رئاسيات فرنسا.. 4 أسئلة حول الانتخابات
48.7 مليون ناخب فرنسي مدعوون الأحد المقبل للإدلاء بأصواتهم بانتخابات رئاسية تعقب حملة غير معهودة، ما يفتح الاقتراع على أكثر من سيناريو.
جدول زمني حافل تنبض على إيقاعه فرنسا، فيما يبدأ العد التنازلي للجولة الأولى من اقتراع يقف على خط سباقه 12 مرشحا من مختلف التيارات والتوجهات، بينهم 4 نساء.
ويتصدر الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون قائمة المرشحين الأوفر حظا للعودة إلى قصر الإليزيه، تنافسه في ذلك اليمينية المتطرفة مارين لوبان، وبدرجة أقل مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلنشون.
اقتراع بأجندة حافلة تتقاطع مع نتائج استطلاع تظل حبرا على ورق بانتظار ما ستفرزه صناديق الاقتراع، وسط توقعات بنسبة عزوف مرتفعة عن التصويت.
الجولة الأولى!
بدأت الحملة الانتخابية منذ أواخر مارس/ آذار الماضي، وستتوقف عند منتصف ليل الجمعة/ السبت في البر الرئيسي لفرنسا وكورسيكا، فيما توقفت بالفعل ليل الخميس/ الجمعة فيما وراء البحار، وبعد ذلك ستبدأ فترة الصمت الانتخابي (السبت 9 والأحد 10 أبريل) والتي لا يمكن خلالها بث أي اقتراع أو نتيجة أو ملاحظات انتخابية.
سكان الخارج (مقاطعات ومناطق ما وراء البحار) مدعوون للتصويت السبت للجولة الأولى، وسيتمكن سكان البر الرئيسي وكورسيكا من الذهاب إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد. ومن المنتظر أن تفتح مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة 8 صباحًا (بالتوقيت المحلي) وتغلق في الساعة 7 مساءً في غالبية البلديات، وفي الساعة 8 مساءً في المدن الكبرى مثل باريس.
ثم سيكون من الضروري أيضًا الانتظار حتى الساعة 8 مساءً لمعرفة التقديرات الأولى، وبعد ذلك سيتم الكشف عن النتائج الجزئية ثم الكاملة خلال المساء.
أبرز المرشحين؟
حملة الدورة الأولى من الانتخابات بدت خارجة عن المألوف منذ قيام الجمهورية الخامسة عام 1958، إذ شلّتها أزمة وباء كورونا وهيمنت عليها الحرب في أوكرانيا.
وفي هذا السياق، تشير نوايا الأصوات التي عكستها استطلاعات الرأي إلى سيناريو مماثل للعام 2017 حين عبر ماكرون مرشح حزب "الجمهورية إلى الأمام"، ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان إلى الدورة الثانية قبل أن يفوز ماكرون بالرئاسة.
لكن هل أن سيناريو مماثل مؤكد هذه المرة؟ احتمال وارد وفق محللين ممن يرون -استنادا إلى استطلاعات الرأي- أن لوبان التي عملت على إظهار نفسها أكثر اعتدالا ولو أن برنامجها يبقى "راديكاليا" في موضوعي الهجرة ومؤسسات الدولة، تقدمت بمقدار نقطتين خلال أسبوع لتصل إلى 22% من نوايا الأصوات.
أما ماكرون الذي اقتصرت حملته على الحد الأدنى، فيسجل انحسارا بالمقدار ذاته إلى 26% من نوايا الأصوات، بحسب آخر استطلاع للراي أجراه معهدا "أوبينيون واي" و"كيا بارتنرز" ونشرت نتائجه الخميس.
ويتقلص الفارق أكثر في الدورة الثانية، حيث تشير التوقعات إلى فوز ماكرون على لوبان بنسبة 53 في مقابل 47%، بالمقارنة مع 55 مقابل في 45% قبل أسبوع.
أما مرشح "فرنسا الأبية" جان لوك ميلانشون (يسار راديكالي) الذي يأتي في المرتبة الثالثة بحصوله على حوالي 16% من نوايا الأصوات، فيأمل في بلبلة اللعبة، مناديا بضرورة اعتماد "التصويت المفيد" الذي سيسمح لليسار بالوصول إلى الدورة الثانية.
في غضون ذلك، تخيم المقاطعة على الجولة الأولى للاقتراع، وقد تكون بذلك أحد المفاتيح لتفسير نتائج الانتخابات، في وقت يتوقع أن يبلغ أو حتى يتخطى النسبة القياسية المسجلة عام 2002 وقدرها 28,4% (22,2% عام 2017).
عدد الناخبين!
في بيانات نُشرت في 24 مارس/ آذار الماضي، أعلن المعهد الفرنسي للإحصاء (حكومي) أن 95 % من الفرنسيين في سن الاقتراع مسجلون في القوائم الانتخابية، وبالتالي سيكونون قادرين على المشاركة باقتراع الأحد أي في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.
وتعتبر هذه النسبة المئوية للمسجلين أعلى من الرقم نفسه في مايو/أيار 2021. وعلى عكس ما يُعتقد أحيانًا، فإن معدل التسجيل مرتفع بشكل خاص بين الأصغر سنًا.
وفي حين تم إغلاق التسجيل للانتخابات منذ 4 مارس/آذار الماضي، حدد المعهد الوطني للإحصاء عدد الناخبين المسجلين بـ48.7 مليون ناخب مسجل فرنسي باستثناء كاليدونيا الجديدة (تراب فرنسي).
كيف يجري اختيار الرئيس؟
تعقد جولتا الانتخابات بفاصل 14 يوما. الأولى تجري هذا الأحد، وفيها يتنافس المرشحون الـ12. وفي حال حصل أحدهم على أغلبية مطلقة من الأصوات (أكثر من 50 %)، يُعلن رئيسا من الدورة الأولى.
وإذا لم يفز أي مرشح، كما هو متوقع، بأكثر من 50 % من الأصوات في الجولة الأولى، فإن المرشحَيْن الحاصليْن على أكبر عدد من الأصوات سيتقدمان إلى الجولة الثانية المقرر عقدها في 24 أبريل/ نيسان.
aXA6IDMuMTM4LjEwNS40IA== جزيرة ام اند امز