فيضانات الحديدة اليمنية.. الحوثي يرفض مبادرة إنسانية إغاثية بإشراف أممي
رفضت مليشيات الحوثي، الثلاثاء، مبادرة إنسانية لنائب رئيس المجلس الرئاسي باليمن طارق صالح لإغاثة متضرري فيضانات الحديدة بإشراف الأمم المتحدة.
وتعيش محافظة الحديدة (غرب) مأساة حقيقية إثر الفيضانات التي رسمت صورة قاتمة لكوارث التغير المناخي في البلاد وخلفت مئات القتلى والمصابين وأضرت بعشرات آلاف الأسر، بحسب تقارير أممية.
وقالت خلية الأعمال الإنسانية، الذراع الإنسانية للمقاومة الوطنية التي يقودها نائب الرئيس اليمني طارق صالح، والشريك الرئيسي للهلال الأحمر الإماراتي إن مليشيات الحوثي أبلغت مكتب الأمم المتحدة باليمن رفضها لمبادرة إغاثة المنكوبين من الفيضانات الأخيرة.
وكانت الخلية الإنسانية للمقاومة الوطنية قد أبلغت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة ومكتب المبعوث الأممي في اليمن هانس غروندبرغ استعدادها لتسيير قوافل مساعدات مقدمة من الهلال الأحمر الإماراتي لإغاثة الأسر المنكوبة من الفيضانات الأخيرة في الأجزاء الخاضعة للحوثيين جنب إلى جنب مع حملة إغاثة للمتضررين في مناطق الحكومة المعترف بها دوليا.
الحوثي وحسابات السياسة
أكدت الخلية الإنسانية للمقاومة الوطنية في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، أن "مليشيا الحوثي ردت على مكتب المبعوث الأممي برفض المبادرة الإنسانية التي تقدمت بها لإغاثة المنكوبين من الفيضانات التي ضربت الحديدة خلال الأيام الماضية، وخلفت معاناة قاسية وصعبة على عشرات الآلاف من الأسر".
قال البيان إن رفض مليشيات الحوثي "جاء رغم أن المبادرة كانت ستُنفَّذ تحت إشراف الأمم المتحدة"، مؤكدا أن مليشيات الحوثي "لا تتعامل مع هذه القضية الإغاثية للمنكوبين من جوانب إنسانية ويجب ألا تخضع لأي حسابات سياسية".
وحمل البيان المليشيات الحوثية "مسؤولية المعاناة التي يتكبدها المنكوبون في مناطق سيطرتها في المديريات غير المحررة في محافظة الحديدة "بسبب توظيفها السياسي ورفضها الموافقة على مبادرة إنسانية بحتة.
وأشار إلى أن الخلية الإنسانية وبموجب توجيهات نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، كانت تجري استعدادها للتدخل وتسيير قوافل غذائية وإيوائية للمنكوبين في مختلف مناطق الحديدة بدعم إماراتي وتحت إشراف الأمم المتحدة لكن المليشيات الموافقة على هذه المبادرة.
نكسة أخرى
ويعد الرفض الحوثي لمبادرة إنسانية جديدة نكسة أخرى للعمل الإغاثي في البلاد والذي تتخذه المليشيات وسيلة للعقاب والمتاجرة وغطاء لأنشطتها العسكرية، كما حدث مؤخرا من استغلال قوافل إغاثية لنقل طائرات مسيرة.
ووفقا لمصادر عسكرية وأمنية يمنية لـ"العين الإخبارية" فإن مليشيات الحوثي "نقلت مؤخرا عددا كبيرا من الطائرات المسيرة بقوافل حركتها تحت غطاء إغاثة المنكوبين والمتضررين من الفيضانات في مديريات الحديدة"، ضمن عمل عسكري مرتقب تعد له.
وأكدت المصادر أن مليشيات الحوثي استغلت تأثير الفيضانات والأمطار الغزيرة غير المعهودة منذ 40 عاما في الحديدة منذ 7 أغسطس/ آب الجاري واستخدمت القوافل الإغاثية غطاء لتحركاتها العسكرية على الأرض.
وكانت الأسابيع الماضية شهدت مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة 600 آخرين في فيضانات أثرت أيضا على نحو 695 ألف أسرة بشكل مباشر، بعد تدمير منازلها وفقدان مصادر رزقها وتعد الحديدة أكثر المتضررين.
وتأتي هذه الفيضانات بالتزامن مع أزمة اعتقال مليشيات الحوثي لأكثر من 70 عاملا بالمجال الإنساني لدى منظمات محلية ودولية وأممية بتهمة "التجسس" مما شل العملية الإغاثية برمتها وفاقم محنة 24.1 مليون محتاج يعتمدون على المساعدات في هذا البلد.
ووفقا لتقارير فإن مليشيات الحوثي تركت بالفعل المنكوبين بسيول الأمطار يواجهون مصيرا مميتا، لا سيما في الحديدة الأكثر تضررًا من الفيضانات، وباتت الآلاف من الأسر في العراء وتفتقر لأدنى المقومات الأساسية للعيش.
aXA6IDMuMjMuOTIuNjQg جزيرة ام اند امز