أنسجة المومياوات تبوح بأسرار نظام الفراعنة الغذائي
دراسة أجراها فريق بحثي فرنسي ونشرتها مجلة العلوم الأثرية البريطانية، كشفت أن الفراعنة كانوا نباتيين ولم يقبلوا على الأسماك.
انشغل العلماء لسنوالت طويلة بما كان يتناوله الفراعنة الذين بنوا الأهرامات، وأسسوا الحضارة التي لا تزال تثير إعجاب العالم إلى الآن، وذهب البعض غلى أن الصور المرسومة على جدران المعابد لبعض الأطعمة قد تكون الإجابة عن هذا السؤال، لكن فريقا بحثيا فرنسيا سعى إلى الاستفادة مما أتاحه العلم الحديث من معارف، للحصول على إجابة أكثر دقة، وهو ما حدث بالفعل، حيث أعطت النتائج التي تم التوصل إليها تصورا مخالفا لما تحمله جدران المعابد من رسومات.
وبينما تعطي الصور المرسومة على الجدران لصيد الأسماك دليلا على أنها كانت ضمن الوجبة الفرعونية، وهو أمر يبدو منطقيا لأن المصري القديم بنى حضارته على ضفاف نهر النيل، كانت المفاجأة أن الفريق البحثي الفرنسي من جامعة ليون اكتشف أن الأسماك لم تكن من الوجبات الفرعونية المفضلة.
واعتمد الفريق البحثي في دراسته التي نشرتها مجلة العلوم الأثرية البريطانية على تحليل النظائر المستقرة لعناصر الكربون والنيتروجين والكبريت في الأنسجة الصلبة واللينة بـ45 مومياء مصرية توجد في متحفين بمدينة ليون بفرنسا.
وتوجد نظائر الكربون والنيتروجين والكبريت في الأنسجة الحيوانية والنباتية، ووجود بقايا لتلك النظائر في المومياوات هو انعكاس لنوعية الأطعمة المستهلكة خلال حياة الكائن الحي، وهو ما حدث بالفعل، إذ تمكن الفريق البحثي من وضع تصور للوجبة الفرعونية بالكشف عن تلك النظائر في أنسجة الشعر والأسنان والعظام.
وعثر الفريق البحثي على كمية محدودة جدا من نظائر النيتروجين والكبريت المرتبطان بالأسماك، بينما وجدت نظائر الكربون المرتبطة بالحبوب بكثرة، بما يؤكد أن الفراعنة كانوا نباتيين بشكل كبير.
وأثبت الفريق البحثي أن النظام الغذائي الفرعوني كان يعتمد بشكل كبير على القمح والشعير، وهي النتيجة التي تأكدت بعثورهم على كميات كبيرة من نظائر الكربون من نوعية (c3)، وذلك في مقابل كمية أقل (حوالي 10%) من نوعية أخرى من نظائر الكربون المرتبطة بالذرة (c4).
aXA6IDMuMTI4LjIyNi4xMjgg جزيرة ام اند امز