منتدى في إكسبو 2020 يناقش الانتعاش الاقتصادي بعد الوباء
نظم جناح دبي العطاء بإكسبو 2020 دبي، جلسة نقاشية عن الانتعاش الاقتصادي بعد الوباء، واستخدام التكنولوجيا لتعزيز شمولية التعليم والمجتمع.
تأتي تلك الجلسة ضمن جلسات النسخة 15 لمنتدى قيادة الأعمال الآسيوي "ABLF" الذي عقد بحضور ورعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، المفوض العام لمعرض إكسبو 2020 دبي، وبالتعاون مع وزارة الاقتصاد ودبي العطاء، أكبر منظمة غير حكومية لدعم تعليم الأطفال المهمشين في العالم.
حاجة ماسة للتسامح
وقال الشیخ نھیان بن مبارك آل نهيان في كلمة الافتتاح: "تعتبر هذه الجلسات فرصة لتبادل الأفكار حول القضايا المهمة التي من ضمنها موضوع التسامح والشمولية في الاقتصاد العالمي، حيث إن منتدى الأعمال الآسيوي يقدر الحاجة الماسة إلى التسامح والحوار والتعاون، لذا نؤكد على الأهمية الأساسية للسلام بين الدول، وضرورة التعاون الإقليمي والدولي للوصول إلى أهدافنا".
أضاف: "لقد علمنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، أن التسامح يتطلب منا معرفة بعضنا، فنحن نزدهر لأننا ننخرط في حوار بناء، ونهتم برفاهية بعضنا البعض، ونسعى لمعرفة واحترام العديد من الأشخاص مختلفي المعتقدات، والذين يعيشون ويعملون معنا في بناء اقتصاد مزدهر ومستدام".
وأكد على الفوائد الاقتصادية والتجارية المرتبطة بالتسامح، قائلاً: "بقدر ما تكون المجتمعات المتسامحة أكثر انفتاحا وابتكارا، يبدو من الواضح أنها ستكون أكثر ازدهارا اقتصاديا، كما يبدو أنه من المنطقي أن تكون الشركات المتسامحة أكثر نجاحا. نحن نعتبر أنفسنا في الإمارات مثالا على هذه الحقيقة، حيث نؤمن إيمانا راسخا بأن التسامح ليس فضيلة أخلاقية فحسب، بل فضيلة اقتصادية أيضا".
كما أوضح أنه "في وزارة التسامح والتعايش بالإمارات، نحقق في مسألة كيف يمكن قياس الآثار الاقتصادية للتسامح، ونعتقد أن هذه المنطقة بأكملها جاهزة لإجراء تحليل اقتصادي وتجاري صارم. وفي منتدى الأعمال الآسيوي ندعم البحث في العلاقة بين الأعمال والتسامح لتطوير المفاهيم وزيادة الوعي".
تعاون ما بعد الجائحة
وحول تأثير جائحة كورونا على تعليم الأطفال حول العالم، قال طارق القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء: "لو نظرنا إلى الأرقام قبل خمسة عشر عاماً كان ما يقرب من 120 مليون طفل لا يذهبون إلى المدرسة، ووصلت الأرقام قبل الجائحة إلى 81 مليون طفل تقريباً، أما الآن، وبعد الجائحة، فقد وصل عدد الأطفال المتخلفين عن المدرسة ما يقرب من 216 مليون طفل، لذا علينا توفير التمويل اللازم لمواجهة هذه التحديات.
وأفاد بأن الوضع قبل الجائحة هو العمل على حل المشاكل دون تعاون مشترك بين جميع المنظمات الحكومية والخاصة وغيرها، وما خلقته الجائحة "هو ذلك التعاون الذي كنا نحتاجه، فقد بدأت تتحد كل المنظمات والجهات للوصول إلى حلول مشتركة".
وأضاف القرق: "علينا العمل على تطوير التعليم، فاليوم تتطور التكنولوجيا بوتيرة سريعة، أما التعليم، فهو لا يواكب ذلك التطور، لذا نحن بحاجة إلى تعليم عالي التقنية، لمواكبة هذا الجيل وطموحاته".
التكنولوجيا والتعليم
وفيما يخص التكنولوجيا ودورها في التعليم، أكدت الدكتورة دينا عساف، المنسق المقيم للأمم المتحدة، ونائب المفوض العام للأمم المتحدة في إكسبو 2020 دبي: "علينا بالفعل تسليط الضوء على تأثير الوباء في المجتمعات، ومواجهة التحديات التي نواجهها، فقد غير الوباء الكثير من الأمور، وأصبحت حياتنا أصعب، وكذلك أصبحنا أكثر ضعفا. يوجد اليوم أكثر من 124 مليون شخص تحت خط الفقر بشكل يتجاوز ما كانوا عليه قبل الجائحة، ولذا فمن خلال أهداف التنمية المستدامة نسعى للقضاء على الفقر، وأما عن التعليم، فقد أكثر من ثلثي أطفال العالم سنة كاملة من حياتهم العلمية".
وأضافت عساف: "نسعى في الأمم المتحدة إلى أن تصبح التكنولوجيا في متناول الجميع، وألا يتخلف أحد عن الركب، وهذا مبدأ مهم لنا في أهداف التنمية المستدامة، لذا نحن نبحث عن حلول، فالتكنولوجيا مهمة جدا في التواصل ومشاركة المعلومات، ولكنها في الوقت ذاته سلاح ذو حدين، فهي تسبب خطرا للمستخدمين في شتى أنحاء العالم، ولهذا علينا إدارة الذكاء الاصطناعي بشكل سليم، وعلى المستخدمين أنفسهم أن يتعلموا كيفية استخدام التكنولوجيا بشكل صحيح".
وقال ماجد العصيمي، سفير اليونيسيف رئيس اللجنة البارالمبية الآسيوية: "إننا نواجه التحديات دائما حتى قبل الجائحة، ولكنها تضاعفت بعدها، فهناك الكثير من المناطق حول العالم لا تمتلك الحد الأدنى من مقومات الحياة، والتكنولوجيا، لذلك من الصعب جدا إشراك هؤلاء في أنظمة التعليم، سواء في المدارس أو التعليم عن بعد، بالإضافة إلى التحديات التي يواجهها أصحاب الإعاقة، سواء في إيجاد الفرص المتساوية للتعليم والصحة وغيرها، لذا علينا أولا دراسة كل منطقة وما يواجهه أصحاب الهمم هناك، ووضع استراتيجية تناسبهم، فكل منطقة تختلف بتحدياتها وصعوباتها".