«صاحبة السترة الخضراء» بفرنسا.. عندما يتحول المظهر لرسالة سياسية
كلماتها الحماسية لطالما اختلطت بدموعها وحضورها الطاغي لم يحولها لنجمة في سماء فرنسا فقط، بل باتت «صاحبة السترة الخضراء» الشهيرة.
مارين تونديلييه، زعيمة حزب الخضر، اسم لم يكن معروفا بشكل كبير بفرنسا قبل دعوة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى انتخابات تشريعية مبكرة، وانطلاق الحملات الانتخابية للأحزاب.
- الإرهاب والذهب.. بوركينا فاسو تتعقب جذور محنتها في إرث فرنسا
- فرنسا ومفاوضات ما بعد الانتخابات.. اليسار يستعجل الحكم
ففي خضم التنافس الشرس بين الأحزاب الكبيرة، لم تكن تونديلييه لتستقطب الكثير من الاهتمام، لكنها بطريقة ما -مختلفة- نجحت في جذب الأضواء إليها، وليس ذلك فقط، بل باتت أحدث نجمة سياسية في سماء فرنسا.
تمتعت تونديلييه بحضور طاغٍ في التغطية الإعلامية، وأقر كثيرون على نطاق واسع بأنها أدارت حملة قوية شحنتها بالكثير من العاطفة الصادقة.
وبحسب متابعين، فإن دعواتها الحماسية المختلطة بالدموع لمنع حزب «التجمع الوطني» (أقصى اليمين) من الصعود للحكم، لاقت صدى كبيرا لدى الناخبين، وجذب إليها اهتمام الإعلام.
لكن لم يكن ذلك فقط ما يشد الاهتمام في تونديلييه، فلقد تحولت سترتها الخضراء التي تحرص على ارتدائها في كل تجمع انتخابي، إلى رمز لها.
لم تكن تظهر إلا وهي ترتدي تلك القطعة بذات اللون، حتى إنها تصدرت صحيفة «لوموند» الفرنسية بعنوان «سترة مارين تونديلييه الخضراء.. موضوع سياسي».
وقالت الصحيفة: «مثل المرأة التي ترتديها، أصبحت السترة الخضراء لزعيمة حزب الخضر الفرنسي نجمة وموضوعا بارزا في التغطية الإعلامية منذ الانتخابات التشريعية».
سيرة
عارضت مارين تونديلييه (37 عاما) أقصى اليمين منذ بداية حياتها السياسية قبل حوالي خمسة عشر عاما.
واللافت أنها تنحدر من مدينة التعدين السابقة هينان بومونت، شمالي فرنسا، أي من دائرة يحكمها حزب «الجبهة الوطنية» من أقصى اليمين.
وترتبط تونديلييه بالدائرة الحادية عشرة في با دو كاليه، وهي الدائرة التي تمثلها مارين لوبان، زعيمة «الجبهة الوطنية» منذ عام 2017، وحيث تلقب ممثلة حزب الخضر بـ "مارين الثانية".
ومنذ عام 2014، انضمت تونديلييه لصفوف المعارضة في المجلس البلدي للمدينة، ولطالما تحدثت بصوت عال عن قناعاتها وآرائها على المستوى المحلي.
وحين رأت أن ذلك قد لا يكفي لإبلاغ صوتها للجميع، روت في كتاب أصدرته العام 2017، بعنوان «أخبار من الجبهة»، قصة تنمر وترهيب قالت إنها حدثت تحت قيادة عمدة من «التجمع الوطني».
أما على المستوى الوطني، فتقود تونديلييه حزب حماية البيئة منذ ديسمبر/كانون الأول 2022.
ولمواجهة صعود أقصى اليمين، لعبت دورا رئيسيا ضمن ائتلاف «الجبهة الشعبية الجديدة» اليساري والذي احتل الصدارة في الانتخابات الأخيرة.
وفي غضون أيام قليلة بين جولتي الاقتراع، لمع نجم تونديلييه وبرزت في الفضاء الإعلامي، لا سيما من خلال انتقادها العلني لبرونو لومير.
كما أن ردودها الغاضبة على زعيم «الجبهة الوطنية» جوردان بارديلا جعلها تتصدر المشهد في فرنسا، خصوصا حين قالت متوجهة للزعيم الشاب عقب رفضه خوض مناظرة تلفزيونية معها: «إنه أمر رسمي حقًا، بارديلا تريد المناظرة مع الرجال فقط».
aXA6IDE4LjIyMS4yMzAuNCA= جزيرة ام اند امز