رد حزب الله وإيران يدفع «الكابينت» الإسرائيلي إلى «الحفرة»
اجتمع المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر "الكابينت"، مساء الخميس، في مخبأ "الحفرة" في قاعدة "كيريا" في تل أبيب.
وتم الكشف عن "الحفرة" في العام 2013، وتعتبر المخبأ الأكثر حراسة في إسرائيل، وهي المكان الذي يدير فيه كبار القادة العسكريين الحروب والعمليات.
وتقع "الحفرة"، في مقر قوات الجيش الإسرائيلي في تل أبيب والمعروفة باسم "كيريا"، وتقع على عمق عشرات الأمتار تحت الأرض وتتكون من طبقات فوق طبقات من الخرسانة المصبوبة.
ويمنع على الإطلاق إدخال الهواتف المحمولة إلى المكان خوفا من التوثيق أو الهجوم الإلكتروني وعلى كل حال، فلا يوجد استقبال لشبكات الهواتف المحمولة في "الحفرة" على الإطلاق.
ويمكن الاتصال من الحفرة فقط من خلال خطوط أرضية خاصة.
واستغرق بناء "الحفرة" عدة سنوات بتكلفة بلغت مليارات الشواكل وتبلغ مساحتها عشرات الأمتار تحت الأرض، مع عدة طوابق متصلة بمصاعد، تغطي مساحة تزيد على 10000 متر مربع.
وتضم "الحفرة" غرفة العمليات المركزية للجيش الإسرائيلي، وغرفة مناقشة لرئيس الأركان، وغرفة استخبارات وغرفة عمليات مشتركة للقوات الجوية والبحرية والوحدات الخاصة والموساد والشاباك.
كما يضم المخبأ المحصن، مكاتب وغرفا لكبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي، ورئيس الوزراء، ووزير الدفاع، وممثلين عن الموساد والشاباك والشرطة.
والجنود الذين يخدمون في "الحفرة" لديهم حمامات ومنطقة للنوم، وينام كبار المسؤولين في مكاتبهم.
وفي "الحفرة" ما يكفي من الطعام والمولدات والمعدات لتشغيلها لفترة كافية من الوقت.
ويتم عقد الاجتماعات في "الحفرة" في أوقات الطوارئ ولتفادي تسريب المجريات فيها إلى وسائل الإعلام.
وسبق عقد عدة اجتماعات رفيعة المستوى في "الحفرة".
ماذا جرى في اجتماع الخميس؟
قالت هيئة البث الإسرائيلية إن "القيادة السياسية ناقشت في "الحفرة" في اجتماع الخميس مسألة متى يجب إطلاع المدنيين على هجوم متوقع من حزب الله وإيران".
وأضافت: "جرت مناقشة (الكابينت) في ظل أجواء يقظة إزاء رد من حزب الله، مع تقديرات إسرائيلية بأنه سيكون ردا سيشمل إطلاق صواريخ دقيقة، وأن هدفه سيكون قاعدة كيريا وقواعد استخباراتية أخرى".
وتابعت أنه "تم نقل النقاش إلى الحفرة في الكيريا تحت إشراف الشاباك، بسبب الخوف من هجوم خلال الاجتماع وبسبب تدريب سابق للوزراء".
تجدر الإشارة إلى أن معظم اجتماعات الكابينت الأخيرة لم تعقد في "الحفرة"، ووفقا لمصادر أمنية، فإن الموقع يجعل من الصعب على المشاركين التسريب.
هل تم بحث هجوم استباقي؟
ومن ناحيتها، قالت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية إنه "في ظل ذروة التأهب للهجوم، اجتمع الكابينت مساء الخميس لإجراء مناقشة في حفرة الكيريا في تل أبيب، يحدد المستوى السياسي حرية العمل الكاملة للجيش للعمل وفقا للوضع، وهناك يستعدون لإمكانية اتخاذ إجراء وقائي حتى قبل الرد من إيران أو حزب الله".
وذكرت أن "الجيش الإسرائيلي أعد عملية رد كبيرة، من غير المؤكد أنها ستقتصر على لبنان، وتشمل السيناريوهات التي تجري الاستعدادات لها إطلاق الصواريخ وكذلك الاختراق من البر والبحر، وتريد إسرائيل أيضا إرسال رسالة مفادها الاستعداد لاحتمال أن تتحول الأحداث الأخيرة إلى حرب شاملة".
ومع ذلك فقد أشارت إلى أن "الجيش أوضح أنه في هذه المرحلة، يتم الحفاظ على الروتين وأنه عند الضرورة، سيتم إعطاء تحذير كاف للجمهور".
وبحسب المصدر ذاته، فإن وزير الدفاع يوآف غالانت تناول الوضع في قيادة الجبهة الداخلية، مؤكدا أنه يجب الاستمرار في نمط حياة روتيني، مضيفا "نحن نقيم باستمرار الوضع، ونحن في استعداد عال للدفاع".
كوريلا في إسرائيل مرة أخرى
في غضون ذلك، زار قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل كوريلا، إسرائيل مرة أخرى اليوم لمواصلة التنسيق قبل الهجوم الإيراني.
وهذه هي الزيارة الثانية للجنرال كوريلا لإسرائيل منذ بداية الأسبوع.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "التقى كوريلا مع كبار مسؤولي الدفاع وناقش معهم تشديد الاستعدادات للهجوم الإيراني ووكلائه ضد إسرائيل".
وأضافت أن "هذا هو التحضير لنفس التحالف، بقيادة الأمريكيين، الذي أحبط الهجوم الإيراني في أبريل/نيسان الماضي".
وبالتزامن مع ذلك، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية "وصول مقاتلات إف-22 رابتور التابعة للقوات الجوية الأمريكية إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية في 8 أغسطس/آب الجاري كجزء من تحركات تموضع القوات الأمريكية في المنطقة، وللتعامل مع التهديدات التي تشكلها إيران والجماعات التي تدعمها".
aXA6IDMuMTM3LjIxOC4xNzYg جزيرة ام اند امز