مسؤول عراقي: محاكمة الدواعش الفرنسيين جرت وفق اتفاقية مع باريس
المسؤول أكد أن محاكمة مسلحي داعش الفرنسيين من قبل محكمة الجنايات المركزية العراقية جرت ضمن اتفاقية الإطار الاستراتيجي
كشف مسؤول عراقي، الأربعاء، أن محاكمة مسلحي داعش الفرنسيين من قبل محكمة الجنايات المركزية العراقية جرت ضمن اتفاقية الإطار الاستراتيجي الذي وقعه وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان في باريس، بداية مايو/أيار الماضي.
وأكد مسؤول في وزارة العدل العراقية، لـ"العين الإخبارية" أن "محاكمة إرهابيي داعش الفرنسيين جرت حسب اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين بغداد وباريس، التي تضمنت جانبا عسكريا أمنيا، ونصت على محاكمة هؤلاء الإرهابيين في العراق، لأن فرنسا أكدت مرارا وتكرارا أنها لن تستلمهم"، مبينا أن أحكام الإعدام التي صدرت بحق الإرهابيين الـ١٢ كانت عادلة، ومنحوا كافة حقوقهم أثناء المحاكمة.
واختتمت المحكمة الجنائية المركزية العراقية إجراءاتها الإثنين الماضي، بعد أن أصدرت أحكاماً بإعدام 12 مسلحا أجنبيا من مسلحي داعش وهم ١١ فرنسيا وتونسي، تسلمتهم الحكومة العراقية من قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي.
وحكمت المحكمة في جلستها الأخيرة، ضمن جلسات محاكمة الفرنسيين التي بدأت في ٢٦ مايو الماضي بعد رفض باريس عودتهم إلى فرنسا، على آخر فرنسيين هما مراد دلهوم ٤١ عاما المولود في الجزائر واعتقل منذ نحو عام في دير الزور شرق سوريا، وبلال الكباوي ٣٢ عاما من بلدة سير وهي إحدى ضواحي باريس.
ونقلت وكالة فرانس برس عن دلهوم قوله أمام المحكمة "لم أبايع تنظيم داعش ولم أتابع أي تدريبات منذ أن خضعت لعمليتين جراحيتين في ظهري".
وأضاف دلهوم الذي عرف بـ(أبوأيمن) بين أعضاء التنظيم، إنه دخل الى سوريا لإنقاذ زوجة صديق له من عناصر حركات جهادية جزائرية تتباين الأنباء حول مصيره، فقد يكون قتل خلال معركة بين صفوف داعش في سوريا أو أسيراً لدى فصائل سورية.
وذكر دلهوم خلال التحقيق أنه انضم إلى (لواء طارق بن زياد) وهي وحدة تابعة لـ(داعش) يقودها جندي فرنسي سابق، سماها الأمريكيون (خلية المقاتلين الأوروبيين).
من جهته قال بلال الكباوي للقاضي "كنت غبياً جداً قبل خمس سنوات، مقتنعاً بأنه يمكنني مغادرة سوريا متى أردت"، وحسب فرانس برس بين الكباوي للقاضي أنه طلب من عائلته في فرنسا الاتصال بالمخابرات الفرنسية لمعرفة كيفية العودة مع زوجته وأطفالهما الثلاثة، وبناء على نصيحة منهم سلم نفسه لقوات سوريا الديمقراطية نهاية ٢٠١٧.
ووصف وزير الخارجية الفرنسي جان ايف في ٢٩ مايو الماضي محاكمة مسلحي داعش الفرنسيين في العراق بـ(محاكمة عادلة)، وأوضح لودريان في كلمة أمام الجمعية الوطنية الفرنسية أود أن أقول لكم، بخلاف ما أسمعه هنا وهناك: المحاكمة عادلة"، لافتا إلى أن حقوق الدفاع كانت مؤمنة تماما خلال المحاكمات، وأن المتهمين استفادوا من دعم قنصلية فرنسا في بغداد.
واستلمت القوات العراقية خلال الأشهر الماضية من العام الجاري المئات من مسلحي داعش العراقيين والعرب والأجانب من قوات سوريا الديمقراطية، خصوصا بعد معارك تحرير الباغوز السورية، وحسب مصادر أمنية عراقية فاقت أعداد مسلحي التنظيم الذين استلمهم العراق من (قسد) الـ٤٠٠ مسلح بينهم نساء وأطفال، وبدأت السلطات العراقية بإجراء التحقيقات معهم منذ منتصف مارس/آذار الماضي.
واقترح العراق في أبريل/نيسان الماضي على التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الإرهاب محاكمة نحو ألف من مسلحي داعش الذين اعتقلتهم قوات سوريا الديمقراطية خلال معارك تحرير الأراضي السورية من التنظيم مقابل ملياري دولار، لكن بغداد لم تتلق الرد حتى الآن بحسب مسؤولين في الحكومة العراقية.
وشدد هشام الهاشمي، الخبير الأمني والاستراتيجي العراقي، لـ"العين الإخبارية" "الدول التي تساند العراق اقتصاديا وعسكريا وأمنيا سوف تسير على خطى فرنسا في محاكمة الإرهابيين من جنسياتها في المحاكم العراقية بعد تثبيت اتفاقيات ثنائية سياسية أمنية قضائية مقابل حصول العراق على دعم اقتصادي ولوجستي أمني وعسكري".
ورغم محاولات "العين الإخبارية" لإجراء مقابلة مع الفرنسيين المحكومين في العراق من مسلحي داعش، إلا أن السلطات العراقية المسؤولة عن شؤونهم رفضت، بحجة عطلة العيد وعدم وجود موافقات مسبقة لإجراء تلك المقابلات.
aXA6IDMuMTQ5LjI0My4zMiA= جزيرة ام اند امز