مخاوف في فرنسا من انهيار الجسور القديمة بفعل التغيرات المناخية
ظاهرة انهيار الجسور القديمة في فرنسا تتسارع بفعل العوامل المناخية الاستثنائية المرتبطة بالاحتباس الحراري ومرور الشاحنات الثقيلة
بعد انهيار جسر في "ميريبويكس-سور-تارن"، الثلاثاء، ما أسفر عن مقتل فتاة وسائق شاحنة، وانهيار جسر آخر في إقليم "إيل دو فرانس" بباريس، نتج عنه إصابة العشرات، أصبحت الجسور القديمة في فرنسا تثير القلق.
وصباح اليوم، انهار جسر في "ميريبوا سور-جراون بإقليم (أوت - جارون)، حيث سقطت عدة سيارات في المعبر، ما أسفر عن مقتل فتاة مراهقة، وسائق شاحنة.
وذكرت إذاعة "20 مينيت" الفرنسية أن تقادم الجسور يرتبط أيضًا بتسارع عملية الاحتباس الحراري، ونظام تحديد المواقع العالمي "جي.بي.إس" مشيرة إلى أن الكابلات المعلقة في فراغ أدت إلى الضغط على الجسور القديمة والتسريع بعملية هلاكها، مثل جسر "ميريبويكس- سور-تارن" شمالي تولوز (جنوب فرنسا) الذي انهار هيكله وتسبب في مقتل شخصين.
وفتحت السلطات الفرنسية، تحقيقاً لبحث ملابسات الحادث، الذي راح ضحيته شخصان لم تتمكن حتى الآن من سحب جثتهما من المياه.
من جانبه، شكك عمدة البلدة إريك اوجيت، في وزن حمولة الشاحنة التي أدت إلى وقوع الحادث وانهيار الجسر.
بدوره، أكد المدعي العام في المدينة أن وزن حمولة الشاحنة أكثر من 50 طنا.
وفتح مكتب المدعي العام تحقيقا وسلمه إلى شرطة الدرك، بينما فتح مكتب حوادث الطرق تحقيقا ثانيا للبحث في عملية انهيار الجسر، بحسب محطة "إل.سي.إي" الفرنسية.
وأوضحت الإذاعة الفرنسية أنه في يوليو/تموز الماضي، أطلقت بعثة بمجلس الشيوخ ناقوس الخطر حول البنية التحتية لشبكة الجسور الفرنسية ودعت إلى "خطة" لتجنب حدوث مأساة.
وحصرت البعثة البرلمانية عدد جسور فرنسا القديمة وقدرت عددها ما بين 200 إلى 250 ألف جسر، موضحة أن 25 ألف جسر منها في حالة سيئة و"تتسبب في مشاكل أمنية".
ورغم أن الدراسة التي أجرتها البعثة لا تقدم معلومات عن حالة الجسور في المناطق، فإن حالة العديد من الجسور في إقليم "إيل دو فرانس" بباريس تثير القلق.
وفي سبتمبر/أيلول 2018، صنفت وزارة النقل الفرنسية 3 جسور في "إيل دو فرانس" في الفئة الثالثة بحظر عدم المرور بها، لأن "هيكلها تم تغييره ويتطلب أعمال إصلاح غير طارئة"، وطالبت الوزارة إجراء مراجعة أولية عاجلة.
وعادت الإذاعة الفرنسية قائلة: "إن انهيار جسر جنوة في إيطاليا، الذي أودى بحياة 43 شخصًا، أصبح الآن في أذهان الجميع".
وتم فحص 164 جسراً من الشبكة الوطنية للجسور، وتم تصنيف 23 من الجسور القديمة التي لا تصلح للسير عليها، بما في ذلك 12 في منطقة باريس.
ويشير تقرير مجلس الشيوخ إلى أن جزءًا من هذا التراث (الجسور) يحتضر، وتتسارع تلك الظاهرة بفعل العوامل المناخية الاستثنائية المرتبطة بالاحتباس الحراري ومرور الشاحنات الثقيلة وأجهزة "جي.بي.إس"، مشيرة إلى أن عمر الجسر الذي انهار صباح اليوم، يقدر بحوالي 70 عاما.
aXA6IDMuMTQ3LjIwNS4xOSA= جزيرة ام اند امز