احتجاجات إسرائيل تقفز على التطورات الأمنية.. شارع غاضب وحكومة "صامتة"
تطورات أمنية وسياسية شقت طريقها إلى الشارع الإسرائيلي، إلا أنها لم تحجب شمس الاحتجاجات عن الشارع الغاضب من قوانين الإصلاح القضائي.
فللأسبوع الرابع عشر على التوالي خرج عشرات آلاف الإسرائيليين، مساء السبت، في مظاهرات حاشدة في عدة مدن، بينها تل أبيب، ومدن القدس الغربية وكفار سابا وحيفا وهرتسيليا ورامات هشارون وروحوفوت.
وقدرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عدد المحتجين الذين تظاهروا في مدينة تل أبيب وحدها بـ140 ألفا، فيما دعت الشرطة المتظاهرين إلى عدم إغلاق الطرق في ضوء الوضع الأمني.
وشق المتظاهرون في تل أبيب طريقهم عبر ميدان هابيما إلى المظاهرة الرئيسية في شارع كابلان، حيث كان العشرات منهم يرتدون زيا أسود وهم ملثمون، وساروا خلف لافتة كتب عليها "كتائب غضب الديكتاتور"، في إشارة إلى الحرس الوطني الذي وافقت الحكومة هذا الأسبوع على إنشائه تحت إشراف وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
وبدأت المظاهرات بدقيقة صمت على 3 إسرائيليين قتلوا خلال الأسبوع في هجمات فلسطينية، كما تم رفع العلمين الإيطالي والبريطاني، في إشارة الى مقتل سائح إيطالي وإصابة سائحين إيطاليين وبريطانيين في حادث وقع مساء الجمعة في تل أبيب، وتحقق الشرطة الإسرائيلية ما إذا كان مقصودا أم لا.
"لقد خدمت في الجيش لعقود، ولم أر سلوكًا متهورًا مثل سلوك المدعى عليه نتنياهو الآن"، هكذا قال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشيه يعالون الذي كان أحد المتحدثين الرئيسيين في احتجاجات تل أبيب، مضيفا: "تشكل مؤامراته المهووسة لقلب ديمقراطية إسرائيل تهديدا مباشرا لأمن إسرائيل، أعداؤنا يراقبون، وردعنا يتضاءل".
وفي إشارة الى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، قال يعالون: "نتنياهو دفع بعناصر عنصرية إلى مركز الصدارة، إنهم يخططون لإشعال النار في المنطقة، إنهم يريدون ديكتاتورية فاشية وعنصرية وفاسدة".
وكانت التطورات في المسجد الأقصى حاضرة في كلمة يعالون، ففي إشارة الى بن غفير، قال إن نتنياهو "عين في منصب الوزير المسؤول عن الشرطة مجرما متسلسلا، متهما بمهاجمة الشرطة والجنود بالعنصرية ودعم الإرهاب، عار تعيين مثل هذا العنصري ليكون مسؤولاً عن الحرم القدسي، أكثر نقطة مضطربة في البلاد، إنه أكثر من عار.. إنه جنون".
أما وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني فقالت في احتجاج في مدينة كفار سابا: "أعداؤنا يرون حكومة ضعيفة في بلد قوي وديمقراطي، ومواطنين مصممين يقاتلون من أجل الوطن. وهم أول من يعرف ما يحدث في دول يقودها رجال فاسدون وطغاة، هي الدول التي تنهار أولا وسيدفع المواطنون الثمن في الحرية والحقوق ولن ندع هذا يحدث في إسرائيل ".
وفي حيفا حيث تظاهر آلاف، قال اللواء (احتياط) عاموس مالكا، الذي شغل منصب رئيس المخابرات العسكرية، إن هناك "علاقة واضحة بين الاشتباكات مع الديمقراطية والوضع الأمني".
وأضاف: "في إيران يشمون ضعف هذه الحكومة والانقسامات في المجتمع وتآكل جهاز الأمن القومي الإسرائيلي والأزمة الاقتصادية ومعارضة الولايات المتحدة وأوروبا وأزمات الجيش الإسرائيلي".
وكان نتنياهو أعلن تعليق التشريعات بانتظار نتائج حوار يقوده الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ مع الحكومة والمعارضة للتوصل إلى حل وسط.
إحاطة أمنية
من جهة ثانية، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن بنيامين نتنياهو استدعى رئيس المعارضة يائير لابيد لإحاطة أمنية مساء اليوم، في خطوة عادة ما تتم حال وجود حدث أمني كبير.
ومنذ الإعلان عن مشروع الإصلاح في مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، يتظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين أسبوعيا للتنديد بالنص وبالحكومة التي شكلها نتنياهو في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وبالنسبة للحكومة، يهدف النص من بين أمور أخرى إلى إعادة توازن السلطات بين البرلمان والمحكمة العليا التي تعتبرها السلطة التنفيذية مسيّسة، ويرى معارضو الإصلاح أنه يهدد بفتح الطريق أمام انحرافات استبدادية.
وتصاعدت أعمال العنف في الأيام الأخيرة بعد اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى بالقدس، الأمر الذي أدى إلى إدانات عديدة.
aXA6IDUyLjE0LjEwMC4xMDEg جزيرة ام اند امز