كيف يمكن إطعام ملياري شخص إضافيين؟.. إليك روشتة الخبراء من إكسبو دبي
ركز أسبوع الغذاء والزراعة وسبُل العيش في إكسبو 2020 دبي، على التقنية والشمول والشراكات، بوصفها مسارا يقود لأنظمة غذائية مستدامة ومرنة.
وقادت التقنية والابتكار والتعاون والاستراتيجيات التي تمكّن صغار المزارعين، وخاصة النساء، النقاشات في أسبوع الغذاء والزراعة وسبُل العيش في إكسبو 2020 دبي، الذي اختُتِمت فعاليته أمس الأربعاء.
وكانت فعاليات الأسبوع قد انطلقت، بالتعاون بين كل من إكسبو 2020 دبي ووزارة التغيّر المناخي والبيئة في دولة الإمارات وشركة بيبسيكو، الشريك الرسمي للمشروبات والوجبات الخفيفة لإكسبو 2020 دبي، في 17 فبراير/شباط الجاري، حيث جمع أصحاب رؤى وصنّاع تغيير وقادة فكر لاستكشاف كيف يمكن إطعام ملياري شخص إضافيين في المستقبل عبر نظام مستدام بيئيا ومرن، يوفر أنظمة غذائية صحية ومغذيّة للجميع.
سلّطت الفعالية الرئيسية "طعام جيد للجميع"، المقامة ضمن فعاليات أسبوع الغذاء والزراعة وسبُل العيش، الضوء على الرابط القوي بين المُزارع والطاهي والمستهلك.
وتحقيقا لهذه الغاية، أشارت الدكتورة أنيكا مولسورث، وهي مزارعة شابة وعالمة بيئة وروائية ومؤلّفة، إلى أنه في حين أن الابتكارات والتقنيات الجديدة ضرورية للمزارعين في أنحاء العالم، إلا أنه يجب إِشراك المزارعين أنفسهم وتلقّي استشاراتهم في ما يتعلق بعملية التنمية، لدرايتهم بأفضل الطرق لعملية إصلاح التربة والنباتات والحيوانات.
وألقت الجلسة النقاشية بالفعالية الضوء على تأثير النزاعات على دورة السلسلة الغذائية؛ وأكدت على الحاجة إلى ضمان توفر غذاء مأمون وميسور التكلفة لأكثر المناطق تضررا من النزاعات؛ وطرحت الحلول المبتكرة، مثل إغناء الأغذية الأساسية، بوصفها طريقة يمكن بها للقطاع الخاص المساهمة في معالجة تحديات الجوع والأمن الغذائي وتحسين جودة التغذية.
وقال العضو في فريق الجلسة يانيك فوينج، المدير الدولي لشؤون تحسين التغذية بشركة دي اس ام، إن إغناء الأغذية الأساسية مثل الذرة بالمغذيات الأساسية طريقة جيدة لزيادة محتوى المغذيات في الأطعمة، فضلا عن أنها ميسورة التكلفة وفعالة، فهي بمثابة استثمار إضافي بما يعادل 12 سنتا (بالعملة الأمريكية) لكل شخص سنويا.
وركزت الفعاليات التي عقدت على مدار الأسبوع على ضرورة تعزيز دور المرأة في الزراعة، حيث أشار عدد من المتحدثين إلى وجود حالة من عدم التكافؤ بين الرجال والنساء فيما يتعلق بالوصول إلى الأصول وتلقي التدريبات والخدمات.
وفي الجلسة المعنوَنة "المرأة في العالم العربي والإسلامي.. دور المرأة في ازدهار الصحراء"، أوضحت الدكتورة طريفة الزعابي، نائب مدير المركز الدولي للزراعة الملحية، أنه في حالة تصحيح هذه المشكلات، يمكن أن تُسهم المرأة في زيادة المحاصيل الزراعية بنسبة تصل إلى الثلث ومن ثمّ تقليل عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع على مستوى العالم بمقدار 150 مليون شخص.
وفي هذا السياق، أشار المعهد الزراعي الوطني بتونس إلى أن التقنية تلعب دورا بارزا في مساعدة النساء على مجابهة بعض التحديات، موضحا أن فريقه قد طوّر تطبيقا مكّن النساء من إنتاج محاصيل عالية الجودة، بالإضافة إلى تطبيق آخر يتيح لهن الترويج لمنتجاتهن وبيعها إلى المستخدمين النهائيين مباشرة.
