النيجر وبوركينا فاسو تودعان 2023 بهجمات إرهابية دامية.. قتلى وجرحى
من النيجر إلى بوركينا فاسو، استقبل البلدان الأفريقيان العام الجديد بهجمات دامية، سقط فيها قتلى وجرحى، وكتبت نهاية مأساوية للعام الذي لملم أوراقه.
ففي النيجر، قُتل 11 شخصا نهاية الأسبوع في هجمات شنها مسلحون يعتقد أنهم إرهابيون على قريتين قرب حدود النيجر مع بوركينا فاسو.
وقالت وزارة الدفاع النيجرية، في بيان صادر عنها اليوم الأحد: إن «إرهابيين على متن العديد من الدراجات النارية اقتحموا قريتي أمارا ولودجي» على بعد 30 كلم جنوب شرق بانكيلاري، «وهاجموا مواطنين مسالمين وقتلوا 11 شخصا».
هجمات جوية وبرية
جاءت الهجمات في وقت شنت قوات الأمن والدفاع النيجرية الجمعة «عدة هجمات جوية-برية» أدت بحسب الوزارة إلى «القضاء» على قنوات الاتصال التابعة للمسلحين.
وأضافت وزارة الدفاع النيجرية، أن جنديا قتل وجُرح خمسة آخرون الجمعة في انفجار لغم لدى مرور مركبتهم في أورو غويلادجو على بعد 70 كلم عن نيامي.
ويتولى مجلس عسكري السلطة في النيجر منذ تموز/يوليو عقب انقلاب.
وفي 17 ديسمبر/كانون الأول، قال زعيم المجلس الجنرال عبد الرحمن تياني إن «الوضع الأمني يعود تدريجيا إلى طبيعته، بفضل نجاحات عدة للجيش في وقف الاضطرابات».
وبحسب مصادر عسكرية ومحلية شهدت الأسابيع القليلة الماضية هدوءًا في منطقة الحدود مع بوركينا فاسو ومالي، البلدين اللذين يحكمهما أيضا مجلسان عسكريان، بعد أن كانت في السابق عرضته لهجمات جهادية متكررة. وقتل ستة جنود في تلك المنطقة في اشتباك مع «إرهابيين» قرب الحدود مع بوركينا فاسو.
وفي نفس الشهر قُتل 29 جنديا في هجوم في غرب النيجر كان الاكثر فتكا منذ الانقلاب.
ماذا عن بوركينا فاسو؟
في السياق نفسه، قُتل «عشرات» الجنود والمدنيين في هجمات شنّها جهاديون خلال الأسبوع الفائت في بوركينا فاسو وخاصة في الشمال، على ما أفادت مصادر أمنية ومحلية وكالة فرانس برس الأحد.
واستهدفت أربع هجمات على الأقل تجمعات عسكرية منذ الأحد الفائت موقعة «عشرات القتلى» بحسب المصادر.
وقال مصدر محلي لـ«فرانس برس» إن «مجموعة كبيرة من الإرهابيين المدججين بالسلاح هاجمت السبت ثكنة نونا (شمال غرب). وسقط عدد من الضحايا في صفوف العسكريين والمدنيين».
وأكد مصدر أمني اتصلت به وكالة فرانس برس «الهجوم على الثكنة الذي تم صده»، مضيفًا أن «هجوما آخر استهدف في الوقت نفسه مفرزة أخرى شمالا، إلا أنه تم السيطرة على هذا الهجوم أيضا».
وأفادت مصادر محلية وأمنية الأحد بأن هجومين آخرين استهدفا ثكنتين عسكريتين في 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وقال أحد المصادر الأمنية لوكالة فرانس برس إن «هجوما كبيرا استهدف مفرزة سوليه. وتم تسجيل العديد من الضحايا في الجانب الصديق لكن شجاعة العناصر وردها سمحا بصد المهاجمين»، مضيفا أنه «تم تعقب الجهاديين خلال انسحابهم وضربهم عن طريق الوسائل الجوية».
وأعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وهو تحالف جهادي مرتبط بتنظيم القاعدة، مسؤوليتها عن الهجوم في وقت سابق من هذا الأسبوع، مؤكدة قتل «حوالي 60 جنديا».
وفي 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري، تم استهداف مفرزة درك غورغادجي في منطقة الساحل (شمال) من قبل «إرهابيين قدموا بأعداد كبيرة على متن عدة آليات ودراجات نارية» بحسب مصدر أمني آخر.
وأشار هذا المصدر إلى أن «عمليات مضادة في المناطق المعرضة لهذه الهجمات سمحت بتحييد عشرات الإرهابيين في الأيام الأخيرة والاستيلاء على وسائل النقل والقتال».
ونادرا ما ينشر النظام العسكري الذي يتولى السلطة في بوركينا فاسو منذ الانقلاب في سبتمبر/أيلول 2022 حصيلة رسمية لهجمات الإرهابيين المفترضين.
وبحسب التلفزيون الرسمي، شنت وحدة من القوات الخاصة هجوما السبت على جهاديين كانوا يستعدون لمهاجمة بلدة بولسا في مقاطعة نامنتينغا (شمال وسط).
وقال التلفزيون إن «أكثر من ثلاثين إرهابيا قتلوا وأحرقت وسائلهم اللوجستية»، موضحا أن القوات المسلحة دمرت ثلاث قواعد إرهابية اكتُشفت شمال غرب البلاد.
وتشهد بوركينا فاسو منذ 2015 دوامة من أعمال العنف التي ترتكبها جماعات إرهابية مرتبطة بتنظيمي داعش والقاعدة.