فرنسا تصل لنفق مسدود في النيجر.. تنفيذ قرار إغلاق السفارة
في تأكيد على استمرار تدهور العلاقات بين فرنسا والنيجر وصل البلدان، الثلاثاء، إلى مرحلة القطيعة الدبلوماسية بعد غلق باريس سفارتها بنيامي.
وأعلنت الخارجية الفرنسية إغلاق سفارتها في النيجر، "حتى إشعار آخر" مع مواصلة نشاطها من باريس، مؤكدة خططا أعلنتها سابقا بعد تدهور العلاقات بين البلدين على أثر انقلاب عسكري في الدولة الأفريقية أعلن منذ اليوم الأول رفض النفوذ والوجود الفرنسي في البلاد.
- النيجر وبوركينا فاسو تودعان 2023 بهجمات إرهابية دامية.. قتلى وجرحى
- فرنسا والنيجر.. «خروج إجباري» ينهي مقاربة الغرب ضد الإرهاب بالساحل
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان: "على مدى 5 أشهر، واجهت سفارتنا عراقيل شديدة، ما جعل من المستحيل القيام بمهامها".
وأضافت: "تواجه سفارتنا عقبات خطيرة: طوق حول مقر السفارة وقيود على تنقل العاملين فيها ومنع دخول جميع الدبلوماسيين الذين كان من المقرر أن يصلوا إلى النيجر".
وكان المجلس العسكري في النيجر قرر في أغسطس/آب الماضي، طرد السفير الفرنسي في البلاد، ردا على تصرفات فرنسا، «التي قال إنها تتعارض مع مصالح النيجر»، ومنحه 48 ساعة لمغادرة البلاد.
وقبل أسابيع، أعلن المجلس العسكري في النيجر، أن القوات الفرنسية ستكمل انسحابها من البلاد، بحلول 22 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مشيرًا إلى أن «عملية فك الارتباط التي بدأت، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تسير بطريقة منسقة وآمنة».
وبحسب البيان الصادر -آنذاك-، فإنه «حتى الآن، غادر 1346 جنديا فرنسيا، مع 80% من معداتهم اللوجستية، أراضي النيجر»، مشيرًا إلى أنه «لم يتبق سوى 157 جنديا، معظمهم من الفرق المسؤولة عن اللوجستيات، وسيكتمل انسحابهم، خلال الأيام المقبلة، لتغادر الوحدة الفرنسية بأكملها، وفقا للجدول الزمني الذي وضعته باريس ونيامي».
ورغم ذلك فإن رئيس وزراء النيجر الذي عينه النظام العسكري في البلاد، علي مهامان لامين زين، قال إن النيجر لم تطلب من فرنسا سحب قواتها من البلاد.
وأوضح المسؤول النيجري، في تصريحات لوكالة «نوفوستي» الروسية: «ربما يجب طرح هذا السؤال على الفرنسيين، لكننا لم نطلب من الفرنسيين سحب قواتهم. لقد اتخذوا قرارا سياديا حول إنهاء تعاوننا العسكري في لحظة عندما كنا في حاجة إليهم حقا لمكافحة الإرهاب».
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال في سبتمبر/أيلول الماضي، إن العسكريين الفرنسيين سيغادرون النيجر بحلول نهاية العام 2023.
والشهر الماضي، أكدت فرنسا دعمها الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) في سعيها لإعادة الديمقراطية إلى منطقة شهدت مؤخرا انقلابات على وقع تدهور الأمن في منطقة الساحل.
وأنهت فرنسا مهمات بعثتَيها لمكافحة الإرهابيين في مالي وبوركينا فاسو، وبدأت مؤخرا سحب قواتها من النيجر. وتتولى مجالس عسكرية السلطة في الدول الثلاث بعد انقلابات.
وكانت النيجر رفضت مطالب إيكواس بالعودة للنظام الدستوري على الفور وتصرّ على فترة انتقالية تصل إلى ثلاث سنوات.
وفرضت إيكواس عقوبات على النيجر وتركت الباب مفتوحا أمام احتمال شن تدخل عسكري بوصفه خيارا أخيرا إذا لزم الأمر.
aXA6IDMuMTM5LjIzOS4xNTcg جزيرة ام اند امز