ماكرون يشهد نهاية "إمبراطورية النفوذ".. أفريقيا تودع باريس
بخطوات حثيثة، تكتب بوركينا فاسو نهاية وجود القوات الفرنسية على أراضيها، لتجعل الرئيس إيمانويل ماكرون يشهد نهاية نفوذ بلاده في أفريقيا.
واليوم الأحد، تظاهر عدة آلاف في العاصمة واجادوجو من أجل "سيادة" بوركينا فاسو، ولدعم الحكومة العسكرية الحاكمة، بعد أيام قليلة من تأكيد خروج القوات الفرنسية من البلاد بنهاية الشهر الجاري.
ويقول خبراء إنه مع "تزايد المشاعر المعادية لفرنسا في العديد من مستعمراتها السابقة في غرب أفريقيا، تضطر باريس إلى التراجع أكثر من أي وقت مضى عن المنطقة غير المستقرة بشكل متزايد"، بحسب ما أورده موقع "أفريقيا نيوز" الإخباري.
وبعد أن أجبرت الحكومة العسكرية الحاكمة في مالي القوات الفرنسية على الانسحاب العام الماضي، حذا ضباط الجيش الذين يحكمون بوركينا فاسو المجاورة حذوهم مؤخرا، وطلبوا من باريس سحب ما تبقى من قواتها الخاصة.
وفي عهد الرئيس إيمانويل ماكرون، بدأت فرنسا تسحب بالفعل قواتها من جميع أنحاء منطقة الساحل، ما يعني أن الوجود الفرنسي في أفريقيا يقترب من النهاية.
وتعليقا على ذلك، قال جان هيرفيه جيزيكيل، المتخصص في شؤون المنطقة من "مجموعة الأزمات الدولية"، "فرنسا تدفع ثمن رغبتها في الحفاظ على وجود سياسي وعسكري مهم للغاية في مناطقها السابقة".
فيما قال المستشار السياسي الأمريكي أنتوني جيه.توكارز، في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، إن الحكومة العسكرية الحالية في بوركينا فاسو الأسبوع الماضي طلبت من فرنسا سحب ما تبقى من قواتها الخاصة ويبلغ 400 جندي من البلاد.
لكن توكارز قال إن انسحاب القوات الفرنسية خلال شهر حسب طلب حكومة بوركينا فاسو، قد يؤدي إلى تشجيع الجماعات الإرهابية العاملة في أفريقيا على مضاعفة جهودها ضد الحكومات في منطقتي المغرب والساحل.
ويؤكد توكارز أنه ليس من قبيل المبالغة القول إن مصير كل أفريقيا قد يكون على المحك.
والأسبوع الماضي، أعلنت بوركينا فاسو فسخ اتفاق أُبرم في 2018 مرتبط بوضع القوات الفرنسية الموجودة على أراضيها، وطالبت باريس بسحب قواتها، وهو ما وافق عليه الجانب الفرنسي ليعلن سحب قواته خلال شهر.
وقبلها، أعلنت فرنسا استدعاء سفيرها في بوركينا فاسو للتشاور، في تصعيد دبلوماسي للأزمة.
وتوترت العلاقات بين بوركينا فاسو وفرنسا، في أعقاب انقلابين عسكريين العام الماضي نتجا جزئيا عن فشل السلطات في حماية المدنيين من نشاط الإرهابيين في الشمال القاحل.
وساعد في زيادة التوتر الاعتقاد أن الوجود العسكري الفرنسي في بوركينا فاسو لم يحسن الأمن.
ولدى فرنسا نحو 400 جندي من القوات الخاصة في بوركينا فاسو ضمن قوة "برخان" لمساعدة القوات المحلية في محاربة الإرهاب الذي انتشر عبر منطقة الساحل الأفريقي من مالي خلال العقد الماضي.
aXA6IDE4LjIyNi45My4xMzgg جزيرة ام اند امز