت العاصفة الاستوائية "إلسا" كوبا وأمريكا، وتسببت في حدوث فيضانات، ما أدى إلى مشاهد مماثلة لتلك التي حدثت في لندن هذا الأسبوع.
وفي الوقت نفسه، ضربت الفيضانات بكين أيضاً، حيث تم إجلاء الآلاف من الأشخاص، وعلى الساحل الغربي للولايات المتحدة، تستمر درجات الحرارة القياسية وحرائق الغابات الكارثية في الاشتعال.
هل هذه الأحداث المتواترة للطقس المتطرف في جميع أنحاء العالم مجرد حدث غريب، أم أنها أعراض شديدة لمرض تغير المناخ؟
يحرص خبراء الأرصاد الجوية دوماً على عدم الخلط بين الطقس قصير المدى والمناخ طويل المدى، حيث قد لا يكون لأحداث الطقس الغريبة أحياناً صلة واضحة بأزمة المناخ.
ومع ذلك، على مدى فترات زمنية أطول، يمكن لحوادث الطقس المتطرفة أن تزود العلماء بعد ذلك باتجاهات جديدة يمكن أن تُعزى جزئيًا على الأقل إلى التغيرات في المناخ العالمي التي تسببها الانبعاثات من صنع الإنسان.
ويقول بريان هوسكينز، رئيس معهد "جرانثام" وأستاذ الأرصاد الجوية في جامعة "ريدينج" البريطانية لصحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية: "نمط الطقس الذي يشهده العالم حالياً يمكن ارجاعه إلى تغير المناخ، فالغلاف الجوي الأكثر دفئاً يمكنه استيعاب المزيد من بخار الماء، وإذا كانت درجة الحرارة أعلى بـ6 درجات، يمكن أن يحتوي على 50 في المائة من الماء - أي نصف الكمية مرة أخرى".
ويوضح: "لسنا أدفأ بمقدار 6 درجات، ولكن مع ارتفاع درجة الحرارة، يمكن للجو وبشكل عام أن يحتفظ بالمزيد من المياه، لذا فإن نفس العاصفة المطيرة ستمنحك المزيد من الأمطار".
ويضيف: "لذا مع ارتفاع درجة حرارة المناخ بمقدار 1 إلى 1.5 درجة، يمكننا القول أن العاصفة أقوى بنسبة 10 في المائة مما كان يمكن أن تكون عليه، وهذا رابط واضح لتغير المناخ".
ويتفق رالف تومي، المدير المشارك لمعهد "جرانثام" من كلية العلوم الطبيعية في "إمبريال كوليدج لندن"، وقال إنه "في ظل تغير المناخ، من المتوقع هطول أمطار غزيرة أو أكثر شدة لأن الغلاف الجوي سيحتفظ بمزيد من الرطوبة، سيزداد خطر الفيضانات المفاجئة".
ويبدو أن هذا الوضع مرشح للزيادة خلال الشهر المقبل، أسوة بما حدث العام الماضي، حيث سجل شهر أغسطس/آب في النصف الشمالي من الكرة الأرضية أعلى درجة حرارة في التاريخ، وساهمت الحرارة في نشوب حرائق مدمرة للغاية.
وقالت المنظمة الدولية للأرصاد الجوية في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، إنه بالإضافة إلى الوفيات والدمار بسبب الحرائق، فإنها تؤثر على جودة الهواء لملايين الأشخاص، وتتسبب في تحوّل السماء إلى اللون البرتقالي
aXA6IDMuMTQ1LjEwOS4yNDQg جزيرة ام اند امز