إلى عشاق كرة القدم.. احذروا فيها سم قاتل (دراسة)
تعد كرة القدم بالنسبة لأعداد كبيرة من الجماهير بمثابة الشغف الحقيقي، حيث يصل الأمر معها لترك مشاعرها تنجرف تماما بنتائج فرقها، بما قد يتطور الأمر بالبعض للتعرض لأزمة قلبية مفاجئة.
ولتجنب هذه العواقب الكبيرة، يوضح أطباء القلب قائمة المُباحات والمحظورات أثناء مشاهدة أي مباراة.
فركلة جزاء مثيرة للجدل، أو طرد أحد نجوم الفريق، أو هدف مُسجّل في الدقيقة الأخيرة، تضفي مزيدا من المشاعر على مباريات كرة القدم، ولكن الإسراف فيها قد يسبب مشكلات كبيرة للبعض، وهو ما جعل تعبير "مباراة سكتة قلبية" يبدو حرفيا أكثر مما تبدو عليه الأمور.
دراسة جديدة
وأجرى مستشفى بويرتا ديل مار في مدينة قادش (جنوب إسبانيا)، تحليلا لعدد الزيارات الطارئة سواء بسبب آلام الصدر أو متلازمة الشريان التاجي الحادة، وفقا لمواعيد مباريات كرة القدم للفرق المحلية خلال السنوات 2018 و2019 و2020.
وتكشّف أنه خلال تلك الفترة، دخل أكثر من 10 آلاف شخص للطوارئ لهذه الأسباب، بينما تم إيداع أكثر من 2000 بسبب إصابتهم بسكتات قلبية، أو بذبحة صدرية.
وتنتمي السكتة القلبية والذبحة الصدرية لنفس المجموعة من أمراض القلب والأوعية الدموية وتسمى أمراض القلب الإقفارية، والتي تتسبب في نقص التروية عندما لا يحصل جزء من خلايا عضلة القلب على ما يكفي من الدم بسبب انسداد الشرايين التاجية
وتتشابه أعراض الحالتين، من الشعور بالألم أو الضيق أو عدم الراحة في الصدر، والتي تمتد للذراع اليسرى وقد يكون مصحوبا بالتعرق والغثيان.
ومع ذلك، يوضح روبرتو مارتن أسينخو، المتخصص في الجمعية الإسبانية لأمراض القلب، أن الذبحة الصدرية عادة ما تكون أقل ألما من حيث الوقت (عادة لا تستمر أكثر من 20 أو 30 دقيقة)، وتختفي عندما يخضع المريض للراحة أو عندما يتم التدخل بإعطائه النيتروجلسرين تحت اللسان.
توتر وخوف أم خطورة
تم الربط في مناسبات عديدة بالأدب العلمي بين الإجهاد وحدوث عدم انتظام ضربات القلب ومتلازمة الشريان التاجي الحادة، لذلك أشارت بعض الدراسات الدولية بالفعل إلى علاقة الأحداث الرياضية مع دخول المستشفيات.
ويعد الإجهاد استجابة طبيعية من الكائن الحي لحالات التوتر أو الخوف أو الخطر، ومن الضروري أن نكون قادرين على مواجهتهم بشكل صحيح.
من جانبه، يشير خوان إنريكي بوش، أول مُوقِع على الدراسة التي أُجريت في مستشفى بويرتا ديل مار في قادش إلى أن "الإجهاد يعد جزءا من حياة كل شخص، ولكن إذا كانت هذه الاستجابة مفرطة إما في المدة أو الشدة، فإنها يمكن أن تثقل كاهل أنظمة مختلفة، مثل نظام القلب والأوعية الدموية، وتولد مشكلات أكثر من الحلول، مثل أمراض القلب الإقفارية والقلق والاكتئاب، وما إلى ذلك".
ووفقا للبيانات التي تم جمعها في مستشفى بويرتا ديل مار، كان المرضى الذين تم إدخالهم خلال أيام المباراة يعانون، قبل كل شيء، من ارتفاع ضغط الدم والسكري وعسر هضم الدهون (مع تعديلات في مستويات الدهون والبروتينات في الدم)، بينما كانت درجة السيطرة على عوامل الخطر القلبية الوعائية هذه أسوأ من ذلك، خلال فترة العزل بسبب تفشي جائحة كورونا.
نصائح لتجنب إصابات القلب أثناء تشجيع الكرة
وإزاء هذه الأرقام، تقدم الجمعية الإسبانية لأمراض القلب العديد من النصائح لمنع النوبات القلبية مع الاستمتاع بكرة القدم.
وأوصت في المقام الأول، بضرورة الضبط الذهني حتى لا تؤخذ اللعبة على محمل الجد.
ويشدد هذا الكيان على أن: "التحضير النفسي مهم لعدم الإفراط في العواطف"، وهو ما قد يحدث بممارسة بعض التمارين الرياضية قبل المباراة للمساعدة على تفريغ الأدرينالين.
كما توصي أيضا بضرورة محاولة عدم التدخين أثناء المباراة، أو على الأقل ليس أكثر مما يُدخن عادة، لأن التبغ يزيد من فرص تشكل جلطة داخل الشرايين التاجية، كما أنها ليست فكرة جيدة لشرب المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الكحول، لأنها يمكن أن ترفع ضغط الدم بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
أضف إلى ذلك، يُنصح بتجنب تناول الطعام بغزارة قبل وأثناء المباراة، لأن هذا يُثقل بشكل كبير من عمل القلب.
وفي النهاية، شددت الجمعية على أنه في حالة الشعور بألم في الصدر أو الفك أو الذراعين أو المعدة العلوية، فيجب طلب المساعدة الطبية على الفور، دون انتظار نهاية المباراة.
aXA6IDMuMTQ0LjQ2LjkwIA== جزيرة ام اند امز