أربعينية شهداء المطار.. "كرة القدم" سلاح اليمن ضد الحوثي
يومًا بعد آخر، يؤكد اليمنيون أنهم أقوى من إرهاب مليشيا الحوثي، واستهدافها لكل سبل وجهود عودة الحياة إلى طبيعتها في البلاد.
وبعد أن قهر اليمنيون محاولات تعطيل عمل الحكومة الجديدة، والتي استقبلت بوابل من صواريخ الحوثي الإرهابية، في مطار عدن الدولي قبل 40 يوما، ها هم يسجلون مجددًا فصلاً من فصول التحدي لممارسات المليشيات الانقلابية الإرهابية المدعومة إيرانيا.
وأحيت جموع غفيرة، أربعينية شهداء تفجيرات صواريخ المتمردين الحوثيين، والتي استهدفت طائرة الحكومة اليمنية في 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
إحياء الأربعينية جاء عبر مهرجان رياضي وشعبي وجماهيري ضخم، على ملعب الشهيد الحبيشي بمدينة عدن، رعته الحكومة المعترف بها دوليا، والسلطة المحلية بالمحافظة، حمل في طياته دلالات ومؤشرات، تؤكد تحدي اليمنيين لإرهاب الحوثيين وممارساتهم.
وتضمنت الفعالية إقامة مباراة تاريخية ودية بين نجوم الزمن الجميل للكرة العدنية، كانت فكرتها ومكانتها بمستوى الحدث الجلل ومنزلة الشهداء الذين دفعوا حياتهم ثمناً لإجرام المليشيات الحوثية.
فالمؤسسات والجهات المنظمة للفعالية، كوزارتي النقل والشباب والرياضة ومطار عدن الدولي، والهيئة العامة للطيران المدني، والاتحاد العام لكرة القدم بعدن، جميعهم كان هدفهم واحدا وواضحا من وراء تنظيم هذه الفعالية.
وبحسب وكيل أول محافظة عدن محمد نصر شاذلي، فإن أبناء عدن ورياضييها وساستها وكل أطيافها جددوا اليوم تنديدهم القوي بإرهاب مليشيات الحوثي الانقلابية، الذي تجسد باستهداف مطار عدن الدولي أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأكد المسؤول اليمني في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أهمية الفعالية التي تنبع من تجسيدها لسمات مدينة عدن، التي كانت الرياضة واحدة من أبرز مميزاتها، مؤكدًا أن هذا العمل الإرهابي لن يثني أبناء عدن عن استعادة تألق مدينتهم حضارياً ورياضياً.
رسالة للعالم
وتعتبر إقامة المباراة بمشاركة نجوم كرة القدم في الزمن الجميل لبعث رسالة للعالم أجمع من قيادة مطار ومدينة عدن عن حجم فداحة الهجوم على الأعيان المدنية، بحسب مدير عام مطار عدن الدولي، عبدالرقيب العمري.
وقال وكيل أول محافظة عدن محمد نصر شاذلي، إن الهجوم الصاروخي الذي تعرض له مطار عدن وراح ضحيته أكثر من 150 شخصاً، بينهم العديد من موظفي وكوادر أمن مطار عدن، سيظل ذكرى مؤلمة وجريمة بشعة ولعنة تاريخية على مرتكبي هذا الجرم، كجريمة حرب لا تسقط بالتقادم.
وأشار العمري إلى أن أبناء عدن سيستمرون يؤكدون على الدوام رفضهم للعنف والإرهاب، ويعشقون السلام والرياضة، وكل جميل.
الفعالية لم تشهد مباراةً فقط، فقد تضمنت أيضاً استعراضاً لأبناء شهداء تفجيرات المطار، الذين طافوا في أرجاء الملعب وهم يحملون صور آبائهم ممن قضوا في الاستهداف الحوثي الإرهابي.
بينما انتهت المباراة التي شارك فيها أبرز نجوم مدينة عدن خلال فترة التسعينيات والثمانينيات بالتعادل الإيجابي بنتيجة هدف لهدف.
الفريقان المتواجهان تكونا من نجوم أندية عدن، حيث تشكل الفريق الأول من لاعبي أندية التلال، وشمسان، والميناء، والشرطة، ضد نجوم أندية الشعلة، والوحدة، والجيش، والجلاء.
وعلى مدار الشوطين استمتعت الجماهير وهي تستعيد ذكرياتها مع ألمع نجوم كرة القدم الذين بلغ عددهم ما يقارب ستين لاعباً، في مشهدٍ أعاد لمدينة عدن ذكرياتها الجميلة.
وعلى الرغم من تقدمهم بالسن فإن الفريقين أدوا مباراةً طيبة، سجل فيها عمر البارك أول أهداف الفريق الأول، وفي الشوط الثاني من المباراة عاد محمد حسن أبو علاء ليذكر الجميع بهوايته المفضلة كهدافٍ كبير في الأيام الخوالي، وسجل هدف التعادل للفريق الآخر.
وكانت اللجنة المنظمة للبطولة قد كرمت بين شوطي المباراة أسر الشهداء ونجوم الكرة وحكام المباراة.