اقتناع برسالته السرية أم تجنب للحرب.. حزب الله خارج مدى صواريخ إسرائيل
ما إن انطلقت شرارة الهجمات الإسرائيلية على أهداف لحركة حماس، أثيرت تساؤلات حول أسباب عدم استهداف حزب الله، رغم أن الصواريخ أطلقت من لبنان باتجاه تل أبيب.
تلك التساؤلات ظلت إجاباتها عصية على الحل، حتى بدأت أوراق الإجابة تتساقط شيئًا فشيئًا، من أروقة الاجتماعات والمداولات التي استمرت ساعتين، وعقدها المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر "الكابينت".
اجتماعات انتهت إلى شن هجمات واسعة على أهداف لحركة "حماس"، دون حزب الله، رغم أن مراقبين أكدوا أن الحركة لم تكن لتجرؤ على إطلاق صواريخ من لبنان دون موافقة حزب الله.
إلا أن مسؤولين إسرائيليين في وزارة الدفاع كشفا سر استهداف حماس وحدها، قائلين إن إسرائيل ركزت غاراتها الليلية في غزة ولبنان على أهداف لحماس في محاولة لتجنب صراع أوسع مع حزب الله.
وقال المسؤولان لموقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي إنه "عند مناقشة الرد على وابل الصواريخ التي أُطلقت من لبنان يوم الخميس، خلص الوزراء الإسرائيليون إلى أن تل أبيب ليست لديها أي مصلحة في الانجرار إلى حرب في لبنان من شأنها المخاطرة بالتحول إلى صراع إقليمي".
وبحسب الموقع، فإن "الاضطرابات الداخلية في إسرائيل بشأن خطة الإصلاح القضائي للحكومة أدت إلى زعزعة استقرار اقتصاد الدولة والمكانة العسكرية والدولية، مما كان عاملاً رئيسيًا في صنع القرار".
وكان "الكابينت" الإسرائيلي عقد مساء الخميس لمدة ساعتين لبحث الرد على الهجمات الصاروخية من لبنان وغزة، وبعد عدة ساعات نفذ الجيش الإسرائيلي هجمات على مواقع لحركة "حماس" في غزة.
ماذا جرى في النقاشات؟
استنادا إلى موقع "واللا" فإنه "في المشاورات التي أجراها رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع غالانت قبل اجتماع مجلس الوزراء الأمني يوم الخميس، قدم الجيش الإسرائيلي والموساد تقييمات مختلفة لما سيكون رد حزب الله على الضربات الجوية الإسرائيلية في لبنان".
وبحسب مسؤول إسرائيلي، فإن رئيس الموساد، ديفيد بارنياع، قال "إن حزب الله سيرد على الأرجح على أي غارة جوية إسرائيلية، وبالتالي يجب على إسرائيل أن تضرب المنظمة بالإضافة إلى أهداف حماس والأهداف اللبنانية"، غير أن هذا لم يكن موقف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي، الذي لم يكشف عن هويته، أن "هيرسي هاليفي، قال إن المصلحة الإسرائيلية هي إبقاء حزب الله خارج المعادلة، وللقيام بذلك، يجب أن يظل رد إسرائيل مركزًا على حماس".
وأوضح المسؤول الإسرائيلي، أنه "خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي يوم الخميس، قال مسؤولون إسرائيليون إن إحدى القضايا الرئيسية التي نوقشت هي تحديد نطاق الرد الإسرائيلي في لبنان".
وأشار إلى أن "قادة الأمن أبلغوا الوزراء أن الرد الأوسع على حزب الله قد يؤدي على الأرجح إلى إطلاق المنظمة صواريخ دقيقة باتجاه المدن الإسرائيلية، الأمر الذي قد يتصاعد إلى حرب".
وبحسب المسؤول الإسرائيلي، فإن جميع الوزراء صوتوا لصالح توصية الجيش الإسرائيلي بتركيز الرد على حماس، مضيفًا: "كان الهدف الرئيسي للرد هو تجنب الاشتباك العنيف مع حزب الله في لبنان ومنع توحد جبهات حماس في كلا المكانين".
وبعد الهجمات في غزة ولبنان، قال أحد المسؤولين الإسرائيلي: "لقد تم تحقيق هذا الهدف حتى الآن".
حزب الله يتنصل
ورغم أن موقف هاليفي كان الذي جرى اعتماده، إلا أن أحد الأسباب التي دفعت إسرائيل إلى عدم مهاجمة حزب الله هو رسالة وصلت من الحزب.
وعن تلك الرسالة، قال مسؤول إسرائيلي: "بعد إطلاق الصاروخ الأول من لبنان يوم الخميس، نقل حزب الله رسائل إلى إسرائيل عبر عدة وسطاء دوليين مفادها أنه لم يكن جزءًا من الهجوم ولم يكن على علم به مسبقًا"، مشيرًا إلى أن "تقييمات المخابرات العسكرية الإسرائيلية تميل إلى قبول ادعاء حزب الله على أنه واقعي".
وبحسب الموقع الإسرائيلي: "بدا أن مسؤولي حزب الله قللوا من شأن الضربات الجوية الإسرائيلية، وامتنعوا عن تصعيد الخطاب. ورد نائب من حزب الله سُئل عن الموضوع في إذاعة الحزب صباح الجمعة: لا تعليق".
وحول تلك الهجمات، قال الجيش الإسرائيلي في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه: "أغار الجيش الإسرائيلي على مواقع بنى تحتية وأهداف أخرى تابعة لمنظمة حماس في جنوب لبنان".
وأضاف: "لن يسمح الجيش الإسرائيلي لمنظمة حماس بالعمل انطلاقًا من لبنان ويعتبر الدولة اللبنانية مسؤولة عن أي عملية إطلاق نار تنطلق من داخل أراضيها".