وسلط الأسبوع الضوء كذلك على تحدٍ آخر تواجهه المرأة فيما يخص حصولها على الأراضي وتملّكها؛ فقد اقترحت جلسة بعنوان "من مزارعات إلى مديرات: تطوير قطاع زراعي منصف بين الجنسين" الاهتمام بتعليم المرأة والارتقاء بمهاراتها كحل لهذا التحدي، نظرا لأن تعليم المرأة يُمَكّنها من العمل وحيازة الأراضي في نهاية المطاف.
وطرحت الجلسة، التي نظمها المجلس العالمي للمرأة، أساليب أخرى لمجابهة هذا التحدي، منها تأسيس ائتلافات وجماعات نسائية تركز على الزراعة الجماعية للنساء باستخدام الأراضي العامة والمشاع.
واستأثرت النفايات الغذائية بقدر كبير من الاهتمام في جلسات هذا الأسبوع. ففي جلسة "قيمة الغذاء" التي نظمها المجلس العالمي، قالت لويز ناش، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "سيركيولاريتي" في نيوزيلندا، إن النظام الحالي معطل بطبيعته؛ وشددت على أننا بحاجة إلى أن نرى الطبيعة وهي خالية من النفايات.
وتحدثت الدكتورة داينا بوميستر، الخبيرة في مجال المحاكاة الحيوية، حول نفس المعنى في كلمتها أمام الجلسة المعنوَنة "الاستدامة في إكسبو|حصاد الطبيعة: النمو المستدام من أجل عالمٍ نامٍ"، حيث رأت أن ثمّة فرصة سانحة لتطوير الزراعة المتجددة من خلال تبني نهج شامل يضم جميع الأنظمة ويضمن ازدهار جميع الكائنات الحية وليس الجنس البشري فحسب.
وقدم المتحدثون في جلسات "التقنية من أجل الغد" ضمن فعاليات منتدى الأعمال التجارية لأسبوع الغذاء والزراعة وسبُل العيش، دراسات حالة وتقنيات مبتكرة من شأنها دعم إنتاج الغذاء العالمي.
ومن بينهم مشروع "جي إيه آي إيه (غايا)"، وهو نظام زراعة متطور يُدار بالذكاء الاصطناعي يستخدم الطاقة المتجددة للزراعة على مدار العام بنسبة 60% مياه أقل و30% إنتاجية أفضل، إضافة إلى مشروع "تقييم المراعي والغطاء بالأقمار الصناعية (سبيس)"، وهو مزّود معلومات تتمحور حول إدارة الأراضي ونظم الرعي بالتناوب.
كما أكد منتدى الأعمال التجارية أيضا على كيفية دفع نجاح الشراكة بين القطاعين الخاص والعام لهذه الصناعة، بالتركيز على الحاجة إلى روابط أقوى بين صِغار المزارعين – الذين يُعتبرون على نطاق واسع ذوي أهمية كبيرة فيما يتعلق بأمن الغذاء – والشركات الأكبر حجما، وتحسين الربط والإنفاذ الفعال.
كما جرى تحديد الاستراتيجيات والتوزيع باعتبارهما تحديا عالميا، وأُشير إلى شراكة القطاعين الخاص والعام كوسيلة للتغلب عليها مع الحفاظ على التوازن في مختلف الأطراف الفاعلة في سلسلة القيمة.
وأبرز فعاليات أسبوع الغذاء والزراعة وسبل العيش متاحة للمشاهدة على إكسبو الافتراضي. وأسبوع الغذاء والزراعة وسبل العيش هو الأسبوع التاسع من أسابيع الموضوعات العشرة، التي تُقام على مدار ستة أشهر هي فترة انعقاد إكسبو 2020 دبي، ضمن برنامج الإنسان وكوكب الأرض؛ وتمثل أسابيع الموضوعات هذه منصة لتبادل رؤى جديدة ملهمة من أجل مواجهة أكبر التحديات والفرص التي يشهدها عصرنا الحالي.
aXA6IDMuMTQxLjI5LjIwMiA= جزيرة ام اند امز