الخارجية القطرية.. عامان من السقطات
عامان على المقاطعة العربية لقطر، ظهرت خلالهما حقيقة السياسة الخارجية للدوحة الداعمة للإرهاب.
عامان من المقاطعة ولا يزال مسلسل سقوط خارجية الدوحة مستمراً، فمن الاعتراف لدعم الجماعات الإرهابية تارة وإلى الدفاع عن إرهاب طهران تارة أخرى.
التقرير التالي يرصد أبرز سقطات الخارجية القطرية خلال عامين من المقاطعة العربية لإرهاب الدوحة.
"ندعم الإرهاب"
أكتوبر/تشرين الأول 2017 عقب مقاطعة الرباعي العربي (السعودية – الإمارات – البحرين – مصر) بأشهر، حاول وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، التنصل من التهم الموجهة إلى الدوحة بدعم الإرهاب.
تنصل وزير خارجية تميم كشف عن الحقيقة، ففي لقاء أجرته صحيفة "جون أفريك" الفرنسية مع محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، اعترف بدعم الدوحة للجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي، قائلاً: "قدمنا الدعم للجماعات الإرهابية في الساحل الأفريقي ولم نكن نقصد ذلك، مبرراً ذلك برغبتهم تقديم منحة قطرية مخصصة للهلال الأحمر الليبي، لكنها ضلت طريقها فسقطت بأيدي الإرهابيين عن طريق الخطأ".
كما أكد خلال اللقاء أن الدوحة تقع في ذيل قائمة الدول الداعمة للإرهاب والجماعات المتطرفة، في تأكيد على وجودها ضمن رعاة الإرهاب.
إيران "الشريفة" والمظلومية الكاذبة
رغم الإرهاب الإيراني الذي يعاني منه العالم أجمع واتهامها بدعم مليشيات مسلحة في المنطقة لزعزعة الاستقرار، إلا أن الدوحة لها وجهة نظر أخرى.
ففي سبتمبر/أيلول 2017، وأثناء افتتاح أعمال الدورة الـ148 العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، استفز وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري سلطان بن سعد المريخي، دول المقاطعة الأربع بتصريحاته، إذ برر المريخي علاقات بلاده بإيران، قائلاً إنها "دولة شريفة".
تصريح الدولة الشريفة، لقي انتقادات عارمة نتيجة التحركات المشبوهة لإيران وأذرعها في المنطقة، بخلاف أنه كشف حقيقة التنسيق القطري الإيراني على حساب المنطقة العربية بالكامل والتغريد خارج السرب الخليجي الذي يتصدى لأطماع ملالي طهران في المنطقة.
كما استمرت الخارجية القطرية في السقوط تارة بشباك إرهابها أخرى عبر تمرير مسلسل المظلومية الكاذبة؛ حيث أخذت الخارجية القطرية على عاتقها التسويق بأنها تتعرض لحصار ولكنها فشلت في تسويق تلك الفكرة، نتيجة كشف إرهاب الدوحة ودعمها للجماعات المتطرفة في أكثر من دولة.
كما تراجع دور الدبلوماسية القطرية، نتيجة سياسات نظام تميم وتنظيم الحمدين التخريبية، والتي انكشفت عقب المقاطعة أمام العالم.
ولم يكتفِ نظام الدوحة بوصف إيران بالدولة الشريفة فقط، بل ظهر التنسيق لتنفيذ الأجندة التخريبية إلى العلن، ففي التاسع من أبريل/نيسان الماضي، دافع وزير خارجية الدوحة عن مليشيات الحرس الثوري الإيراني في أكثر من لقاء.
فعقب تصنيف واشنطن تلك المليشيا كمنظمة إرهابية، هرولت الدوحة للاعتراض، وقال وزير خارجيتها إن إدراج واشنطن للحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب إجراء أحادي الجانب.
وصنفت الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية أجنبية، لتكون تلك المرة الأولى التي تصنف فيها واشنطن رسمياً قوة عسكرية في بلد آخر جماعة إرهابية.
ورغم الخطوة الأمريكية التي وجدت ترحاباً عربياً ودولياً لتحجيم دور تلك المليشيا الإيرانية في المنطقة، استمرت الدوحة في الدفاع عنها من أجل نيل رضاء النظام الإيراني.
ليبيا والدور المشبوه
على مدار عامين من المقاطعة ظهرت الكثير من الحقائق على السطح، ففي ليبيا التي تعاني من المليشيات المسلحة عقب سقوط نظام معمر القذافي، ظهر الدور القطري التخريبي اللامحدود.
ومع المحاولات الليبية والعربية للسيطرة على الأوضاع ومحاولة استرجاع الاستقرار وبناء جيش وطني ليبي في ظل تراجع دور المليشيات المسلحة، نتيجة العمليات العسكرية المستمرة ضدها، أخذت قطر في المراوغة مرة أخرى لإعطاء مليشياتها قبلة الحياة.
ففي أواخر أبريل/نيسان الماضي، دعا وزير الخارجية القطري إلى تشديد حظر الأسلحة على الجيش الوطني الليبي، في دعم واضح للمليشيات المسلحة بالعاصمة طرابلس.
حيث كشفت مقابلة أجراها بوق الدوحة الخارجي محمد بن عبدالرحمن آل ثاني مع صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، مدى دعم الدوحة لخفافيش الظلام والجماعات الإرهابية.
حيث طالب وزير الخارجية القطري بضرورة اتخاذ موقف حازم ضد الجيش الليبي الذي يدافع عن بلاده ضد التنظيمات الإرهابية المدعومة من الدوحة وأنقرة.
وعبر "تويتر" وصف وزير خارجية تميم الجيش الوطني الليبي بـ"المليشيات"، حسب وصفه، وطالب المجتمع الدولي بالتصدي للعملية العسكرية التي تهدف إلى اقتلاع جذور الإرهاب من العاصمة الليبية.
سقطة تلو الأخرى تكشف عامين من ظلام الخارجية القطرية ودورها المشبوه في أجندة تميم والحمدين التخريبية.
aXA6IDE4LjExOC4xNTQuMjM3IA==
جزيرة ام اند امز