انطلاق الموسم الثالث من "ملتقى متحف زايد الوطني"
انطلاق الموسم الـ3 من "ملتقى متحف زايد الوطني" الذي يقام ضمن برنامج الجلسات والحوارات الخاصة بمتحف زايد الوطني
أعلنت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، السبت، انطلاق الموسم الثالث من سلسلة "ملتقى متحف زايد الوطني" الذي يقام ضمن برنامج الجلسات والحوارات وورش العمل الفنية والتعليمية الخاصة بمتحف زايد الوطني، التي تعكس تطورات المتحف، وتستكشف المواضيع التي تصنع النسيج المجتمعي لدولة الإمارات. ويستكمل الموسم الثالث النجاحات التي حققتها سلسلة "ملتقى متحف زايد الوطني"بين عامي 2015 و2016، حيث سيتم تنظيم ثلاث جلسات حوارية خلال الفترة ما بين شهر مارس وحتى مايو 2017، في قلعة الجاهلي، ومنارة السعديات في المنطقة الثقافية في السعديات، أبوظبي.
وبهذه المناسبة، قالت سلامة الشامسي، مدير مشروع متحف زايد الوطني في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة: "تهدف سلسلة جلسات "ملتقى متحف زايد الوطني" إلى استكشاف عمق الغنى الثقافي لتقاليد مجتمع دولة الإمارات وممارساتها، في ظل إرث الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" ورؤيته التي على أساسها لا يزال يرتفع بنيان دولة الإمارات حتى اليوم. كما نهدف من خلال تلك السلسلة بشكل أساسي، إلى تفعيل المشاركة المجتمعية وطرح المواضيع التي سيقدمها متحف زايد الوطني على طاولة الحوار المجتمعي، ومن بينها مواضيع تاريخية، والمسيرة الحضارية لدولة الإمارات، بالإضافة إلى الاحتفاء بتراثنا وتقاليدنا العريقة واستكشاف روابطها المشتركة التي تجمعنا مع الحضارات الأخرى من حولنا."
وتقام أولى جلسات سلسلة "ملتقى متحف زايد الوطني" يوم الأربعاء 22 مارس في قلعة الجاهلي تحت عنوان "الخيول العربية: رمز الهوية". وتستكشف هذه الجلسة رمزية الخيول العربية الأصيلة، والتي تُعد من الرموز المهمة في ذاكرة وحاضر العرب، فهي جزءٌ أساسيٌّ من هوية الحضارة العربية على مدار التاريخ. وانطلاقاً من قيمتها المعنوية العالية فقد كان القادة والحكام العرب يتبادلون الخيول كهدايا مميزة، تعبيراً عن الاحترام والتقدير للمكانة والرفعة. ويستكشف هذا النقاش عدة أنواع من الخيول العربية التي كان يملكها الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان (زايد الأول) حاكم أبوظبي في الفترة من 1855 إلى 1909. وتأتي هذه الجلسة في الوقت الذي تستعد فيه قلعة الجاهلي بالعين إلى استقبال أضخم استعراض للخيول يقام في مدينة العين يقدمه المخرج ومدرب الخيول الشهير بارتاباس أيام 23 و25 و27 و28 من شهر مارس الجاري، بمشاركة 30 من خيول وفرسان "أكاديمية فرساي الوطنية لفنون الفروسية" الفرنسية.
وتقام يوم الأربعاء 26 أبريل، الجلسة الثانية بعنوان "التاريخ الأثري لدولة الإمارات العربية المتحدة" وذلك في منارة السعديات بأبوظبي، وتسبر هذه الجلسة أغوار تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال الاكتشافات الأثرية، حيث بدأت أعمال التنقيب عن الآثار في الدولة خلال ستينيات القرن الماضي، بإطلاق حملة تنقيب المدافن التي تعود للعصر البرونزي في جزيرة أم النار والتي قادها فريق البعثة الدنماركية، بدعوة شخصية من الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، حاكم إمارة أبوظبي آنذاك.
وكان للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان دور كبير وبالغ الأهمية في متابعة عمل علماء الآثار، حيث رافق أخيه الشيخ شخبوط لزيارة الموقع، وحرص على أهمية الكشف عن التاريخ الفريد لدولة الإمارات العربية المتحدة، وشجع على إطلاق حملات التنقيب الأثري في إمارة أبوظبي وسائر الإمارات الأخرى. كما أسهم تشجيعه في تحقيق ازدهار دراسة علم الآثار في الدولة والكشف عن تراثها العريق.
وتقام آخر الجلسات الحوارية يوم الأربعاء 10 مايو في منارة السعديات، تحت عنوان "آداب المجلس والقهوة"، والتي تسلط الضوء على تاريخ المجلس العربي، وتقاليد إعداد وتناول القهوة العربية، كما تنقاش الجلسة كرم الضيافة الذي اشتهر به المجتمع الإماراتي، من خلال ثنائية "المجلس والقهوة" كأحد أهم عناصر التراث الثقافي المعنوي، الذي أدرجته منظمة اليونسكو على قائمة للتراث الإنساني المعنوي في عام 2015.
يذكر أن متحف زايد الوطني يهدف إلى استعراض الموروث التراثي والحضاري لدولة الإمارات ويسرد مسيرتها نحو الحداثة في سياق محيطها العربي والعالمي خلال فترة حكم الوالد المؤسس الشيخ زايد (1918-2004). كما يقدم المتحف لزواره فرصة الاطلاع على مجموعة من المقتنيات الأثرية والفنية من الثقافة الإماراتية والعربية.
متحف زايد الوطني
يقع متحف زايد الوطني في مبنى يُعتبر تحفة معمارية في قلب المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات، ويتميز بإطلالته الرائعة على مدينة أبوظبي والخليج العربي، وسيمثل إحدى المنشآت الثقافية الوطنية البارزة في دولة الإمارات، وسيسرد تاريخ الدولة من خلال حياة وإنجازات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (1918-2004) ، وجهوده لتوحيد الإمارات. كما سيسلط المتحف الضوء على التاريخ الغني والروابط الثقافية للمنطقة، والأهمية التي تحظى بها على مستوى العالم.
ستضم مقتنيات متحف زايد الوطني باقة نفيسة من الأعمال الفنية والأثرية التي تعود لمختلف الحضارات الإنسانية العريقة التي قامت على أرض الدولة ومنطقة الشرق الأوسط ككل، وسيُتيح المتحف فرصة للزوار يكتشفون من خلالها التراث الثقافي الإماراتي وهويته الأصيلة، فضلاً عن تاريخ المنطقة وعلاقاتها مع دول العالم منذ آلاف السنين. ترتقي رسالة متحف زايد الوطني من مجرد كونه مكاناً لعرض التحف والمقتنيات إلى كونه مركزاً للتعليم يتيح لزواره تأمل مجموعة من الفنون والثقافات من الإرث الحضاري الإنساني من المنطقة العربية والعالم، مع التعريف بالتراث والعادات والتقاليد الإماراتية من خلال زاوية تتيح لضيوف المتحف الاستماع إلى سرد روائي إماراتي.
يقع متحف زايد الوطني في المنطقة الثقافية في السعديات المخصصة لإثراء الحراك الثقافي والفني وابداعات المعمار في القرن الـ 21، وسيمثل إحدى المنشآت الثقافية الوطنية البارزة في دولة الإمارات. سينضم متحف زايد الوطني إلى اللوفر أبوظبي وجوجنهايم أبوظبي وعدد من المؤسسات الفنية ليكوّنوا مجتمعين مركزاً ثقافياً يتميز بطابعه العالمي.