الجماهير.. حلقة كرة القدم المفقودة بعد كورونا
جماهير كرة القدم قد تكون هي الحلقة المفقودة في الملاعب عقب انتهاء أزمة التوقف الحالية بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد.
تُعَد الجماهير في كل رياضة من الرياضات المختلفة بمثابة القلب النابض الذي لا يمكن لها أن تعيش إلا به، وبمجرد توقفه تتوقف حتى يعود، لا سيما في كرة القدم، غير أن ذلك لا يبدو أنه سيستمر مجددا بعد العودة للمنافسات عقب انتهاء فيروس كورونا المستجد.
الفيروس تسبب في توقف النشاط الرياضي في معظم أنحاء العالم منذ مارس/آذار الماضي، وعلى الرغم من وجود العديد من السيناريوهات التي تشير إلى إمكانية عودة المسابقات خلال الموسم الحالي، فإن الجماهير قد تكون محرومة من مشاهدتها، وهو ما أكدته رابطة الدوريات الأوروبية.
ألبرتو كولومبو، نائب الأمين العام للرابطة، قال في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": "لا شك في أن المباريات ستلعب خلف أبواب مغلقة، لكن من المستحيل الرد على سؤال عن موعد عودة المباريات، لا أحد يعرف الإجابة".
وأضاف: "الأولوية للتركيز في توفير ظروف تسمح بالمنافسة خلال الصيف، لا شك في أن صحة اللاعبين تأتي في المقام الأول، وكذلك كل الطواقم ووسائل الإعلام، يجب أن يكون الجميع في أمان".
وتضم الرابطة بطولات الدوري المحترفة في أوروبا، ومنها أكبر المسابقات في إنجلترا وإسبانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، والتي توقفت جميعها بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد خلال الفترة الأخيرة.
نبوءة طبية
تصريحات كولومبو، تزامنت مع تصريحات أخرى لزاك بيني، عالم الأوبئة البريطاني، أكد فيها أن ملاعب كرة القدم قد تظل خالية من الجماهير حتى نهاية العام المقبل، في ظل المخاطر الكبيرة التي قد تعنيها عودتهم.
وقال بيني في تصريحات لصحيفة "التايمز" البريطانية: "الأمر الذي يحتاج الناس لفهمه، من الناحية الوبائية، هو أن كل شخص تضيفه إلى التجمع يزيد الخطر".
وأضاف: "5 أشخاص أكثر خطورة من 2، و10 أشد خطرا من 5، لذا كلما زاد العدد ووصل مثلا إلى 60 ألفا، فإن الأمر سيكون شديد الخطورة".
وأكد بيني أن وجود فرد واحد مصاب وسط حشد، يبلغ 60 ألف شخص، يضع الجميع في خطر بالغ.
وبناء على ذلك أكد بيني أن عودة الملاعب لاستقبال الجماهير بشكل كامل مرهون فقط بتوافر لقاح من أجل مواجهة هذا الوباء.
وأتم: "ربما يستمر خلو الملاعب لنحو 18 شهرا، قد يكون أكثر أو أقل قليلا".
معضلة الجماهير
الخوف من الحضور الجماهيري عقب عودة المباريات يبدو هو المسيطر أيضا على روابط الدوريات المختلفة.
رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز أعدت بعض السيناريوهات للعودة خلال الفترة المقبلة، غير أن معظمها مبني على عدم حضور الجماهير للمباريات.
وكان أحد المقترحات التي تم عرضها خلال الفترة الأخيرة إقامة فرق الدوري الإنجليزي الممتاز الـ20 في مكان واحد منعزل عن الجماهير خشية تجمعهم لمشاهدة المباريات.
كما اقترحت بعض التقارير إقامة المباريات المتبقية من "البريمييرليج" في الصين، للابتعاد عن الجماهير خلال الفترة المتبقية من الموسم.
الأمر نفسه تم التفكير فيه في الدوري الإسباني، حيث أشارت بعض التقارير إلى إمكانية إقامة المباريات المتبقية من الموسم في المحيط الأطلسي.
خسائر مالية
ابتعاد الجماهير عن الملاعب سيكون له أثر كبير على المستويات الفنية للاعبين الذين اعتادوا على اللعب في أجواء صاخبة، بالإضافة إلى الخسائر المالية.
صحيفة "تليجراف" البريطانية أكدت أن إجمالي الخسائر التي ستتكبدها الأندية الإنجليزية حال إلغاء الموسم سيصل إلى 1.137 مليار جنيه إسترليني.
الخسائر ستشمل مبلغ 200 مليون جنيه إسترليني، الخاص بالحضور الجماهيري للمباريات، حيث كان كل نادٍ يتحصل تقريبا على مبلغ 2.5 مليون جنيه إسترليني.
وفي الدوري الإسباني، فإن الخسائر المالية ستقدر بـ303.4 مليون يورو حال إقامة المباريات بدون حضور الجماهير، منها 147 بسبب غياب الجماهير عن الملاعب.
aXA6IDMuMTQ1LjM0LjIzNyA=
جزيرة ام اند امز