تكاتفت الأيادي.. حرائق الغابات تعزز تضامن المغاربة وتآزرهم
تكاتفت الأيادي لإخماد النيران التي أتت على أكثر من 10 آلاف هكتار من الغابات شمالي المغرب، وتآزرت القلوب بعد إخمادها لتجاوز الخسائر.
وفي خضم الحرب لتطويق النيران وإخمادها، برزت معالم تضامن وتآزر كبيرين بين ساكنة المناطق المجاورة للغابات، فتح بعضهم منزله للفارين من جحيم النيران، وتقاسم آخرون قوتهم مع جيرانهم، فيما حمل بعضهم قنينات من الماء، مخترقاً النيران لتوزيعها على رجال الإطفاء والمتطوعين.
وساعات قليلة بعد السيطرة على الحرائق، توافدت مجموعة من الجمعيات على المناطق المتضررة، محملة بمساعدات إنسانية، للتخفيف من وقع غضب الطبيعة.
وحملت هذه القوافل الإنسانية، المتوجهة نحو المناطق المتضررة، قادمة من النواحي، مجموعة من المواد الاستهلاكية الأساسية، ومعها أغطية وملابس وحفاظات للأطفال، وغيرها.
وتكبد المتطوعون عناء الوصول إلى النقاط المتضررة، خاصة بسبب وعورة التضاريس التي زاد من صعوبة تسلقها مخلفات النيران، وارتفاع درجات الحرارة بسبب الحرائق ومخلفاتها.
وأظهرت هذه الأحداث الأليمة، حساً إنسانياً عاليا لدى الساكنة المجاورة لمناطق الحرائق، وأيضاً قاطني مجموعة من القُرى والمدن المجاورة..
ولن يتوقف العمل التطوعي بانتهاء الحرائق، إذ يتم تداول مجموعة من الدعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للقيام بعمليات أخرى، تتعلق بالترميم ولملمة الجراح.
ويسعى المحسنون والمتطوعون إلى البدء في إعادة بناء كل ما تضرر من المنازل، عبر توفير الخشب والألواح القصديرية المستعملة بكثرة في بناء منازل مداشر المنطقة.
ومن جهة أخرى تسعى الحكومة المغربية لإطلاق برنامج لإعادة تشجير نحو 9 آلاف هكتار من الغابات التي أتت عليها هذه الحرائق في عدد من الغابات المنفصلة شمال المملكة..
وتتضمن الخطة المعلنة أيضا دعم المباني التي لحقت بها أضرار، وإعادة إحياء الأنشطة الزراعية وتربية الماشية والنحل في المناطق القريبة. ورصدت لها ميزانية تناهز 290 مليون درهم (نحو 28 مليون دولار).
وشهد المغرب في السنوات الأخيرة اندلاع حرائق غابات خلال الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة. وتتعرض المملكة منذ أسبوعين لموجة حر شديد تفاقم موسما جافا وإجهادا مائيا، بسبب التقلبات المناخية.
وبجهود تواصل الليل بالنهار، نجحت المملكة المغربية في السيطرة على الحرائق التي شبت في عدد من الغابات شمال البلاد.
وبعد حوالي أسبوع من اندلاعها، نجحت مختلف فرق الإنقاذ في المملكة من السيطرة الكاملة على الحرائق التي شبت بشكل منفصل في عدد من الغابات شمال المملكة المغربية.
وبحسب مصطفى بيتاس، الناطق باسم الحكومة المغربية، فقد بلغت المساحة التي أتت عليها النيران نحو 10 آلاف هكتار في مختلف المناطق.
وأوضح المسؤول الحكومي أن الحرائق اندلعت بأقاليم ومدن بجهتي فاس مكناس وطنجة تطوان الحسيمة.
aXA6IDE4LjE4OC42My43MSA=
جزيرة ام اند امز