ضد تقلبات المناخ.. طفرة في زراعة الكوكايين بفعل تقنيات جديدة
وسط مخاوف من تفاقم أزمة الغذاء العالمية، بفعل حرب أوكرانيا، وأزمتي الطاقة وسلاسل الإمداد، زادت مساحة زراعة الكوكايين في الأمريكتين.
شهدت دول القارة الأمريكية زيادة كبيرة في زراعة الكوكايين وإنتاج المخدرات منها، وفق ما أعلنت منظمة الدول الأمريكية الجمعة.
وأوضح تقرير عام 2022، عن إمدادات المخدرات في الأمريكتين خلال المرحلة الممتدة ما بين 2016 و2020، أن الكوكايين يكتسب زخماً في كل أنحاء المنطقة، إذ ارتفعت المضبوطات فيها من 911 طناً مترياً عام 2016 إلى 1091 طناً عام 2020.
أسباب زيادة الإنتاج
وأظهرت البيانات المتعلقة بكولومبيا أن "الإنتاجية زادت بسبب التغييرات في المعالجة واستخدام أنواع مختلفة من الكوكا مع عمر إنتاجي أطول"، بحسب ما ورد في التقرير، وهو ما ينطبق أيضاً على البيرو.
وباتت المختبرات تتمتع بقدرة أكبر وتوفر إنتاجاً أسرع، وأصبح متاحاً لها أكثر الاستحصال على المواد الكيميائية الأولية المستخدمة في صناعة الكوكايين ، كحامض الكبريتيك وبرمنغنات البوتاسيوم.
وساهمت كل هذه العوامل في تحسين الإنتاجية، بينما لوحظ تفاوت كبير بين البلدان في مستوى جهود القضاء على زراعة الكوكا.
فقد زادت في كولومبيا من 18 ألف هكتار عام 2016 إلى أكثر من 130 ألف هكتار عام 2020، في حين تراجعت بشكل كبير في البيرو (من 30 ألف هكتار عام 2016 إلى 6272 هكتاراً عام 2020) وفي بوليفيا (من 6577 هكتاراً عام 2016 إلى 2177 هكتاراً عام 2020).
ولاحظ الأمين العام لشؤون الأمن المتعدد الأبعاد في منظمة الدول الأمريكية لويس فرناندو ليما أوليفيرا أن "استخدام تقنيات إنتاج أكثر كفاءة وإساءة استخدام السلائف الكيميائية أديا إلى زيادة كمية بعض المخدرات وفاعليتها وضررها".
أزمة غذاء
في الوقت نفسه، نبّهت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) إلى أن النفقات العالمية على الواردات الغذائية يتوقع أن تبلغ 1940 مليار دولار في العام 2022، أي بزيادة 10% بالنسبة للعام الماضي.
إلى جانب هذه الزيادة في الإنفاق على الغذاء، من المتوقع أن ترتفع الفاتورة العالمية لواردات المدخلات الزراعية، بما فيها الأسمدة، بنسبة 48% مقارنة بالعام 2021.
كما حذّرت منظمة الأغذية والزراعة المهتمّة بالدول الهشة التي تعاني بالأساس من انعدام الأمن الغذائي.
وحذّرت فاو في تقريرها نصف السنوي حول "توقعات الغذاء" من أن تداعيات زيادة هذه الفاتورة ستكون عواقبها مأسوية على الدول المستوردة الفقيرة التي ستدفع أكثر لقاء كميات أقلّ.
ولفتت إلى أن "من المتوقع أن تظل فاتورة الواردات الغذائية الإجمالية لمجموعة البلدان المنخفضة الدخل بدون تغيير فعليًا، رغم أنه من المتوقع أن تنخفض بنسبة 10% في الحجم".
وسيتوجب على أفريقيا جنوب الصحراء أن تنفق 4,8 مليارات دولار إضافية على واردات الغذاء رغم تراجع الكميات.
وحذّرت منظمة الأغذية والزراعة من أن "تفاقم مشكلة إمكان وصول هذه الدول" إلى الغذاء ينذر "بانتهاء مقاومتها لارتفاع أسعار الغذاء العالمية".
ويرتبط الارتفاع العام في فاتورة الغذاء والذي تفاقم بالنسبة للبلدان المستوردة بسبب انخفاض قيمة عملاتها مقابل الدولار - العملة الرئيسية للتبادل في الأسواق الدولية - ارتباطًا مباشرًا بالحرب في أوكرانيا.
وأدّى النزاع بين القوتين الزراعيتين الكبيرتين اللتين كانتا تؤمّنان 30% من السوق العالمية للقمح و78% من صادرات زيت عباد الشمس قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، إلى ارتفاع أسعار الغذاء وبلوغه مستويات غير مسبوقة.
aXA6IDMuMTI5LjYzLjI1MiA= جزيرة ام اند امز