أزمة ثقة في فرنسا.. شعبية ماكرون تتهاوى وبداية متعثرة لرئيس وزرائه

في وقت يعيش فيه الفرنسيون حالة غير مسبوقة من القلق على مستقبل بلادهم، كشف استطلاع سياسي جديد عن تراجع قياسي في شعبية الرئيس إيمانويل ماكرون، بالتوازي مع انطلاقة باهتة لرئيس وزرائه المعيّن حديثًا سيباستيان لوكورنو.
الأرقام جاءت صادمة وتعكس رفض واسع، ثقة مفقودة، وتوقعات متشائمة بشأن الاقتصاد والضرائب وحتى مصير الضمان الاجتماعي.
وكشفت نتائج استطلاع للرأي أجراه معهد أودوكسا لدراسات الرأي العام لصالح صحيفة "ويست فرانس" الفرنسية، أن رئيس الوزراء الجديد سيباستيان لوكورنو انطلق في مهمته بأحد أسوأ مؤشرات الشعبية مقارنة برؤساء الحكومات في الولايتين الرئاسيتين الأخيرتين.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فلا يزال يحطم الأرقام القياسية في التراجع، مسجلاً أدنى مستوى له منذ توليه السلطة عام 2017.
بداية مرتبكة لرئيس الوزراء
وفق الاستطلاع، يأتي لوكورنو في قائمة رؤساء الحكومات الأقل شعبية فور تعيينه، فقد سجلت شعبيته 32% فقط، وهي نسبة بالكاد أفضل من سلفه فرانسوا بايرو (30%) لكنها تبقى أقل بكثير من رؤساء حكومات سابقين: أقل بـ7 نقاط عن ميشيل بارنييه، و16 نقطة عن غابرييل أتال، و11 نقطة عن إليزابيث بورن، و8 نقاط عن جان كاستيكس، و23 نقطة عن إدوار فيليب.
أما آراء الفرنسيين حول بدايته، فجاءت سلبية بوضوح.. ففي استطلاع آخر أجرته مؤسسة أودوكسا-باكبون لصالح صحيفة لوفيغارو" أن 56 % من الفرنسيين اعتبروا أن انطلاقته كرئيس وزراء "غير مرضية"، كما أعرب 65% ممن شملهم الاستطلاع بأنهم لا يثقون بقدرته على تشكيل حكومة تلبي تطلعاتهم، فيما أعرب 73% أنهم لن يستمر طويلًا في منصبه وأن الرئيس ماكرون سيضطر لتغييره خلال عام واحد فقط.
شعبية ماكرون في أدنى مستوياتها
ورغم بداية لوكورنو الصعبة، يبقى وضعه أفضل من رئيسه. إذ أظهر الاستطلاع أن ماكرون يواجه انهيارًا غير مسبوق في شعبيته؛ فلم يعد سوى 22% من الفرنسيين يرونه "رئيسًا جيدًا"، مقابل 78% يعتقدون العكس.
وتراجعت شعبية ماكرون بمقدار 6 نقاط خلال الصيف، لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ انتخابه أول مرة عام 2017.
تشاؤم فرنسي عام
الأرقام تكشف أيضًا عن حالة تشاؤم واسعة بين الفرنسيين حيال مستقبل البلاد:
• 83% من الفرنسيين يصفون أنفسهم بـ"المتشائمين".
• 82% يتوقعون زيادة في الضرائب والرسوم.
• 80% لا ينتظرون أي تحسن في النمو الاقتصادي.
• 90% لا يعتقدون أن البطالة ستنخفض.
• 84% يرون أن عجز الضمان الاجتماعي قد يهدد استمراريته.
أرقام الاستطلاع
شمل الاستطلاع عينة تمثيلية من 1,005 فرنسيين، أعمارهم 18 عامًا فما فوق، تم استطلاع آرائهم عبر الإنترنت يومي 24 و25 سبتمبر/أيلول 2025.
وكما هو معتاد، فإن النتائج تخضع لهامش خطأ إحصائي، ما يعني أن الأرقام قد تختلف ببضع نقاط صعودًا أو هبوطًا مع نسبة ثقة تبلغ 95%.