التصعيد الإسرائيلي بالأقصى.. سيناريو متوقع في الأيام المقبلة
تسود توقعات بأن ما جرى من تصعيد إسرائيلي بالمسجد الأقصى، ليلة أمس والليلة، سيتكرر خلال ما تبقى من ليال حتى انتهاء عيد الفصح اليهودي.
وبدأ عيد الفصح اليهودي، مساء الأربعاء ويستمر أسبوعا، وعادة ما يتخلله التوتر في المسجد الأقصى إثر الاقتحامات الكثيفة من قبل متطرفين يهود للمسجد.
وبحسب التوقعات فإن فترة الاستراحة الوحيدة ستكون يومي الجمعة والسبت، اللذين لا تجري فيهما اقتحامات إسرائيلية للمسجد.
وقال مسؤول فلسطيني كبير في القدس لـ"العين الإخبارية": "نتوقع أن أصعب الأيام ستكون أيام الأحد والاثنين والثلاثاء وربما الأربعاء في حال قررت الشرطة الإسرائيلية السماح بالاقتحامات في أيام العشر الأواخر من رمضان".
وأضاف المسؤول الكبير، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: "كلمة السر في كل ما يجري هو الاقتحامات للمسجد من قبل متطرفين، فالشرطة الإسرائيلية تقتحم المسجد ليلا لإخلائه من المصلين من أجل تسهيل اقتحام المتطرفين في ساعات الصباح".
وتابع المسؤول: "فعليا، فإن ما يجري هو تطبيق التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى إذ يتم إخلاء المسجد من المصلين المسلمين لتمكين المتطرفين من الاقتحام".
وكانت جماعات إسرائيلية متطرفة دعت لاقتحامات كبيرة للمسجد الأقصى خلال فترة عيد الفصح.
وما أثار حفيظة المصلين المسلمين أكثر هو دعوة هذه الجماعات لتقديم قرابين عيد الفصح اليهودي داخل المسجد الأقصى في خطوة غير مسبوقة في التاريخ.
وتسببت دعوات مشابهة في الأعوام الأخيرة بتفجر الأوضاع في المسجد الأقصى ومن ثم القدس الشرقية وتوسعت لتشمل الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتكرر المشهد هذا العام، بعد اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى، فجر ومساء الأربعاء لإخلائه من المصلين.
ومع قرب انتهاء صلاة التراويح في المصلى القبلي، اقتحمت قوات من الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى وحاصرت المصلى القبلي حيث يتواجد المصلون.
وقال مسؤول في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس لـ"العين الإخبارية"، إن الشرطة الإسرائيلية استخدمت قنابل الصوت والرصاص المعدني المغلف بالمطاط لإخلاء المصلين من المصلى القبلي.
وأضاف، مفضلا عدم الكشف عن هويته: "تم إخراج المصلين من المسجد الأقصى بالكامل وحتى تم الاعتداء عليهم بالضرب قبل إخراجهم من المصلى القبلي وقبل إخراجهم قسرا من الأقصى".
وتابع: "نعلم أن هذا الانتهاك هدفه تفريغ المسجد من المصلين توطئة للاقتحامات من قبل متطرفين صباح الخميس".
وأعلن المسؤول في الأوقاف، أن الشرطة الإسرائيلية أخلت ساحات المسجد الأقصى بعد إخراج المصلين منه.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان تلقته "العين الإخبارية": "تعاملت طواقمنا مع 6 إصابات خلال أحداث المسجد الأقصى ونقلت إصابتين للمستشفى، حيث تم تقديم الإسعافات الأولية الميدانية لباقي الإصابات".
واشتبك المصلون مع الشرطة الإسرائيلية أثناء محاولة إخلائهم من المسجد.
ماذا تقول الشرطة الإسرائيلية؟
ومن جهتها، فقد قالت الشرطة الإسرائيلية إن "العشرات من الشبان، وبعضهم ملثمون، ألقوا المفرقعات النارية والحجارة في المسجد".
وأضافت في بيان: "حاولوا مرة أخرى إغلاق أبواب المسجد ومنع المصلين من مغادرته لتحصين أنفسهم في المكان.. منعت قوات الشرطة المخالفين من إغلاق الأبواب وتحصين أنفسهم".
وفي إشارة إلى قرابين الفصح اليهودي، قالت: "أوقفت شرطة إسرائيل عددًا من المشتبه بهم خلال اليومين الماضيين بشبهة القيام بدعوة للحضور إلى الحرم القدسي وإحضار القرابين (الجديان) إلى المكان وتم القبض عليهم مع الجديان في طريقهم إلى البلدة القديمة، خلافًا للنظام الموجود منذ سنوات عديدة".
وواصلت الجماعات المتطرفة الدعوة لجلب القرابين للمسجد الأقصى ووعدت من ينجح بمكافآت مالية مجزية.
رواية عربية من الكنيست
ولكن النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي، أحمد الطيبي قال في بيان تلقته "العين الإخبارية": "اعتداء الاحتلال على المسجد الأقصى سلوك فاشي وسادي فظيع، والهدف منه إتاحة الفرصة للمستوطنين باقتحامه بحرية تامة دون أن يسمعوا هتافات الفلسطينيين وتكبيراتهم".
وأضاف: "الشهادات التي سمعتها من المعتكفين المعتقلين في مركز التحقيق تقشعر لها الأبدان، والاعتداءات والضرب بالهراوات وأعقاب البنادق طالت النساء والأطفال والرجال".
وتابع الطيبي: "يبدو أن رئيس شرطة الاحتلال يعقوب شبتاي يريد أن يقول لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير لست بحاجة لحرس وطني، فنحن جاهزون للكسر والضرب، وساديون أكثر".
امتحان للجهود الدولية
وكانت مصر والأردن والولايات المتحدة عملت على مدى الأسابيع الماضية من أجل ضمان الهدوء في المسجد الأقصى خلال فترة عيد الفصح اليهودي لضمان عدم تدحرج التوتر إلى باقي أنحاء الضفة الغربية.
وتعتبر الأيام القليلة القادمة امتحانا لهذه الجهود، لا سيما وقف الشرطة الإسرائيلية لاقتحامات المتطرفين في العشر الآواخر من شهر رمضان.
وقال المكتب الأمريكي للشؤون الفلسطينية في تغريدة على تويتر: "لا مكان للعنف في الأماكن المقدسة وخلال موسم مقدس.. مذعورون من المشاهد المروعة في المسجد الأقصى ومن الصواريخ التي انطلقت من غزة باتجاه إسرائيل".
واختتم تغريدته: "ندعو إلى ضبط النفس ووقف التصعيد للسماح بالعبادة السلمية وحماية قدسية الأماكن المقدسة".
aXA6IDUyLjE1LjE3MC4xOTYg جزيرة ام اند امز