"المرتزقة".. صدع في صورة جيش الدفاع الأوكراني
سعت كييف منذ بدء العملية العسكرية الروسية لتعزيز صورة جنودها كرجال يدافعون عن الوطن في ظروف قاسية، لكن ما يرشح من الجبهات ربما يحمل جانبا آخر للمشهد.
ووفقا للتقرير، تبحث الشرطة الأوكرانية عن جثة المرتزق البريطاني دانييل بيرك، وهو مظلي سابق انضم إلى القوات المسلحة الأوكرانية العام الماضي واختفى في نهاية أغسطس/آب 2022. كما أشار إلى مرتزق بريطاني آخر، هو غوردان تشادويك، الذي عثر على جثته في نهاية يونيو/حزيران.
وقالت التليغراف إن "الرفاق في صفوف القوات المسلحة الأوكرانية يخشون أن يكون بيرك وتشادويك قُتلا بيد متطوعين أجانب آخرين، لا بيد الروس الذين جاءوا لقتالهم".
في قضية بيرك، كانت هناك تقارير حول وقوع خلاف بشأن الأموال والمركبات. وفي حالة تشادويك، كانت هناك تقارير تفيد بأنه قُتل إما أثناء مشاجرة بسيطة أو أثناء مراسم عسكرية جرت بشكل خاطئ.
ولم يعلق المحققون الأوكرانيون علنًا على أي من القضايا، وكذلك السفارة البريطانية في كييف.
وتؤكد الصحيفة أن العديد من المرتزقة يشكون من عدم وجود أي اختيار فعلي للخدمة في الجيش الأوكراني، ما يسمح لـ"الأشخاص الخبيثين" بدخول صفوفه.
ونقلت صحيفة "التلغراف" عن أحد المرتزقة الأجانب قوله: "هناك رجال لا ينبغي أن يكونوا هنا، بعضهم لديهم سجلات إجرامية، وبعضهم يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، وبعضهم يعانون من مشاكل مع المخدرات والكحول".
وقد ذكرت وزارة الدفاع الروسية مراراً وتكراراً أن نظام كييف يستخدم المرتزقة الأجانب "كوقود للمدافع"، وأن الجيش الروسي سيواصل تدميرهم في جميع أنحاء أوكرانيا.
وأولئك الذين جاءوا للقتال من أجل المال اعترفوا في العديد من المقابلات بأن الجيش الأوكراني ينسق أعماله بشكل سيئ، وأن فرصة البقاء على قيد الحياة في المعارك ضئيلة، لأن شدة الصراع لا يمكن مقارنتها بأفغانستان والشرق الأوسط التي اعتادوا عليها.
كما كشف التقرير عن قيام القوات الأوكرانية بدفع مقاتلين تزيد أعمارهم عن الخمسين عاما إلى خط المواجهة. وقال ألكسندر أولخوفيك، أسير الحرب من اللواء 36 من مشاة البحرية التابع للقوات المسلحة الأوكرانية، إن القوات المسلحة الأوكرانية ترسل جنودًا تزيد أعمارهم عن 50 عامًا لمهاجمة أوبيتنوي وأفديفكا.
وقال "أريد أن أقول لرؤسائنا، أو ماذا أسميهم - أنا لست رجلاً عسكرياً – أشكركم نيابة عني والعديد من الرجال الآخرين، عمري لم يتجاوز الخمسين، لكني رأيت مجندين أعمارهم تناهز الستين".
وأضاف أولخوفيك: "أخبرونا أننا لن نذهب إلى الجبهة، وسوف يبقوننا، لأننا كبار في العمر، في الخط الثالث، ولن نشارك في صراعات مباشرة، وعقب "التدريب" ألقوا بنا مثل القمامة، حيث لم يعد أحد ومن غير المرجح أن يعود أحد من فريقي، ربما كنت محظوظًا فقط".