دراسة: أدوية الإنفلونزا تظهر نتائج محدودة مع الحالات غير الشديدة
أظهرت دراسة مدعومة من منظمة الصحة العالمية نشرتها مجلة "جاما إنترنال ميدسين" أن الأدوية المضادة للإنفلونزا التي أوصت بها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تظهر فائدة محدودة في الحالات غير الشديدة.
وقد تبين أن أدوية مثل أوسيلتاميفير (تاميفلو) وزاناميفير (ريلينزا) لها تأثير ضئيل أو معدوم على معدلات الوفيات أو الدخول إلى المستشفى أو مدة الأعراض.
أما بيراميفير (رابيفاب) فقد كان له تأثير ضئيل على معدلات الوفيات ومدة الأعراض، كما لم تكن هناك بيانات حول تأثيره على معدلات الدخول للمستشفى، ومع ذلك، ظهر بالوكسافير (زوفلوزا) كدواء يظهر بعض الوعود.
واستخدم الباحثون طريقة تصنيف لتحديد مستوى اليقين لكل دواء والنتائج المرتبطة به استنادا إلى اتساق النتائج عبر الدراسات والمخاطر المتعلقة بالتحيز، من بين عوامل أخرى، تم تصنيف النتائج إلى "منخفضة" و"متوسطة" و"عالية" لمساعدة الأطباء في اتخاذ قرارات العلاج.
وبينما أظهر بالوكسافير انخفاضا في معدلات الدخول إلى المستشفى للمرضى ذوي المخاطر العالية، لكنه كان معتمدا على "يقين منخفض" من الأدلة، كما قلل من مدة الأعراض بيوم واحد مقارنة بالعلاج القياسي أو الدواء الوهمي مع يقين معتدل، لكنه لم يؤثر على الوفيات.
تضمنت التحليلات 73 تجربة سريرية عشوائية نُشرت بين عامي 1971 و2023، وشملت 34,332 مشاركا يعانون من إنفلونزا غير شديدة.
تم تعريف الحالات غير الشديدة على أنها الحالات التي لا تتطلب دخول المستشفى خلال اليومين الأولين من ظهور الأعراض. وقد شملت الدراسة الأدوية المضادة للإنفلونزا المتاحة عالميا، أربعة منها معتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
لم يسبب بالوكسافير زيادة في الآثار الجانبية مثل الأعراض المعوية أو العصبية أو التنفسية، ولكن الباحثين أشاروا إلى أن الدواء قد يؤدي إلى مقاومة مضادة للفيروسات في 10% من المرضى.
وقالت الدكتورة لورا بوليتو، طبيبة طب الأسرة ومديرة الطب العاجل في جامعة واشنطن: "من خلال هذا البحث، نرى أن بالوكسافير قد يكون له فائدة للمرضى ذوي المخاطر العالية، رغم أن الأدلة ليست قوية بما فيه الكفاية."
من جهة أخرى، أظهرت الدراسة أن أوسيلتاميفير قد يزيد من الآثار الجانبية السلبية.
النتائج أظهرت أيضا أن زاناميفير قلل من الأعراض بمقدار 0.68 يوم، لكن لم يكن له تأثير على دخول المستشفى أو الوفيات للمرضى ذوي المخاطر العالية أو المنخفضة.
من جانبها، أبدت الدكتورة مايا أرتاندي، أستاذة الطب في جامعة ستانفورد، دهشتها من هذه النتائج، مشيرة إلى أن أدوية الإنفلونزا التي نثق بها كثيرا قد لا تكون فعالة كما كنا نعتقد.
وأكدت أن هذه النتائج ستجعلها تستخدم بالوكسافير بشكل أكثر تكرارا في علاج مرضاها، رغم التحديات المتعلقة بتغطية التأمين.
وشككت الدكتورة آرتي بالو من جامعة كاليفورنيا في نتائج الدراسة بالنسبة لأوسيلتاميفير، قائلة إنها لا تزال ترى فائدة للدواء في المرضى ذوي المخاطر العالية مثل كبار السن أو المرضى المصابين بأمراض مزمنة.
aXA6IDEzLjU5LjIzNi4xMDEg جزيرة ام اند امز