إسرائيل وحزب الله.. الهجوم المنتظر يشعل جبهة الحرب النفسية
تستعر الحرب النفسية بين إسرائيل وحزب الله وسط توقعات كل منهما بهجوم فعلي من الآخر.
وتتحسب إسرائيل منذ أكثر من أسبوع لهجوم من حزب الله تقول كل يوم إنه سيحدث خلال 24 ساعة، ما وضع الإسرائيليين في حالة قلق غير مسبوق.
وعلى الجانب الآخر تلقي التهديدات الإسرائيلية بمهاجمة لبنان بآثارها على اللبنانيين، ويزيد من تفاقمها الطلعات الجوية للطائرات الإسرائيلية التي تكسر جدار الصوت فوق بيروت.
وقالت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية إنه "في الأشهر الأخيرة أضاف سلاح الجو تكتيكا آخر كجزء من غاراته الجوية في لبنان وهي كسر جدار الصوت وفقا لمسؤولين عسكريين".
وأضافت في تقرير تابعته "العين الإخبارية": "هذه الخطوة (خرق جدار الصوت) لها هدفان رئيسيان، ردع اللبنانيين، ولكن أيضا للحفاظ على التفوق الجوي في سماء لبنان والقدرة التشغيلية.
وأشارت إلى أنه "وفقا للمصادر، بدأ الجيش الإسرائيلي مؤخرا في إحداث نفس طلعات كسر حاجز الصوت، وهو يفعل ذلك في جنوب لبنان، في عمق البلاد، وكذلك في سماء بيروت".
وقالت: "واحدة من أكثر الأشياء التي لا تنسى هي الصوت المدوي التي سمعت قبل وقت قصير من خطاب نصر الله" قبل عدة أيام.
وأضافت: "من ردود الفعل القادمة من لبنان، يبدو أن هدف الردع من خلال كسر جدار الصوت يعمل".
وتابعت: "تظهر لقطات من البلاد وقت الانفجار المدوي العديد من سكان بيروت خائفين ويتساءلون عما يعنيه الانفجار، وتأمل إسرائيل أن تدفع هذه الأصوات المتفجرة اللبنانيين إلى الضغط على نصر الله كي لا يهاجم إسرائيل بطريقة كبيرة لتجنب الحرب الشاملة".
ونقلت القناة عن مسؤولين في سلاح الجو الإسرائيلي قولهم إن "أصوات الانفجارات (الناجمة عن كسر حاجز الصوت) تربك أنظمة رادار الدفاع الجوي اللبنانية، فإذا سمع دوي أسرع من الصوت في مرحلة ما، وفي نقطة أخرى في نفس الوقت يتم تنفيذ هجوم، فمن الصعب على الأنظمة تحديد ما يجب التركيز عليه، هذا هو أحد العوامل التي تمكن سلاح الجو الإسرائيلي من الحفاظ على التفوق الجوي على لبنان".
وذكرت أنه "من جهة ثانية يهاجم سلاح الجو الإسرائيلي يوميا بالطائرات المقاتلة والطائرات بدون طيار، وبالأمس فقط، أعلن الجيش الإسرائيلي أن مباني عسكرية ومستودع أسلحة لحزب الله قد هوجمت في مناطق حنين وعيتا الشعب والخيام وبليدة في جنوب لبنان، ووفقا للتقارير الواردة في لبنان زاد الجيش الإسرائيلي مؤخرا من وجوده الجوي في سماء البلاد".
تأهب في إسرائيل
وبالمقابل فإن حزب الله وضع جميع المدن الإسرائيلية من وسط البلاد إلى أقصى شمالها في حالة تأهب قصوى منذ أكثر من أسبوعين.
وعكست حالة التأهب على الحركة في الشوارع التي قلت بشكل كبير، وكذلك رواد الأسواق التجارية الكبرى تحسبا لهجوم قد يتم في أي لحظة.
وتواصل إسرائيل التسريب لمواطنيها، بأن الهجوم قد يتم في أي لحظة، وأن حزب الله يريد ضرب أهداف عسكرية، ومن غير المستبعد أن يصيب أهدافا مدنية أو أن يستهدف بنى تحتية مثل محطات الكهرباء والماء والاتصالات.
ويعيش الإسرائيليون على وقع هجوم محتمل قد يتحول إلى حرب إقليمية، وهو ما أدى أيضا إلى تعليق شركات الطيران الدولية رحلاتها من وإلى تل أبيب.
وقال محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، اليوم الأحد، إن "الوفد الإيراني لدى الأمم المتحدة هو الذي أعلن أنه يأمل أن يأتي الرد العسكري الإيراني ضد إسرائيل في توقيت وبطريقة لا تضر بفرص التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة".
وأضاف هارئيل في مقال تحليلي تابعته "العين الإخبارية": "قال الإيرانيون إن تفضيلهم هو إرساء وقف إطلاق نار طويل الأمد في غزة، وأكدوا أن أي اتفاق تقبله حماس سوف تعترف به إيران، ومثله كمثل التصريحات والتسريبات الأخرى الصادرة عن النظام الإيراني، يبدو أن طهران ملتزمة بالرد على مقتل إسماعيل هنية، لكنها تحاول الحد من حدود أي مواجهة، مفضلة السماح لحزب الله بتولي زمام المبادرة".
وتابع "لقد كسرت إيران، في هجومها الصاروخي والطائرات دون طيار على إسرائيل في أبريل/نيسان الماضي، سياستها المطولة بعدم مهاجمة إسرائيل بشكل مباشر، بالاعتماد على وكلائها، ومع ذلك هناك شك في أن النظام في طهران، الذي جاء على رأسه رئيس جديد مهتم بمواجهة مباشرة وشاملة في هذا الوقت".
وأشار الى أنه "في الممارسة العملية، يتمتع حزب الله بقدرات أكبر على إيذاء إسرائيل، ومن مدى أقرب كثيراً، على نحو من شأنه أن يضع الجبهة الداخلية الإسرائيلية أمام اختبار خطير".
مضاعفة الطائرات دون طيار في سماء لبنان
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: "في إطار الاستعداد لرد حزب الله، ضاعف الجيش الإسرائيلي عدد الطائرات دون طيار في سماء لبنان، من أجل الكشف في الوقت الحقيقي عن محاولات إطلاق النار على أراضي البلاد".
وينفذ حزب الله يوميا هجمات بالصواريخ والمسيرات على شمالي إسرائيل.
ولكن حزب الله زاد في الأيام الأخيرة من كمية الصواريخ والمسيرات وعمق أماكن وصولها ما يعطي الإسرائيليين الانطباع بأن الهجوم الواسع قد بدأ، ثم لا يلبث أن يتضح بعد عدة دقائق إنه لم يبدأ بعد.
aXA6IDMuMTM4LjM2LjE2OCA= جزيرة ام اند امز