مسؤولة ليبية: الجيش يدعم المرأة والحل يبدأ بتفكيك المليشيات
شهد احتفال الشعب الليبي بعيد الاستقلال الـ71، السبت، حضورا نسائيا مميزا، أكدت به المرأة الليبية دعمها استقلال واستقرار البلاد.
مئات الليبيات حضرن من مختلف المدن والمناطق والشرائح الاجتماعية الاحتفالية إلى بنغازي لحضور الاحتفالية، مطالبين بالذهاب إلى حوار ليبي ليبي، وإنهاء الانقسام، ووضع خريطة واضحة للانتخابات المؤجلة.
وحول دور القيادة العامة في دعم المرأة، شددت الدكتورة عائشة البرغثي مدير إدارة شؤون المرأة بالقيادة العامة لـ"الجيش الليبي"، أن القيادة تسعى جاهدة لدعم المرأة وتمكينها من خلال إنشاء إدارة لشؤون المرأة لأول مرة في تاريخ القوات المسلحة.
وأوضحت، في حوار لـ"العين الإخبارية"، أن الإدارة تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والتمييز الإيجابي لصالح المرأة والقيام بحملات التوعية والتثقيف حول حقوق المرأة وواجابتها، وإعداد كادر متميز للتعاطي مع قضايا المرأة وفقا للمعايير الدولية، ومحاربة كافة أشكال العنف والتمييز السلبي ضد المرأة.
وأشارت إلى أن القيادة تعنى بشؤون المرأة الليبية بصفة عامة وبصفة خاصة أمهات وزوجات وأخوات وبنات الشهداء، من خلال تذليل الصعوبات التي تواجههن، ودعمهن من أجل تمكينهن سياسيا واجتماعيا وثقافيا واجتماعيا.
الجيش والانتخابات
أكدت الدكتورة عائشة البرغثي أن القوات المسلحة عملت على مشاركة قوية للمرأة، وتم تنفيذ عدة حملات من بينها "صوتك أمانة"، بهدف تثقيف المرأة سياسيا وقانونيا وحثها على المشاركة في العملية الانتخابية والترشح والتصويت.
وأشارت إلى أن المرأة الليبية سيتم التعويل عليها بشكل كبير خلال الفترة القادمة، رغم أن الكوتة لصالح المرأة (30%)، وأنهم يسعون لتكون أكثر لتصل إلى 40%، ووضعهن في مناصب قيادية الفترة القادمة.
وشددت المسؤولة الليبية على أن المرأة الليبية تدرك طبيعة الأوضاع السياسية، وكان لها مشاركة قوية في احتفال عيد الاستقلال بمدينة بنغازي، ولم يكن دورها فقط بالمشاركة، بل التنظيم والحشد والدعوة للاحتفال للتعبير عن الغضب من الوضع السياسي الحاصل.
ونوهت إلى أن اللجنة التنظيمية ضمت أكثر من 200 امرأة كما شاركت جميع شرائح المجتمع من المرأة الممثلين لجميع الهيئات والإدارات من التعليم والصحة ومؤسسات المجتمع المدني وأسر الشهداء والجرحى والمفقودين والليبيات المتزوجات بالأجنبي، والحقوقيات والقاضيات وغيرهن في إقبال تاريخي.
وأضافت أن الاحتفال الذي تضمن كلمة مهمة للقائد العام للجيش الليبي، يعد حدثا تاريخيا بما فيه من رسائل مهمة للداخل والخارج، منوهة إلى أن المشير خليفة حفتر التقى القيادات النسائية وأرسل لهن رسائل هامة، بينها وحدة ليبيا والحوار الليبي الليبي ورفض التدخل الأجنبي.
الانقسام السياسي
ترى البرغثي أن الانقسام السياسي أضر بجميع الليبيين ولم تكن المرأة في ذلك استثناء، مؤكدة أن جميع الليبيين يوقنون بأن ليبيا واحدة وغير قابلة للانقسام، وقاومت المرأة الليبية الانقسام السياسي، وما ترتب عنها من مشاكل اقتصادية ومجتمعية، وذلك ليس بغريب على المرأة الليبية التي ساهمت بشكل كبير وواضح في محاربة الإرهاب وعودة الأمن والأمان.
وأشارت إلى أن المرأة الليبية حاربت بنفسها وبأبنائها وأخوتها التنظيمات التكفيرية، شهداء عائلة آل حريري في مدينة درنة الليبية كمثال، كما عانت النزوح والتهجير نتيجة مواقفها الوطنية ولا تزال صامدة.
وأضافت أن جميع الأجسام السياسية الحالية لم تقدم حلا حقيقيا بل فاقمت المشاكل، وعادت البلاد للانقسام مع تجاهل صوت الشارع والشعب الذي يعاني ولا بد من الذهاب إلى الحوار الليبي الليبي.
تسليم المريمي
وترى المسؤولة الليبية أن جميع الليبيين يرفضون تسليم المواطن أبوعجيلة مسعود المريمي إلى واشنطن في قضية مغلقة منذ عام 2008، أو أي مواطن آخر لأي سلطات خارجية، والذي يعد اختراقاً للسيادة الليبية.
وطالبت النائب العام ومجلس الأمن والأمم المتحدة والمحكمة الدولية وكل الجهات الدولية للتدخل لإعادة المواطن الليبي المختطف، معتبرة أن ما حدث صفقة سياسية لضمان بقاء رئيس الحكومة منتهي الولاية في الحكم، وفك الحصار على الأموال الليبية المجمدة.
وأكدت المسؤولة الليبية أنه لا يمكن الذهاب إلى مصالحة مع وجود المليشيات والانقسام السياسي الحالي، والذهاب إلى هذا المسار يكون بعد حل المليشيات ونزع سلاحها وإخراجها من المدن وتوحيد البلاد شرقا وغربا وجنوبا وإخراج كافة القوات الأجنبية ثم المصالحة الوطنية العامة الشاملة والعادلة وجبر الضرر.
وشددت على أن القبائل الليبية دورها مهم جدا في حل الأزمة الليبية، وهي حاضنة قوية وشعبية وظهير اجتماعي ضخم من الشرق والغرب والجنوب لمساندة القوات المسلحة، منذ بداية الحرب على الإرهاب، من خلال وجود أبنائهم كقوى مساندة في الحرب على الإرهاب.
وتابعت أن هذه القبائل سيكون لها دور قوي في حل الأزمة من خلال الحوار الليبي الليبي دون التدخل الأجنبي، وأن يكون لها دور كبير في بناء مؤسسات الدولة، ولن تتهاون هذه القبائل في أي شيء يضر بالأمن القومي أو أي تدخل أجنبي كما فعلت من قبل إبان الاحتلال الأجنبي لليبيا.
واحتفل آلاف الليبيين في مدينة بنغازي بالذكرى الـ71 لاستقلال البلاد، الذي يصادف يوم 24 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، والذي جاء بعد عقود طويلة منذ النضال ضد المستعمر الإيطالي.
وأكد القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير خليفة حفتر، السبت، خلال احتفال شعبي ضخم بميدان الكيش وسط مدينة بنغازي بمناسبة الذكرى الـ71 لاستقلال بلاده، أن ليبيا لا تزال واحدة لا تتجزأ، ووحدتها خط أحمر ولا يسمح بالتعدي.
aXA6IDMuMTM4LjEyNC4yOCA= جزيرة ام اند امز