"أكاليل الورد" تيجان على رؤوس أبناء القبائل الجبلية في السعودية
"التراث العربي" في الشارقة يستضيف محاضرة حول حرفة "المشقر أو المعاصيب" وهي حرفة تقليدية توارثها الأبناء عن أجدادهم في جازان.
استضاف مركز التراث العربي في الشارقة حرفيين من المملكة العربية السعودية ومتخصصين في صناعة "المشقر أو المعاصيب"، وهي أكاليل ورد عطرية يرتديها سكان محافظة العارضة بمنطقة جازان وعسير في أي وقت يرونه مناسباً حتى في المسجد يتوج الرجال رؤوسهم بها أثناء تأديتهم للصلاة.
واستعرضت الحرفيات في عرض حي أمام الجمهور كيفية صناعة المعاصيب عبر الزهور العطرية، فضلاً عن إلقائهن محاضرة أمام المتخصصين تطرقت إلى الإرث الحضاري لحرفة صناعة إكليل الورد.
وقالت فاطمة سعيد الفهد المتخصصة في "المعاصيب" إن سكان محافظة العارضة وعسير من كل الفئات العمرية يرتدون أكاليل الورد العابقة برائحة الورود الفواحة فوق رؤوسهم، وكل إكليل يدل على المكانة الاجتماعية والقبيلة التي ينتمي إليها الشخص.
ولا يقتصر ارتداء المعاصيب في المناسبات والأعياد والأعراس، بل يمتد وضع أكاليل الورد على رؤوس الرجال والنساء في كل مكان وزمان باعتبارها عادة متوارثة منذ سنوات، ولكن يعزفن عنها كبيرات السن والأرامل.
وأضافت: "يرتدي الرجال في الأيام العادية المعاصيب كجزء من العادات والتقاليد المحلية بعد قطفها من المزارع والجبال، حيث يتم تجفيفها لصناعة الإكليل"، كما تشهد الأكاليل إقبالاً لافتاً من السياح الذين يبتاعونها ويلتقطون الصور وهم يرتدونها.
وتابعت فاطمة أن أشكال الأكاليل تختلف من قبيلة إلى أخرى، إذ بإمكان الشخص أن يميز هوية أحدهم عن الأخرى، حيث لا تختلف مشاقر الرجال عن النساء، بل تتكون من النرجس والياسمين والفل البلدي.
وفي الحضارة الإغريقية كان النبلاء يرتدون الأكاليل فوق رؤوسهم من أوراق الشجر وأغصانه والتي تصنع من أوراق الشجر، وتوارث هذه العادة من الحضارات السابقة العرب في جنوب السعودية بعد أن اعتبروا الأكاليل تقليدا يميزهم عن غيرهم من أبناء القبائل المجاورة.
aXA6IDE4LjExNy4xMDMuMTg1IA== جزيرة ام اند امز