"لاكتاليس" تلجأ للتعويضات لحل أزمتها مع تلوث حليب أطفال بالسالمونيلا
سلطات فرنسا رحبت بتعهد تعويض الضحايا لكنها قالت إنها ستواصل تحقيقا قضائيا لتحديد المسؤول.
رفعت أسر أكثر من 30 طفلا أصابهم مرض السالمونيلا في فرنسا بسبب حليب الأطفال الملوث سلسلة من الدعاوى القضائية ضد مجموعة لاكتاليس.
وقال إيمانويل بيسنييه، الرئيس التنفيذي لمجموعة لاكتاليس الفرنسية لمنتجات الألبان، لصحيفة "جورنال دي ديمانش" الأسبوعية؛ إن شركته ستدفع تعويضات لأسر تضررت من تلوث أحد منتجات حليب الأطفال بالسالمونيلا.
وفي محاولة لاحتواء المشكلة التي تسببت في مخاوف صحية وخاطرت بالإضرار بسمعة فرنسا في مجال المنتجات الزراعية في الأسواق العالمية، وسّعت لاكتاليس يوم الجمعة نطاق سحب المنتجات لتشمل كل منتجات حليب الرضع التي أنتجت من المصنع ذاته بغض النظر عن تاريخ التصنيع.
وقال بيسنييه "سنعوض كل أسرة عانت من أي ضرر" لكنه لم يذكر القيمة المحتملة لتلك التعويضات.
ومن جانبها رحبت سلطات فرنسا بتعهد المجموعة بتعويض الضحايا لكنها قالت إنها ستواصل تحقيقا قضائيا لتحديد المسؤول.
ويمكن للعدوى بالسالمونيلا أن تكون خطرة على الحياة.
وجاء تعهد بيسنييه بعد يومين من توسيع لاكتاليس نطاق سحب المنتجات لتشمل كل منتجات حليب الرضع التي أنتجت من ذات المصنع بغض النظر عن تاريخ التصنيع في محاولة لاحتواء المشكلة التي تسببت في مخاوف صحية ربما تضر بسمعة فرنسا في مجال المنتجات الزراعية في الأسواق العالمية.
وقال المتحدث باسم الحكومة بنجامين جريفو في مقابلة مع تلفزيون (بي.إف.إم) "دفع تعويضات أمر جيد لكن المال لا يشتري كل شيء".
واشتدت المخاوف الصحية الأسبوع الماضي بعدما اعترفت كبرى شركات التجزئة الفرنسية، ومنها كارفور وأوشان ولوكلير، بأن منتجات كانت قد سحبت في ديسمبر كانون الأول لا تزال تجد طريقها لأرفف المتاجر.
وقال جريفو "مهمة التحقيق تحديد مواضع القصور ومن المسوؤل.. المسؤوليات مشتركة".
لكن تنفيذ سحب المنتجات على مستوى العالم ينطوي على تحديات، إذ تصدر لاكتاليس، وهي واحدة من أكبر شركات منتجات الألبان في العالم، أغذية الأطفال لأكثر من 83 دولة في أنحاء أوروبا وأفريقيا وآسيا.
ويشمل السحب ما يصل إلى 12 مليون علبة من حليب الأطفال.
وأضاف بيسنييه "ليس من السهل تقدير عدد المنتجات التي ستسحب لأننا لا نعرف ما تم استهلاكه منها بالفعل".
وكان أمر السحب الذي صدر يوم الجمعة هو الثالث خلال شهر، وتعرضت لاكتاليس لانتقادات حادة بسبب بطء رد فعلها.
وأصبحت لاكتاليس شركة عملاقة في مجالها إذ تبلغ مبيعاتها السنوية نحو 17 مليار يورو (20.73 مليار دولار) ويبلغ عدد موظفيها 18900 فرد في 40 دولة.
وقال الرئيس التنفيذي إن المصنع الذي أغلق بسبب التلوث سيبقى مغلقا لعدة أشهر على الأرجح.
ويهدد السحب بالإضرار بلاكتاليس في الصين، وهي سوق سريعة النمو لمنتجات الأغذية وحليب الأطفال، حيث أدى تلوث حليب أطفال بمادة الميلامين إلى وفاة 6 أطفال في عام 2008.
وتسببت المخاوف الصحية بالصين في انعدام الثقة في حليب الأطفال المنتج محليا، وأفادت موردين أجانب مثل نستله ودانون ولاكتاليس.