للمرة الأولى.. كيم يعترف بأزمات كوريا الشمالية
اعترف زعيم كوريا الشمالية كيم جونج-أون بأن جميع القطاعات في اقتصاد البلاد لم تحقق أهدافها، وأقر بإخفاق سياسته الاقتصادية.
جاء ذلك في مستهلّ المؤتمر العام للحزب الحاكم، وهو الأول من نوعه منذ 5 سنوات، والثامن فقط في تاريخ كوريا الشمالية.
ويأتي انعقاد هذا المؤتمر قبل أسبوعين من تسلّم جو بايدن مفاتيح البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني، في ظل تدهور العلاقات بين واشنطن وبيونج يانج.
وانطلقت أعمال المؤتمر في بيونغ يانغ، وبث التلفزيون الحكومي صورا تظهر 7 آلاف مشارك ومندوب، لا يضع أي منهم الكمامة، وهم يقفون في وقت واحد لدى دخول كيم جونج-أون.
ووفقاً لوكالة الأنباء الكورية الشمالية، استعرض كيم في مستهل المؤتمر العام فشل الخطة الخمسية لتنمية الاقتصاد التي تم اعتمادها خلال المؤتمر الأخير في عام 2016، وأقر بأن "جميع القطاعات تقريبا لم تحقق الأهداف المحددة".
وكوريا الشمالية، التي تعاني من سوء إدارة اقتصادية مزمن، ألغت في العام المنصرم الخطة السابقة.
وأضاف الزعيم الكوري الشمالي أن المؤتمر سيقوم بتحليل عميق "للتجارب والعبر والأخطاء التي ظهرت خلال هذه الفترة".
ولم تكشف الوكالة أي تفاصيل حول طبيعة "الأخطاء" التي أشار إليها كيم، كما لم تذكر ما إذا كان قد تطرق إلى الولايات المتحدة أو كوريا الجنوبية في كلمته.
وتراجع اقتصاد كوريا الشمالية بشكل كبير بعد العقوبات الدولية المفروضة على بيونغ يانغ بسبب برنامجيها النووي والصاروخي الذين شهدا تطورا سريعا خلال إدارة كيم.
ودعت صحيفة رودونغ سينمون، الناطقة باسم حزب العمال الحاكم، الأحد الماضي، إلى منح ولاء مطلق لزعيم كوريا الشمالية، مشيرة إلى ضرورة التحلي "بروح الوحدة" لضمان سنة "مكللة بالانتصار".
ويتابع المحللون من كثب المؤتمر الأهم للحزب الحاكم بحثا عن أي مؤشر في هذا الاجتماع على تغيير التوجهات السياسية أو اختيار النخب.
ويشير وجود كيم يو جونج، شقيقة كيم ومستشارته، بين المسؤولين المنتخبين لهيئة رئاسة المؤتمر، إلى تزايد نفوذها.
وساهم المؤتمر السابع الذي انعقد في عام 2016، وهو الأول منذ ما يقرب من 40 عامًا، بشكل كبير في تكريس كيم جونج أون كزعيم مطلق ووريث لعائلة كيم التي تمسك بزمام السلطة منذ سبعة عقود.
التحضير لعرض عسكري
وقبل أقل من أسبوعين على تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن في 20 يناير/كانون الثاني، من المتوقع أن تنتهز كوريا الشمالية الفرصة لبعث رسالة إلى واشنطن.
اعتبر غو ميونغ هيون المحلل في معهد أسان للدراسات السياسية "عند مغادرة ترامب، ستعيد كوريا الشمالية تأكيد عدائها التقليدي للولايات المتحدة مع توقع استفزازاتها المستقبلية".
شهدت العلاقة بين كيم جونج أون ودونالد ترامب تقلبات؛ لكن الأخير لم يجذب الكراهية التي خصت بها كوريا بايدن، الذي وصفته بـ"الكلب المسعور"، ووصف بايدن بدوره كيم بـ"البلطجي".
وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية "استعدادات مكثفة لاستعراض عسكري"، وفقا لموقع 38 نورث الإلكتروني، بعد أشهر فقط من عرض بيونج يانج صاروخا باليستيا عملاقًا عابرًا للقارات.
ونُظم استعراض عسكري بمناسبة انعقاد المؤتمر السابق في 2016 الذي استمر على مدى 4 أيام.