إعلام فرنسا: مصر حصن مكافحة الإرهاب في المنطقة
وسائل الإعلام الفرنسية سلطت الضوء على زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لباريس ولقائه بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون
سلطت وسائل الإعلام الفرنسية الضوء على زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لباريس ولقائه بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في أول زيارة للرئيس السيسي في ظل الإدارة الفرنسية الجديدة، لافتين إلى العلاقات الاستثنائية بين البلدين.
ذكرت صحيفة "لوبوان" الفرنسية أن مصر تتمتع بعلاقات تجارية وأمنية ممتازة مع باريس، كما تنظر إليها باريس على أنها حصن لمكافحة الإرهاب في المنطقة التي تشهد اضطرابات مستمرة.
وتابعت أن مصر تعد العميل الرابع لدى فرنسا من حيث شراء الأسلحة، منذ 2007 حتى 2017، وذلك بحسب تقرير وزارة الدفاع الفرنسية الذي نشر في تموز/ يوليو 2017.
ونقلت الصحيفة عن المدير التنفيذي لمركز الاستشارت في الشرق الأوسط حسن ماجد قوله إنه "منذ اندلاع أحداث 2011، والتي عقبتها توترات داخلية، فإن فرنسا تأمل بزيادة نفوذها في المنطقة، بإيجاد حليف جديد لها، وكان ذلك عن طريق بيع الأسلحة".
وتحت عنوان "مصر الحليف الجديد ومفتاح السياسة العربية لفرنسا" ذكر موقع "أتلنتيكو" الفرنسي أن هناك عدة ملفات تشير إلى التقارب بين باريس والقاهرة أبرزها "الاعتراف بدور حفتر في ليبيا، دعم الاتفاق الفلسطيني الداخلي بين حماس وفتح، والتعبئة ضد التطرف الديني...) ولكن أيضا هناك عدة اختلافات بين الرئيسين لاسيما فيما يتعلق (بالحل الشامل في سوريا، وبدعم مصر لقوات التحالف العربي في اليمن منذ آذار/مارس عام 2015، وانضمام مصر لدول مكافحة الإرهاب لمقاطعة قطر بعد اتهامها بدعم الإرهاب، منذ حزيران/يونيو الماضي، في الوقت الذي استضافت فيه باريس أمير قطر.
من جانبها، أشارت إذاعة"يورب1" الفرنسية ردا على المنددين بحقوق الإنسان، إلى أن "مصر أرض الفراعنة، صاحبة 5 آلاف عام من الحضارة، والتي خرج بها الملايين في الشوارع للتظاهر في الميادين والشوارع في القاهرة والإسكندرية حتى الدلتا للمطالبة برحيل نظام الإخوان وتفويض الجيش المصري".
واعتبرت الإذاعة الفرنسية أن تولي الرئيس السيسي هو انتصار للشعب المصري، بعدما أنقذهم من نظام الإخوان المسلمين.
فيما نقلت إذاعة "يورب1" الفرنسية عن وزير الاقتصاد الفرنسي، برونو لومير، قوله إن كل الموضوعات مطروحة على الطاولة خلال لقاء الرئيس المصري ونظيره الفرنسي في باريس"، موضحا أنه في حالة إبرام عقود جديدة مع مصر سيكون أمرا رائعا".
وتابع بايرو أنه من المقرر إبرام عقد جديد لشراء طائرات رافال جديدة بين مصر وفرنسا، موضحا أن مصر "كانت أول عميل لاستيراد طائرات الرافال في عام 2015".
وتابع لومير أنه "في حالة إبرام عقود جديدة، سيعد ذلك أفضل بكثير، لاسيما بعدما تأكد أن النظام المصري قادر على سداد هذه الطلبيات".
من جهتها، تناولت إذاعة "أر.إف.أي" الفرنسية الملفات المطروحة على جدول أعمال الرئيسين الفرنسي والمصري، مشيرة إلى أن الملفات الثلاثة " السياسية والعسكرية والاقتصادية في صلب الملفات المطروحة على جدول الزيارة".
وأوضحت الإذاعة أن الزيارة تتناول أيضا ملف حقوق الإنسان إلا أن هذه المرة لن تؤثر على العلاقات الوثيقة بين البلدين، كما حدث في الماضي"، لافتة إلا أن هذه الزيارة مخطط لها ألا يعكر صفوها أي شيء".
وأشارت الإذاعة إلى أن ملف الإرهاب يمثل أولوية لما يمثله من خطر أصاب البلدين، حيث شهدت مصر سلسلة من الهجمات الإرهابية المرتبطة بجماعات إرهابية متطرفة من الإخوان ومن تنظيم "داعش" الإرهابي الذي تبنئ أيضا عدة هجمات في فرنسا.
ويركز الرئيسان على عدة ملفات إقليمية أبرزها القضية الليبية، المعرضة لخطر أن تصبح بؤرة جديدة من بؤر صيد التنظيمات الإرهابية المتطرفة مثل سوريا والعراق، وهو الخطر الذي تواجهه مصر باعتبارها الجار الأقرب لليبيا وفرنسا أيضا.
وعلى الصعيد العسكري، أشارت الإذاعة إلى أن فرنسا ستواصل تسليم الأسلحة التي طلبتها مصر بما في ذلك الرافال".
وعلى المستوى الاقتصادي، فإن العلاقات الإقتصادية بين البلدين تشهد تحسنا كبيرا، لاسيما بعدما أسندت مصر للشركات الفرنسية إبرام عقود جديدة للتطوير مترو الأنفاق بقيمة 2 مليون يورو.
وتابعت الأذاعة أن التبادل التجاري بين البلدين ارتفع إلى نحو 12% في الربع الأول من عام 2017، بالإضافة إلى أن الرئيس السيسي اصطحب معه خلال الزيارة وفداً من رجال الأعمال المصريين الذين سيقابلون أصحاب المصانع الفرنسيين الذين لهم نيه الاستثمار في مصر.