فلوريدا تجمع مفاوضي أمريكا وروسيا.. وأوكرانيا «الغائب الحاضر»

جولة جديدة من المحادثات الرامية إلى إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا يلتقي خلالها مسؤولون أمريكيون وروس، السبت، في ولاية فلوريدا.

يأتي هذا في إطار مساعٍ تقودها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدفع موسكو وكييف نحو تسوية سياسية للصراع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات.

• جاكوب ريس موغ: بريطانيا تدفع للهجرة وحرب أوكرانيا بلا أفق وترامب أمام عام صعب
• للمرة الأولى.. أوكرانيا تستهدف ناقلة نفط روسية في البحر المتوسط

ويأتي هذا الاجتماع بعد يوم واحد من محادثات أجراها مسؤولون أمريكيون مع وفدين أوكراني وأوروبي، تناولت ملامح خطة سلام محتملة، وسط مؤشرات حذرة على إحراز تقدم محدود في بعض الملفات، لا سيما ما يتعلق بالضمانات الأمنية لأوكرانيا.

ويقود الوفد الروسي كيريل دميترييف، مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فيما يترأس الجانب الأمريكي كل من ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، في لقاء يُنظر إليه على أنه اختبار جدي لمدى استعداد موسكو للانخراط في مسار تفاوضي فعلي.

وكان مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون وأوروبيون قد أشاروا، خلال الأيام الماضية، إلى تحقيق تقدم نسبي بشأن الترتيبات الأمنية لكييف، باعتبارها أحد الشروط الأساسية لأي اتفاق سلام. غير أن مصادر دبلوماسية أكدت أن مصير هذه المقترحات لا يزال مرهونًا بموقف موسكو، التي لم تُبدِ حتى الآن موافقة صريحة على تلك الضمانات.

وفي هذا السياق، قال مصدر روسي لوكالة رويترز إن من غير المرجح عقد أي لقاء مباشر بين كيريل دميترييف ومفاوضين أوكرانيين خلال محادثات فلوريدا، ما يعكس استمرار القطيعة المباشرة بين الطرفين.

في المقابل، حذرت تقارير استخباراتية أمريكية من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يزال يسعى إلى السيطرة على أوكرانيا بالكامل، وهو تقييم يتناقض مع تصريحات بعض المسؤولين الأمريكيين الذين تحدثوا عن استعداد روسي محتمل للسلام، ما يعكس تباينًا داخل دوائر صنع القرار في واشنطن بشأن نوايا موسكو الحقيقية.

من جهته، أعلن رستم أوميروف، كبير المفاوضين الأوكرانيين، انتهاء المحادثات التي جمعت الوفد الأوكراني مع المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين، مؤكدًا الاتفاق على مواصلة التنسيق والعمل المشترك خلال الفترة المقبلة.

وكتب أوميروف على تطبيق «تليغرام»: «اتفقنا مع شركائنا الأمريكيين على اتخاذ خطوات إضافية ومواصلة جهودنا المشتركة في المستقبل القريب»، مشيرًا إلى أنه أطلع الرئيس فولوديمير زيلينسكي على نتائج هذه المشاورات.

وتأتي هذه التحركات الدبلوماسية في وقت تتواصل فيه العمليات العسكرية على الأرض، ما يزيد من تعقيد فرص التوصل إلى اتفاق سريع، ويجعل جولة فلوريدا محطة مفصلية في اختبار جدية الأطراف المعنية بإنهاء الحرب.