مسؤولون عرب سابقون يحذرون من الجيل الثالث للإرهاب
مسؤولون عرب سابقون أكدوا ضرورة وضع رؤية شاملة لمواجهة الجيل الثالث للإرهاب، الذي يهدف إلى نشر الفوضى في المجتمعات والدول.
حذر مسؤولون عرب سابقون من الجيل الثالث للإرهاب الذي يهدف إلى نشر الفوضى في المجتمعات والدول، وطالبوا بضرورة وضع رؤية شاملة لمواجهته، التي باتت ضرورة ملحة.
وأشاروا خلال فعاليات جلسة "حالة العالم العربي سياسياً في 2019"، ضمن أعمال الدورة الحادية عشرة من "المنتدى الاستراتيجي العربي"، إلى أن التحديات الجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية كانت سبباً في ظهور بيئة مغذية للإرهاب، وتفاقم النزاعات الإقليمية وارتفاع حدة التدخلات الدولية في عدد من القضايا المحورية.
- مسؤول أمريكي: نواصل التصدي لحزب الله والتنظيمات الإرهابية
- موقع أمريكي: إيران حولت البلقان إلى قاعدة سرية لعملياتها الإرهابية
الجيل الثالث من الإرهاب
وقال الدكتور إياد علاوي، رئيس وزراء العراق الأسبق، إن "نمطية القاعدة كانت تمثل الجيل الأول للإرهاب الذي اعتمد مبدأ استهداف الأنظمة، فيما يمثل داعش الجيل الثاني الذي يهدف إلى السيطرة على الأرض والتوسع".
ولفت علاوي في كلمته، إلى أن الجيل الثالث للإرهاب يعمل على خلق الفوضى في المجتمعات وضرب الاقتصادات الوطنية للدول، وبناء قواعد ليست متصلة في دول متعددة، لتحقيق ذات الأجندات والغايات المتطرفة.
وحذر من أن الإرهاب القادم سيعصف بالمنطقة والعالم، ولا توجد رؤية حقيقية شمولية عامة تستطيع التصدي له، مطالباً بتقييم الجيل الثالث من الإرهاب، والاتحاد لمواجهته، عبر منظومة عربية متكاملة.
وحول قضية المياه في العراق، قال علاوي إن بغداد تعاني من مشكلة المياه مع تركيا من جهة وإيران من جهة أخرى، مشيراً إلى أن بلاده تستطيع الضغط على كل من إيران وتركيا لضمان الحصص المائية.
ولفت إلى أن المشكلة مع إيران تقتصر على 5% أو 10% من حجم المياه المطلوبة، مؤكداً أن استمرار طهران في سحب المياه يتسبب في زيادة ملوحة التربة.
صفقة القرن
ناصر جودة، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني السابق، تناول في كلمته صفقة القرن، متسائلاً عن كيفية تعاطي العالم العربي معها.
وقال جودة "هناك نقص شديد بالحوار كعرب فيما بيننا، وهنا أسجل لدولة الإمارات هذه المبادرة المهمة للحوار بين مسؤولين وصناع قرار وخبراء، فنحن نرى أن القضية الفلسطينية مدخل لحل العديد من النزاعات وأنها مدخل للاستقرار في المنطقة".
وأشار نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني السابق إلى أنه يجب التفرقة بين أمرين؛ تفاصيل صفقة القرن من جهة، وكيفية تعاطي الدول العربية والعالمية معها.
وتابع "نريد القدس عاصمة للفلسطينيين، ودولة فلسطينية مستقلة وحلاً عادلاً للاجئين، وأن هناك إجماعاً عالمياً على هذا الطرح، وهو ما بدا واضحاً في التصويت الأخير عن فلسطين بالأمم المتحدة"، مشدداً على أن "صفقة القرن إذا لم تكن مكتملة فإنها سترفع مستوى التأزيم".
وحول الخلافات العربية، قال جودة إن "مستقبل الحالة السياسية العربية مرتبط بالأزمات الراهنة، وهي ليست أزمات عسكرية أو أمنية فقط، ولكن اقتصادية واجتماعية أيضاً".
منوها إلى أن عام 2019 سيكون صعباً على المنطقة والعالم، وتابع "هناك غياب للدور الدولي، فالعالم غير متفق في العديد من القضايا، ولكننا لن نرضى بأن يكون اختلاف أو إجماع العالم على حساب الوطن العربي".
- تفكيك شيفرة "صفقة القرن" في ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الخامس
- مسؤول أمريكي لـ"العين الإخبارية": صفقة القرن "تفصيلية" ونشرها قريبا
ضغوط القوى الإقليمية
نبيل فهمي، وزير الخارجية المصري السابق، قال إن هناك ضعفاً سياسياً عربياً، وهو ما يتطلب القيام بأمرين محوريين؛ أولاً: تبني التغيير التدريجي السليم لبناء مستقبل أفضل لدول المنطقة، وثانياً: عدم مبالغة أي دولة بالاعتماد على دولة أخرى سواء كانت عربية أو أجنبية.
ولفت فهمي إلى أنه "خلال المائة سنة الماضية، اعتمدت الدول العربية على الغرب والشرق في قضايا الأمن القومي، وهو ما أدى إلى وجود ضغوط إقليمية من إيران وإسرائيل وتركيا على دول العالم العربي بشكل غير منطقي ومرفوض".
وحول ظاهرة الإرهاب وتأزم القضايا الأمنية في العالم العربي، قال وزير الخارجية المصري إنه في "المدى الطويل لا مصلحة لأحد من الإرهاب، ولكن على المدى القصير هناك أطراف مستفيدة من تأزيم وضع العالم العربي".
وشدد على أن "تصرفات إيران وتركيا في المنطقة غير مقبولة، ويجب أن تغير قطر من نهجها الحالي لتكون كباقي الدول العربية، وطبعاً من مصلحة دول الخليج والعالم العربي التوحد في مواجهة القوى الإقليمية الطامعة بخيراته ومكتسباته".
وحول أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا قال "إن الأزمة الحقيقية تكمن في طريقة إدارة الدول لقضية المياه، ولا يوجد هناك حل ولكن هناك توجه نحو الأفضل"، لافتاً إلى أن "قضية المياه بين الدولتين تعكس غياب الدبلوماسية الفعالة، هناك مياه في النيل تكفي لإثيوبيا والسودان ومصر مجتمعة، ولكن يجب إيجاد حل يتناسب مع تطلعات كل دولة، إثيوبيا تريد التنمية ومحطات الطاقة، والسودان تريد إدارة ناجحة للمياه تضمن تفادي الجفاف أو حدوث الفيضانات، ومصر تركيزها ينصب على الحصص ونصيبها من المياه التي تحتاجها للزراعة وسواها".
aXA6IDMuMTM1LjIwMi4zOCA=
جزيرة ام اند امز