حصل باحث ألماني في مجال الأمن على جهاز يستخدم للحصول على المقاييس الحيوية يستخدمه الجيش الأمريكي مقابل 68 دولارًا على موقع إي باي.
وكشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الجهاز استخدم سابقا للحصول على بيانات عسكرية أمريكية لبصمات الأصابع وقزحية العين لمعظم الأفغان والعراقيين كان معروضا على موقع إي باي في أغسطس/ آب الماضي مقابل 149.95 دولار، لكن الباحث الألماني حصل عليه مقابل 68 دولارا.
وبحسب الصحيفة، احتوت بطاقة الذاكرة الخاصة بجهاز التسجيل الإلكتروني الآمن، المعروف اختصارا باسم "SEEK II" على أسماء وجنسيات وصور وبصمات الأصابع ومسح قزحية العين لـ 2632 شخصًا، معظمهم من الإرهابيين المشتبه بهم والمعروفين. وتضمنت البيانات أيضا مقاييس حيوية لأشخاص عملوا مع الحكومة الأمريكية أو تم توقيفهم في نقاط تفتيش.
وكشفت الصحيفة أن آخر مرة استخدم فيها الجهاز كان عام 2012 بالقرب من قندهار.
الجهاز - من بقايا نظام جمع المقاييس الحيوية الضخم الذي بناه البنتاغون في السنوات التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 - هو تذكير مادي بأنه على الرغم من انتهاء الحرب الأمريكية في أفغانستان والعراق، لكن الأدوات التي جرى إنتاجها لاستخدامها هناك والمعلومات التي يحتفظون تفلتت بطرق غير مقصودة من قبل صانعيها.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يتضح بعد كيف انتهى الأمر بالجهاز للانتقال من ساحات القتال في آسيا إلى موقع مزاد على الإنترنت. لكن البيانات، التي تقدم أوصافًا تفصيلية للأفراد بالإضافة إلى صورهم وبياناتهم الحيوية، قد تكون كافية لاستهداف الأشخاص الذين لم يعرفوا سابقًا أنهم عملوا مع القوات الأمريكية في حالة وقوع المعلومات في الأيدي الخطأ.
تم جمع البيانات البيومترية على SEEK II في مرافق الاحتجاز، وفي الدوريات وأثناء فحص الموظفين المحليين وبعد انفجار قنبلة مرتجلة.
كان أحد المخاوف الرئيسية التي تنتاب القادة العسكريين في ذلك الوقت هو سلسلة عمليات إطلاق النار التي وجه فيها الجنود الأفغان والشرطة أسلحتهم نحو القوات الأمريكية، حيث كان الجيش الأمريكي يأمل أن تساعد برنامج التسجيل البيومتري في التعرف على أي عملاء محتملين لطالبان داخل قواعدهم.
ويبدو أن قادة الجيش الأمريكي في ذلك الوقت اعتقدوا أن جمع البيانات البيومترية من شأنه أن يسهم في استئصال عملاء طالبان داخل القواعد الأمريكية في أفغانستان، عقب سلسلة من الحوادث التي تورطت فيها القوات الأفغانية بمهاجمة القوات الأمريكية.
وخلال العام الماضي، قامت مجموعة صغيرة من الباحثين في جماعة قرصنة أوروبية تدعى "كايوس كمبيوتر كلاب" ستة أجهزة من هذا النوع من موقع إي باي لتحليلها، وسط مخاوف من استيلاء طالبان على مثل هذه الأجهزة بعد خروج الولايات المتحدة من أفغانستان.
يحتوي اثنان من الأجهزة الستة التي اشترتها المجموعة على بيانات حساسة، أما الجهازان الآخران فقد استخدما آخر مرة عام 2013 في الأردن، ويحويان بصمات الأصابع ومسح قزحية العين لأفراد الخدمة الأمريكية.