سكان غزة يرتادون السينما لأول مرة منذ 30 عامًا
أهالي غزة يتوافدون على أول عرض سينمائي منذ أكثر من 30 عامًا
في ليلة حارة ذات نسبة من الرطوبة يقابلها عدد قليل من المكيفات، حضر 300 شخص بين رجال ونساء، دون فصل بينهم، أول ليلة عرض سينمائي منذ أكثر من 30 عامًا، تستمر لمدة يوم واحد فقط.
سينما "سامر" الموجودة في مدينة غزة شهدت، السبت، عرض فيلم "عشر سنين"، الذي تم تصويره في المدينة بمشاركة ممثلين متطوعين، ويحكي قصة السجناء الفلسطينيين في سجون إسرائيل، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وقالت غادة سلمي، إحدى المنظمات للحدث، إن عرض الليلة الواحدة "رمز" لجهود أكبر "لإعادة فكرة السينما في غزة".
وأوضحت سلمي، أن الفيلم لا يركز على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من الزاوية السياسية، لكنه يحكي قصة إنسانية.
وقال نرمين زيارا، أحد الذين ظهروا في الفيلم، إنه أراد رؤية سينما مفتوحة؛ لأن "المجتمع يحتاج للتطوير عبر الأفلام والوثائقيات".
وأضاف زيارا: "لا أعتقد أن هناك مشكلة مع حماس لفتح سينما؛ حيث إنها مكان للفن، نحن الفلسطينيين نحتاج مساحة كبيرة للفن".
كما قال جودت رمضان، أحد الحضور، إنه أراد رؤية سينما دائمة في غزة، مضيفًا: "نحتاج أن نعيش مثل البشر، مع سينمات ومساحات عامة، ومتنزهات".
سينما "سامر" المهجورة منذ فترة طويل وتتواجد في مدينة غزة، تعتبر الأقدم في القطاع لكنها مغلقة منذ عقود؛ حيث بنيت عام 1944، وأغلقت في 1960.
وأغلقت دور السينما المتبقية في نهاية عام 1980 خلال أول انتفاضة فلسطينية.
كان قد اندلع حريقًا في إحدى دور السينما عام 1987، وساد اعتقاد أن وراءه المتشددين الذين يعتبرون السينما من الأمور الآثمة؛ حيث أوضحت سلمي، أن "باقي دور السينما كانت متخوفة من عرض أفلام بعد ذلك".
في مايو/أيار، عرض مهرجان نادر أفلامًا تركز على قضايا حقوق الإنسان مع عروض خارجية في ميناء مدينة غزة، فيما كانت تعرض أفلامًا أخرى في بعض الأحيان بصالات مستأجرة.
غزة لاتزال تتعافى من آخر ثلاثة حروب مع إسرائيل في 2014، عندما قتل أكثر من ألفي فلسطيني، وتدمر معظم القطاع.
سيطرت حركة حماس على غزة لمدة 10 سنوات، وحاليًا لا توجد أي سينمات عاملة في فلسطين؛ حيث يعيش مليونا شخص في معاناة تحت الحصار الإسرائيلي.