وعادة ما ترتبط التقنيات التي تأتي مع هذه الثورة الصناعية بعوالم مادية عبر الإنترنت.
بينما نحن نتحول تدريجيا إلى العام الجديد، تتجه الشركات الصناعية صعودا إلى المجهول، إذ سيجري تحويلها بأكملها إلى تقنيات واختراعات وعمليات جديدة غير مسبوقة ربما تعطل الطريقة العادية المتَّبعة في إنتاج الصناعات.
وفي الواقع، أثار استمرار الطريقة العادية ثورة جديدة تسمى "الثورة الصناعية الرابعة"، وهي تحمل معها فرصا وتحديات كبرى.
وستلعب الثورة الصناعية الرابعة دورا حيويا في كل شركة وصناعة، إذ ستكون المصانع مرتبطة بالتكنولوجيات المتقدمة والروبوتات ومعدات التشغيل الآلي التي يمكن التعامل معها عن بُعد عبر أنظمة الكمبيوتر.
وعادة ما ترتبط التقنيات التي تأتي مع هذه الثورة الصناعية بعوالم مادية عبر الإنترنت، خلال الأنظمة الإلكترونية المادية (CPS) التي تتطلب تدخلا قليلا جدا من المشغل الإنساني، وتكون قادرة على اتخاذ قرارات لا مركزية.
في الواقع، إن الثورة الصناعية الرابعة لم تدخل فقط في مجال التصنيع فحسب، بل في مجالات أخرى مثل الضيافة، والأعمال المصرفية، والخدمات اللوجستية والزراعية.
ولقد أثارت هذه الوتيرة المتسارعة في التغيير احتياجات جديدة للشركات والمؤسسات لا تقتصر على تحقيق جودة أفضل أو ازدهار الإيرادات، ولكن على التكيف مع تلبية احتياجات السوق.
ببساطة، الفرص الآن متوافرة، فيجب على المنظمات أن تسعى إلى انتهازها، إنها فرص للشركات الصناعية، بغض النظر عن الصناعة التي تنتجها، كي تزدهر خلال دمج التكنولوجيا الحديثة مع طبيعة عملها.
ومع ذلك، فإننا بحاجة أيضا إلى أن نأخذ في الحسبان أنه مع هذه الفرص ربما تأتي التحديات.
وفي حال رفضت المؤسسات الصناعية التغيير أو إهمال توجهاته، فإنها حتما ربما تصبح غير ذات صلة بالسوق.
وكما ذكر آنفا، إن المنظمة التي تتعلم بوتيرة أسرع، يمكنها بالتالي تطوير ذاتها بسرعة أكبر، وخلق ظروف مناسبة لتنمية مستدامة، وستكون ذات ميزة أفضل من تلك التي لم تكن قادرة على التعلم بطرق سريعة وفاعلة.
هناك قول مأثور "اثنان من الرؤساء أفضل من رئيس واحد"، وينطبق هذا القول على الناحية التجارية أيضا، لأن ممارسة الأعمال التجارية لا تعتمد على مجرد شخص واحد مستقل برأيه.
فبدلا من ذلك، يعتمد نجاحه على الطريقة التي يمكن أن يرفع بها قوة الشركة، خلال توسيع شبكتها بغيرها من الصناعات، ذلك لأن تأثير المشاركة في المصادر والخبرات الموثوق بها سيكون أكبر وأكثر فائدة.
هل مؤسستك مرنة بما فيه الكفاية للتغلب على التحديات والمبادرة بانتهاز الفرص؟ وهل هي تعتمد سياسة اتخاذ القرارات اللامركزية؟ فإذا كانت الإجابة بنعم، فإن لديك فرص السبق في النمو والتقدم بشكل مميز.
* نقلا عن الوطن السعودية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة