بالصور.. عشرات الآلاف يتظاهرون في فرنسا ضد إصلاحات ماكرون

مظاهرات دعا لها نحو 60 حزبا يساريا وجمعية ونقابة وشارك فيها عشرات الآلاف ضد إصلاحات يقوم بها الرئيس إيمانويل ماكرون.
تظاهر عشرات الآلاف في فرنسا، السبت، في تحرك جاء تلبية لدعوة نحو 60 حزبا يساريا وجمعية ونقابة، ضد إصلاحات يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في عدة مجالات شملت قانون العمل والموظفين وسكك الحديد والجامعات وغيرها.
ويقول منظمو الاحتجاجات إن هذه الإصلاحات جاءت على حساب بعض الفئات الشعبية، فيما لم ينجح الداعون للانتخابات في حشد "مد بشري" أرادوا إظهاره في تحركهم.
- بالصور.. مظاهرات فرنسية تندد بإصلاحات ماكرون لقوانين العمل
- فرنسا.. صدامات بين متظاهرين والشرطة وتوقيف 51 شخصا
وقدرت شركة الإحصاء "أوكورانس" المعتمدة من قبل عدة وسائل إعلام بينها وكالة الأنباء الفرنسية، عدد المتظاهرين في باريس بـ31 ألفا و700 شخص، بينما أعلنت نقابة الكونفدرالية العامة للعمل "سي جي تي" مشاركة 80 ألف شخص في التظاهرات التي قدّرت الشرطة أعداد المشاركين فيها بـ21 ألفا.
وأعلنت نقابة "سي جي تي" أن 250 ألف شخص تظاهروا في مختلف أنحاء البلاد، في حين أعلنت وزارة الداخلية أن عددهم بلغ 93 ألفا و315 شخصا.
وكانت وزارة الداخلية الفرنسية أعلنت أن 323 ألف شخص شاركوا في التظاهرات في 22 مارس/آذار الماضي، في حين أن "سي جي تي" قدّرت عددهم بـ500 ألف متظاهر دفاعا عن الخدمات العامة وحقوق الموظفين وعمال سكك الحديد.
وقال الخبير في علم السياسة أوليفييه روكان لمحطة "بي اف ام تي في" إن التظاهرات الكبرى قد تكون شهدت تراجعا.
وفي باريس، تم توقيف نحو 40 شخصا على هامش التظاهرة التي شهدت مواجهات، فيما أفاد مراسلون بأن ملثمين ألقوا مقذوفات باتجاه قوات الأمن التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع، ما أسفر عن إصابة شرطي جراء إلقاء قنبلة يدوية الصنع.
وكانت السلطات نشرت نحو 1400 شرطي أجروا عمليات تفتيش قبل انطلاق التظاهرة لتفادي حصول أي تجاوزات.
وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب لمحطة "بي اف ام تي في" التلفزيونية إن "الحشد كان ضعيفا".
وشارك المتظاهرون في باريس وكبرى المدن الفرنسية في مسيرات للتنديد بما يعتبرونه سياسة "تخدم مصالح الأثرياء" ينتهجها الرئيس ماكرون، والتعبير عن تمسكهم بالخدمات العامة وأسفهم لـ"استقالة" مواطنيهم من مسؤولياتهم.
وتواجه الحكومة الفرنسية في الأشهر الاخيرة نقمة شعبية متزايدة على كل الجبهات: بدءا من الموظفين والمتقاعدين ومتخصصي رعاية المسنين، والطلاب، ومنذ مطلع أبريل/نيسان ينفذ عمال قطاع سكك الحديد إضرابا ماراثونيا ضد إصلاح القطاع.
وتصر الحكومة على المضي قدما في تنفيذ رؤية الرئيس الفرنسي بـ"أحداث تحوّل ف البلاد".
والجمعة حذر ماكرون من سان بطرسبرج أن التظاهرات "لن توقفه"، مضيفا "أنا لن أحكم استنادا إلى استطلاعات الرأي أو التظاهرات".
وقال زعيم حزب فرنسا المتمردة (يسار راديكالي) جان لوك ميلانشون "يجب أن يسمع إيمانويل ماكرون المتعنت رسالة الشعب الشعبوي كما يقال".
ودعا ميلانشون لدى مشاركته في تظاهرة في مرسيليا إلى "تشكيل جبهة شعبية يحتاجها الشعب" في مواجهة الحكومة، مضيفا: "اعتمدوا على أنفسكم فقط، ولن يكون هناك منقذ أعلى".
وأعلنت الشرطة أن 4200 شخص شاركوا في التظاهرة في مرسيليا، بينما أعلنت نقابة "سي جي تي" مشاركة 65 ألفا السبت مقابل 58 ألف متظاهر في 14 أبريل/نيسان و45 ألفا في 22 مايو/أيار.
وقال فيليب مارتينيز، الأمين العام لنقابة "سي جي تي" الذي شارك في حركة الاحتجاج "ليست المرة الأولى التي يسجل فيها هذا النوع من الاعتراض على رئيس الجمهورية، يجب أن يستمع إلى السخط الاجتماعي الذي تشهده البلاد".
وامتنعت النقابتان الوطنيتان الكبيرتان "سي إف دي تي" و"إف أو" عن المشاركة في التظاهرات، لرفضهما الخروج من المجال النقابي للمشاركة في تحرك يرتدي طابعا سياسيا.
ولأسباب مماثلة، لم يشارك الحزب الاشتراكي في التظاهرات، خلافا للحزب الشيوعي وأنصار البيئة وحركة "أجيال" التي يرأسها المرشح الاشتراكي السابق للرئاسة بنوا هامون.