هواتف اليسار والوسط «لا تتوقف».. «لعبة نرد» على الأغلبية في فرنسا
يبذل زعماء تكتل اليسار الذي تصدر الانتخابات التشريعية الفرنسية وتحالف الوسط، الذي احتل المركز الثاني، اليوم الأربعاء، جهودا حثيثة لمحاولة طرح تصورات لتشكيل حكومة قابلة للاستمرار في حكم البلاد.
وانزلقت فرنسا إلى حالة من الغموض السياسي بعد نتيجة غير متوقعة للانتخابات التشريعية المبكرة التي أُجريت يوم الأحد وفاز فيها اليسار بشكل مفاجئ لكن دون أن يكون لأي تحالف أغلبية مطلقة تسمح له بتشكيل الحكومة منفردا بما لا يضع سبيلا واضحا لتشكيل حكومة مستقرة.
وكـ"لعبة نرد" نحو الأغلبية، يحاول تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة"، المؤلف من أحزاب تشمل فرنسا الأبية المنتمي لأقصى اليسار والشيوعيين والاشتراكيين والخضر، وأحزاب الوسط بزعامة الرئيس إيمانويل ماكرون استمالة النواب من كل فريق وبما يتخطى أيضا التكتلين.
وقالت أورور بيرج النائبة البارزة من حزب النهضة الذي يتزعمه ماكرون لتلفزيون فرانس2: "أعتقد أن هناك بديلا عن الجبهة الشعبية الجديدة.. أعتقد أن الفرنسيين لا يريدون تنفيذ برنامج الجبهة الشعبية الجديدة وأعتقد أنهم لا يريدون زيادات ضريبية".
ووفق مصادر سياسية لرويترز فإن الهواتف لا تتوقف عن الرنين وإن بعض الاتصالات يقوم بها من ينتمون للوسط لاستمالة ما يكفي من النواب من اليسار لإتاحة أسس لتشكيل حكومة.
وفي نفس الوقت، ظهر قياديون وزعماء من اليسار في وسائل الإعلام للتأكيد على أن تصدرهم للانتخابات يعني أن يديروا الحكومة بوجود رئيس وزراء ومجلس وزراء من الأحزاب المختلفة للجبهة الشعبية الجديدة التي لم تتفق بعد بالتحديد عليهم.
ومن المعتاد أن يطلب من يشغل منصب الرئيس من أكبر كتلة في البرلمان تشكيل حكومة لكن ليس هناك في الدستور ما يلزمه بذلك.
والخيارات لهذا الوضع تشمل تشكيل ائتلاف حكم واسع أو وجود حكومة أقلية تمرر التشريعات والقوانين في البرلمان بناء على كل حالة على حدة باتفاقات في وقتها.
وقد تقع أي حكومة، سواء من اليسار أو الوسط أو من ائتلاف أوسع، ضحية بسرعة للمعارضة في تصويت على الثقة إذا لم تحصل على تأييد قوي كاف.
وقالت زعيمة أقصى اليمين مارين لوبان للصحفيين لدى وصولها إلى البرلمان "نجد أنفسنا اليوم في ورطة. لا يستطيع أحد أن يعرف من أي معسكر سيأتي رئيس الوزراء ولا السياسة التي ستتبعها البلاد".
ونددت لوبان بصفقات سبقت الجولة الثانية من الانتخابات قالت إنها أبعدت حزب التجمع الوطني عن السلطة. ولوبان هي الشخصية السياسية الأبرز في الحزب وزعيمته في حين يرأسه جوردان بارديلا.
ودعا ماكرون، الذي تنتهي ولايته الرئاسية في 2027، إلى انتخابات برلمانية مبكرة بعد هزيمة حزبه أمام اليمين المتطرف في انتخابات الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي، وقال إن ذلك سيوضح المشهد السياسي في البلاد وهو ما لم يحدث.
وقالت لوبان ساخرة "أقل ما يمكن قوله هو أن هذا ليس نجاحا كبيرا لإيمانويل ماكرون".
وفي ظل تحذيرات من وكالات التصنيف والأسواق المالية، تراقب المفوضية الأوروبية وشركاء فرنسا في منطقة اليورو الوضع عن كثب لمعرفة ما إذا كانت فرنسا ستتمكن من الخروج من ذلك المأزق.
aXA6IDMuMTQ5LjI1MS4yNiA= جزيرة ام اند امز