وزراء خارجية (5 + 5) يحذرون من الدواعش العائدين
الخبير الأمني عمر بن جانة قال إن دول المغرب العربي لا يمكنها بمفردها وقف ظاهرة الهجرة غير الشرعية.
اتفق وزراء خارجية بلدان غرب المتوسط والمعروفة بـ(5 +5) خلال اجتماعهم الـ14 بالجزائر، الأحد، على ضرورة مواجهة التهديدات الإرهابية بكل أشكالها، محذرين من العائدين من صفوف تنظيم داعش الإرهابي.
وانطلقت أعمال الاجتماع الـ14 لوزراء خارجية بلدان غرب المتوسط برئاسة مشتركة بين وزير الخارجية الجزائري عبدالقادر مساهل، ونظيره الفرنسي جون إيف لودريان.
وتحت شعار "المتوسط الغربي.. تعزيز تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة متقاسمة ومستدامة لمواجهة التحديات المشتركة"، ناقش الاجتماع قضايا الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب.
وشدد الاجتماع على ضرورة التنسيق بين الدول الأعضاء لمجابهة "الخطر المتجدد" للجماعات الإرهابية وبينها داعش ومواجهة الأزمات الإقليمية في منطقة الساحل إضافة إلى الأزمة في ليبيا.
وحذر وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل من خطر عودة الإرهابيين من صفوف داعش، ومن الخطورة التي يشكلها على الأمن العام".
وشدد جون إيف لودريان، وزير الخارجية الفرنسي، على ضرورة "وجود تنسيق وإرادة سياسية وأمنية بين بلدان حوض البحر المتوسط، وأنها تعمل على مبدأ التعاون لصد هذه التهديدات الإرهابية".
وقال الخبير الأمني، عمر بن جانة، في تصريحات خاصة لـ"بوابة العين" الإخبارية، إن حديث الوزيرين يمثل الخطوط العريضة للتعاون والتنسيق الأمني بين هذه الدول.
وأوضح بن جانة أن منطقة المغرب العربي لها أهمية كبيرة للضفة الشمالية ما يجعلها تلعب دروا كبيرا في مجابهة الخطر الإرهابي، خاصة وأن منطقة المغرب العربي تمثل الخط الدفاعي الأول للقارة الأوروبية سواء في محاربة الإرهاب أو الجريمة المنظمة أو العابرة للحدود أو الهجرة.
وعن الهجرة غير الشرعية قال الخبير الأمني الجزائري إن أوروبا أمام نوعين من الهجرة، هجرة إفريقية من ليبيا وأخري من بقية دول المغرب العربي.
وأضاف أن دول المغرب العربي لا يمكنها بمفردها وقف هذه الظاهرة، في ظل وجود مسالك وثغرات في بعض الدول الأوروبية خاصة إسبانيا وإيطاليا تسمح وتشجع المهاجرين السريين على الدخول للأراضي الأوروبية".
وقال المحلل السياسي الدكتور حسين قادري، إن تجاهل البيات الختامي لقضية الهجرة غير الشرعية يرجع إلي "وجود خلافات بين الدول الأعضاء حول تحديد المسؤولية والحلول الممكنة وصعوبة التوصل إلى اتفاق بينها.
وأضاف أن مسألة الهجرة الفوضوية هي مسألة خلافية حتى في الاتحاد الأوروبي، فلا توجد مقاربة موحدة بينهم، ولكل دولة مقاربتها التي تختلف مع الأخرى، خاصة بالنسبة لإيطاليا وإسبانيا وهما أكبر الدول الأوروبية المتضررة من الهجرة غير الشرعية".
يذكر أن مجموعة 5 + 5 التي تضم دول غرب المتوسط، هي أقدم تجمع لحوض المتوسط، حيث أطلقت أول فكرة لإرساء إطار للحوار بين الدول الغربية للمتوسط عام 1983، في حين جرى أول اجتماع للحوار بصيغته الحالية سنة 1990 بالعاصمة الإيطالية روما.
والاجتماع الحالي هو الثاني الذي تحتضنه الجزائر، بعد اجتماع وزراء خارجية مجموعة 5 + 5 في وهران سنة 2005.