اغتيال صامويل باتي.. 6 طلاب أمام محكمة في فرنسا بعد 3 أعوام
بعد أكثر من 3 سنوات على الجريمة، بدأت الإثنين، في باريس، أول محاكمة في قضية اغتيال المدرّس صامويل باتي على يد إرهابي في 2020 مع مثول 6 تلاميذ في جلسات مغلقة أمام محكمة الأحداث.
وكان 5 منهم يبلغون 14 و15 عاما عند وقوع الاعتداء، ويحاكمون بتهمة "التآمر لارتكاب أعمال عنف مشددة. وهم متّهمون بمراقبة محيط المدرسة وإرشاد المهاجم إلى باتي لقاء مكافأة".
كذلك، تحاكم فتاة سادسة كانت تبلغ 13 عاما عند وقوع الأحداث، بتهمة الافتراء لتأكيدها أن باتي طلب من التلاميذ المسلمين الإعلان عن أنفسهم ومغادرة الصف قبل أن يعرض الرسوم، في حين لم تكن حاضرة خلال الحصة الدراسية.
وكانت هذه «الكذبة» خلف حملة عنيفة على شبكات التواصل الاجتماعي أجّجها والدها إبراهيم شنينة والناشط عبد الحكيم صفريوي الذي أعدّ مقاطع فيديو لفتت الانتباه إلى الأستاذ.
وسيمثل الرجلان في محاكمة ثانية في نهاية عام 2024، مع ستة بالغين آخرين.
ووصل التلاميذ الستة إلى المحكمة وقد أخفوا وجوههم بمعاطفهم ودخلوا القاعة.
وقبلهم، دخل غرفة المحكمة أقارب صامويل باتي، بالإضافة إلى حوالي 10 من زملاء الأستاذ السابقين، الذين يريدون أن يصبحوا طرفاً مدنياً في المحاكمة، على الرغم من معارضة مكتب النيابة العامّة الوطنية لمكافحة الإرهاب.
وبعد إجراء مناقشة، قرّرت المحكمة أنّها ستفصل في الأمر لاحقاً، سامحة للأساتذة بحضور المحاكمة المقرّرة حتى الثامن من ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وقالت مدرّسة الأدب في المدرسة ذاتها أمام قاعة المحكمة، "إنه أمر مريح، لقد كنّا ننتظر هذا منذ 3 سنوات، لنسمع من طلابنا".
وقالت مدرّسة أخرى وقد بدت متأثّرة بشكل واضح، إنّ "صامويل باتي ترك أثره في حياتنا اليومية، ونحن لا نعلّم اليوم كما في السابق على الإطلاق".
من جهته، قال وزير التعليم غابرييل أتال في اتصال مع "فرانس برس"، إنّ "وزارة التعليم الوطني هي أيضاً طرف مدني في الدعوى، لإعادة التأكيد بقوة على رغبتنا في الدفاع عن قيَم الجمهورية التي جسّدها صامويل باتي".
وأثار الاعتداء الذي وقع على خلفية خطر إرهابي مرتفع، صدمة هائلة في فرنسا والخارج.
جريمة اغتيال صامويل
وتعود الجريمة إلى 16 أكتوبر/تشرين الأول 2020، حينما قام اللاجئ الروسي من أصل شيشاني عبد الله أنزوروف بطعن مدرس التاريخ والجغرافيا البالغ 47 عاما عند وقوع الاعتداء، ثم قطع رأسه قرب المدرسة التي كان يعلم فيها في كونفلان سانت أونورين في منطقة باريس.
وكان المهاجم البالغ 18 عاما عند تنفيذه الاعتداء، يأخذ على باتي أنه عرض رسوما كاريكاتورية للنبي محمد خلال حصة دراسية حول حرية التعبير.
وعادت صدمة هذه الجريمة إلى الأذهان في منتصف أكتوبر/تشرين الأول عند اغتيال الأستاذ الجامعي دومينيك برنار في أراس بشمال فرنسا على يد شاب متطرف.
تفاصيل واعترافات
وتترقب عائلة صامويل باتي هذه المحاكمة الأولى باعتبارها "جوهرية" لأن "دور القاصرين أساسي في تسلسل الأحداث الذي أفضى إلى اغتيال" المدرّس، كما قالت فيرجيني لو روا محامية عائلته وإحدى شقيقاته.
وكشف التحقيق كيف أطبق الفخ على باتي خلال 10 أيام، انطلاقا من كذبة التلميذة إلى الهجمات على مواقع التواصل لحين وصول المهاجم أمام المدرسة في 16 أكتوبر/تشرين الأول.
وقال عبد الله أنزوروف لأحد الفتيان "لدي ما أعرضه عليك"، وقدم له 300 يورو ليشير له إلى باتي، موضحا أنه يريد "تصويره وهو يعتذر".
وأفادت شهادات واردة في قرارات قضاة التحقيق التي اطلعت عليها "فرانس برس" أن "التلميذ نقل الاقتراح متفاخرا إلى رفاقه، إذ لم يشعر بأنه قادر على القيام بذلك وحده، فانضم إليه 4 تلاميذ آخرين".
وقام بعض التلاميذ بالتنقل بين المدرسة و"مخبأ" أنزوروف وبمراقبة المكان، كما صوروا أنفسهم حاملين الأوراق المالية.
وطلب المعتدي من أحدهم الاتصال بالفتاة التي أطلقت الكذبة، فأكدتها مجددا من غير أن تعرف أن أنزوروف كان يستمع إليها، بحسب ما أفادت لاحقا.
وفي جلسات استماع انهاروا خلالها بالبكاء، أقسم التلاميذ على أنهم اعتقدوا أن المدرّس "سيُفضح على شبكات التواصل الاجتماعي" على الأكثر أو سيتمّ ربما "إذلاله"، أو "ضربه"، لكن لم يتصوروا "أبدا" أن الأمر سيبلغ "حد الموت".
ولدى مغادرتهم الصف، أشار التلاميذ للمهاجم إلى صامويل باتي قائلين: "ها هو"، فقتله.
وقال فرنسيس سبينر محامي رفيقة باتي السابقة وابنهما إن موكلته "ستوجه رسالة إلى رئيسة المحكمة لكنها لن تحضر الجلسة".
ومن المرتقب أن تستمر المحاكمة حتى الثامن من ديسمبر/كانون الأول، حيث يواجه الفتيان الذين هم اليوم تلاميذ في المدارس الثانوية، عقوبة السجن عامين ونصف عام.
وقال ديلان سلامة محامي أحدهم "سيبقى هذا الولد طوال حياته ضالعا في هذه القضية".
ويعتزم نحو 10 مدرسين من زملاء صامويل باتي الادعاء بالحق المدني عند افتتاح المحاكمة "دعما" لعائلة زميلهم، وفق ما أفاد محاميهم أنطوان كاسوبولو فيرو.
ورأت ميكايل باتي وهي شقيقة أخرى للمدرّس أن هذا "إجراء متأخر... لا تفهمه إطلاقا"، معتبرة أن "دعمهم لزميلهم لم يكن واضحا البتة"، بحسب ما أفاد محاميها لوي كاييه.
aXA6IDE4LjExNy43MS4yMTMg جزيرة ام اند امز