جرعة دعم فرنسية للبنان.. هدنة غزة الوجه الآخر لسلام الشرق الأوسط
وزير خارجية فرنسا يقول إن وقفا لإطلاق النار في غزة ضروري لضمان السلام بالشرق الأوسط في رؤية تمضي على وقع جولة جديدة من مفاوضات الهدنة.
واليوم الخميس، شدّد وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه، في بيروت، على ضرورة التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في غزة من أجل ضمان السلام في المنطقة.
وقال سيجورنيه بعد زيارته رئيس البرلمان نبيه بري إن باريس "تدعم لبنان، وفي هذا السياق وفي إطار السلام في المنطقة، نأمل كذلك بوقف لإطلاق النار في قطاع غزة"، معتبراً ذلك "عنصراً هاماً وضرورياً لضمان السلام في المنطقة".
تأتي زيارة سيجورنيه إلى بيروت في إطار "دعم الجهود الدبلوماسية الجارية من أجل خفض التصعيد في المنطقة"، وفق ما أورد في تعليق على منصة إكس قبيل وصوله إلى بيروت.
وتزامنت الزيارة التي التقى خلالها مسؤولين لبنانيين بينهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ونظيره عبدالله بو حبيب، مع انطلاق جولة جديدة من التفاوض إزاء هدنة في قطاع غزة بوساطة قطرية وأمريكية ومصرية.
ويأتي ذلك فيما تجاوز عدد قتلى الحرب المتواصلة منذ عشرة أشهر الأربعين ألفا، وفق وزارة الصحة في القطاع الفلسطيني.
«لا وقت لإضاعته»
جاء استئناف المفاوضات على وقع تصعيد إقليمي بين إسرائيل من جهة وإيران وحلفائها من جهة أخرى، بينهم حزب الله، وخشية من اندلاع حرب إقليمية.
وأعقبت تصريحات سيجورنيه تأكيد المبعوث الأمريكي آموس هوكستين من بيروت الأربعاء أنه "لم يتبقَ وقت لإضاعته ولا أعذار مقبولة من أي طرف لتأخير إضافي" إزاء التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
ولطالما كرر حزب الله، الذي يتبادل القصف وإسرائيل منذ اليوم التالي لاندلاع الحرب في غزة، أن وقف هجماته من جنوب لبنان مرتبط بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وأوضح سيجورنيه الذي زار بيروت مرات عدة منذ بدء التصعيد، أن "رسالتنا بسيطة للغاية تتعلق بخفض التصعيد، موجهة هنا إلى السلطات اللبنانية بوضوح وسيتم كذلك توجيهها إلى دول أخرى في المنطقة، ما يسمح لنا أن نرى في المستقبل وضعاً أكثر هدوءاً في هذه اللحظة الحساسة".
التوتر يتصاعد
ومع أن حزب الله وإسرائيل يتبادلان القصف منذ عشرة أشهر، إلا أن منسوب التوتّر ارتفع مؤخّرا بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيّة في طهران والقائد العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، الأسبوع الماضي، إن حزبه وإيران "ملزمان بالرد" على إسرائيل بعد اغتيال هنية وشكر، مؤكداً المضي في هذا الخيار "أياً تكن العواقب".
وأدّى التصعيد عبر الحدود إلى مقتل 570 شخصا على الأقل، بينهم ما لا يقل عن 118 مدنياً و373 مقاتلاً من حزب الله، وفق تعداد لوكالة فرانس برس، استنادا إلى السلطات اللبنانية وبيانات نعي حزب الله والمجموعات الأخرى.