رباعية ليستر تضع جوارديولا أمام حقيقة خطاياه
خسارة سيتي أمام ليستر أكدت حتمية مواجهة جوارديولا لخطاياه والاعتراف بها.
عاش بيب جوارديولا ليلة كارثية مع مانشستر سيتي مساء السبت بعد الخسارة (4-2) أمام ليستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهي المباراة التي أكدت حتمية مواجهة المدرب الإسباني لخطاياه والاعتراف بها وعدم المكابرة.
الأرقام تشير إلى أن مانشستر سيتي منذ بداية الموسم الحالي، لم يستطع الحفاظ على نظافة شباكه خلال آخر 17 مباراة في مختلف المسابقات سوى مرة واحدة، فضلا عن فشله في إبقاء شباكه نظيفة خارج قواعده في "البريميير ليج" سوى أمام وست بروميتش.
ارتكب جوارديولا خطأ كارثيا قبل إنطلاق الموسم، وتحديدا في سوق الانتقالات الصيفية، حينما اكتفى بالتعاقد مع مدافع وحيد، وهو جون ستونز مقابل 50 مليون جنيه إسترليني، وتغاضى بصورة غريبة عن تدعيم هذا المركز بلاعب آخر، في ظل كثرة إصابات القائد كومباني وتذبذب مستوى أوتاميندي منذ الموسم الماضي.
خطأ كارثي آخر وقع فيه جوارديولا، وهو عناده المستمر فيما يتعلق بطريقة اللعب، وفلسفته الكروية، حيث ظهر جليا أن العناصر المتواجدة حاليا في صفوف مانشستر سيتي لا تستطيع أن، تنفذ فكره مثلما كان الحال بالنسبة للاعبي برشلونة وبايرن ميوينخ.
ولا يجب التغاضي عن تعاقد جوارديولا الخاطىء مع الحارس التشيلي كلاوديو برافو صاحب الـ33 عاما، بحجة أنه يستطيع تمرير الكرة بقدميه بشكل جيد، في حين أن جو هارت (29 عاما) لا يمكنه فعل ذلك، ومن ثم تركه يرحل معارا صوب تورينو.
مواجهة ليستر سيتي مثال بسيط على كل ما سبق، فخلال أول 20 دقيقة، تكبد الفريق 3 أهداف، بسبب الخطة الخاطئة التي تمثلت في اللعب بـ3 في الخط الخلفي، والتي لم تثبت فاعليتها مع الفريق حتى الآن، وحتى أنه اعتمد فيها على 3 لاعبين يلعبون في الخط الخلفي منهم اثنان أساسا ينشطون في مركز الظهير، هما كولاروف وبكاري سانيا، وذلك إلى جانب جون ستونز المدافع الصريح الوحيد في التشكيلة والمشهور هذا الموسم بأخطاءه الكثيرة والساذجة، مع عدم تغافل وجود مدافع ناشيء وحيد على دكة البدلاء يبلغ من العمر 19 عاما، وهو أدارابيويو، وذلك بسبب إصابة كومباني وغياب أوتاميندي للإيقاف.
وإلى جانب قبول 3 أهداف في 20 دقيقة، فإن السيتي فشل في كسب لاعبيه لأي تدخل على الكرة خلال أول 35 دقيقة من اللقاء، وهو ما يؤكد عمق المشكلة التي يعاني منها "السيتيزنس".
وفي الوسط، كان اعتماد جوارديولا على الثنائي فيرناندو وزباليتا ومعهم جوندوجان، في ظل غياب فيرناندينيو للإيقاف، حيث يؤمن بيب بأن زباليتا، والذي يلعب أساسا كظهير أيسر، يمكنه أن يكون البديل الملائم لفيرناندينيو، وهو أمر غير منطقي، للاعب الأرجنتيني الذي يقترب حاليا من عامه الـ 32.
وحينما كانت النتيجة (3-0) قام جوارديولا بإخراج كيليتشي إيهياناتشو المهاجم الصريح الوحيد في تشكيلته، نظرا لغياب أجويرو الموقوف، وأدخل بدلا منه لاعب الوسط يايا توريه، قبل أن يقحم رحيم ستيرلينج بدلاً من نافاس، وهو ما يعني أن الفريق بات يلعب دون مهاجم صريح في ظل حاجته لتسجيل الأهداف أمام فريق نجح في تضييق المساحات بأكبر صورة ممكنة، والدليل أن أول تصويبة لفريق جوارديولا على مرمى ليستر جاءت في الدقيقة 82 عن طريق كولاروف من ضربة حرة، سجل منها سيتي هدفه الأول.
يجب على جوارديولا إذن مراجعة الحسابات، وعدم المكابرة، والتمسك بفلسفة قد لا تكون حاليا ملائمة للقدرات المتواجدة في مانشستر سيتي، حيث أنه من غير المقبول أن تكون تشكيلة الفريق عند نهاية مواجهة ليستر هي حارس وقلب دفاع وظهيرين و7 لاعبين وسط، مع عدم وجود مهاجم صريح.