"فرصة لليمين المتطرف".. هل تستفيد لوبان من شغب فرنسا؟
في أول خطاب لها في البرلمان مع انحسار أعمال الشغب في فرنسا اتهمت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان الحكومة بتحويل البلاد إلى "جحيم".
وقالت لوبان البالغة 54 عاماً "الحقيقة أنكم لم ترغبوا في سماع أي من التحذيرات"، ويشكل نواب حزبها وعددهم 89 أكبر حزب معارض في البرلمان منذ انتخابات العام الماضي.
- يوم ماتت فيه "الماكرونية".. هل يعطي ماكرون مفاتيح رئاسة 2027 للوبان؟
- انتصرت لـ"ماري لوبان".. بريجيت ماكرون توجه طعنة لحكومة زوجها
وأضافت "توقعنا ما يحدث رغم الصعوبات الشديدة.. للأسف كنا على حق".
كثيرا ما تحدثت لوبان ووالدها جان ماري عن زوال فرنسا بل عن حرب أهلية، منذ أن ركزت خطاباتهما المتشائمة في سبعينيات القرن الفائت على وجود أجانب في فرنسا.
وتابعت لوبان "أولا وقبل كل شيء، نحتاج إلى وقف الهجرة الفوضوية".
ولا تزال تداعيات أعمال العنف الأسوأ في المدن الفرنسية منذ 2005 غير مؤكدة، ما يثير تكهنات بشأن الجهة المستفيدة من انهيار القانون والنظام الذي هز ملايين الفرنسيين خلال الأيام الماضية، وفق فرانس برس.
وسعت لوبان وسواها من اليمين لإلقاء اللوم في أعمال النهب الواسعة والاشتباكات على مجتمعات من أصول مهاجرة، معظمها من مستعمرات فرنسية سابقة في أفريقيا، استقرت في ضواحي بلدات ومدن منذ الستينيات.
"شعبية متزايدة"
ورغم اشتعال أعمال الشغب على خلفية اتهامات بممارسة الشرطة القسوة والعنصرية إثر مقتل الشاب نائل (17 عاما) وهو من أصول جزائرية في باريس، يشعر العديد من المحللين بأن وعد اليمين المتطرف بقمع حازم للجريمة والهجرة يمكن أن يجذب مزيدا من الأشخاص.
وقال أوليفييه بابو، المؤسس المشارك لمعهد سابينز للدراسات الذي يميل إلى اليمين، لـ"فرانس برس": "أعتقد أننا سنرى زيادة بعدة نقاط لحزب التجمع الوطني في امتداد للمكاسب اللافتة التي حققها في السنوات القليلة الماضية".
وأضاف "دون أن يفعلوا أو يقولوا أي شيء، تساعدهم الأحداث في إقناع جزء من الشعب".
وسجلت لوبان أفضل نتيجة لها في الانتخابات الرئاسية العام الماضي، ونالت 41,5% في الدورة الثانية، ثم احتفلت بنتائج انتخابات برلمانية قياسية بعد شهرين.
ويوافق جان إيف كامو، الباحث في شؤون اليمين المتطرف لدى صندوق جان جور، على أن لوبان بل حتى السياسي الأكثر تطرفا والمعادي للإسلام إريك زمور يبدوان الأكثر احتمالا لتحقيق مكاسب من أعمال الشغب.
وقال لـ"فرانس برس": "هناك خطر أن يستفيد إريك زمور ومارين لوبان من الوضع، خصوصا خلال الانتخابات الأوروبية المرتقبة العام المقبل".
رد الحكومة
سعت الحكومة للرد على الخطاب الذي يدفع به اليمين المتطرف وحزب الجمهوريين والقائل إن المهاجرين هم المسؤولون عن الاضطرابات التي تضرر فيها 273 مبنى تعود إلى قوات الأمن و168 مدرسة.
وصرح وزير الداخلية جيرار دارمانان بأن 90% من قرابة 3000 شخص أوقفوا في 5 ليال من أعمال الشغب الأعنف، هم فرنسيون.
وقال دارمانان: "نعم، هناك البعض الذين قد يكونون من خلفيات مهاجرة"، في إشارة إلى سجلات أسماء الموقوفين التي اطلع عليها خلال جولته على مراكز الشرطة.
وأضاف: "لكن هناك أيضا العديد من (أسماء) كيفن وماتيو أيضا"، حسب ما قاله أمام مجلس الشيوخ الأربعاء.
وأضاف "هذا التحليل القائم على الهوية يبدو خاطئا بالنسبة لي"، معترفا في الوقت نفسه بأن المسألة المتعلقة بأفضل طريقة لدمج المهاجرين مثيرة للاهتمام".
ويعتقد كامو أن بعض الناخبين يمكن أن يعطوا الفضل للحكومة لسيطرتها على الاضطرابات في أقل من أسبوع، مع نشر ما يصل إلى 45 ألف عنصر من قوات الأمن.
وأعمال الشغب التي اندلعت على مستوى البلاد في 2005 استمرت نحو ثلاثة أسابيع لجأت خلالها الحكومة إلى فرض حالة طوارئ.
وقال كامو لـ"فرانس برس": "دون الاضطرار للجوء إلى حالة طوارئ ومع استراتيجية الرد التدريجي، أظهرت الحكومة أنها قادرة على احتواء التحرك".
فيما اعتبر الرئيس إيمانويل ماكرون أن مقتل الشاب "لا يمكن تفسيره.. وغير مبرر"، إثر اندلاع أعمال الشغب عقب إطلاق شرطي النار من مسافة قريبة على الشاب نائل الذي كان يقود سيارة مرسيدس دون رخصة في حي بغرب باريس.
ووعد رئيس الدولة الوسطى برد، لكن إصلاحا كبيرا للشرطة دعا إليه اليسار، لا يزال خارج النقاش.
وركز ماكرون حتى الآن على كيفية محاسبة الأهالي الذين يرتكب أبناؤهم جرائم، على وقع الصدمة من أعمار العديد من مثيري الشغب الفتيان.
aXA6IDMuMTUuMjAzLjI0MiA= جزيرة ام اند امز